ثقافة وفن

عبارة تغني عن مقال!

| د. اسكندر لوقــا

كثيرة هي الكلمات التي تغني عن عبارات، كذلك هي العبارات التي تغني عن المقالات، وحين تصدر هذه العبارات عن مسؤول في بلد يحاكي حضارة العصر بامتياز، يكون لها صداها في بيئتها وخارجها، فتأخذ موقعها في الذاكرة الحيّة في كثير من الحالات، وهذا ما يجعلها تعيش إلى مدى غير منظور على نحو ما نطلق عليه اليوم اسم قول مأثور ولا يفقد حضوره في سياق الزمن مهما بعدت المسافة الزمنية بين ساعة قوله وساعة الاستماع إليه أو قراءته.
في سياق هذه الخاطرة، وأنا أقرأ قولاً لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي بمناسبة إطلاق الموسم الثالث من مبادرة صنّاع الحياة في دبي، راودتني رغبة في نقل بعض ما جاء في القول على سبيل المثال «كل واحد فينا قادر على العطاء، كل إنسان لديه موهبة يمكن تسخيرها لخدمة مجتمعه، النهر يبدأ بقطرات، استئناف الحضارة يحتاج إلى عطاء ومبادرات، صناعة الأمل في منطقتنا تعادل صناعة الحياة» إلى آخر هذه المنظمة الفكرية التي تدعو قارئها للتفكير ملياً فيما تعنيه هذه العبارة أو تلك.
إن العبارة، كما الكلمة، كما المقال، حين تستجيب لخدمة الغرض من استخدامها في وقتها تحديداً، تشكل قفزة نوعية في خدمة الفكرة التي تراود صاحبها، مهما كان موقعه في بيئته، وتزداد قيمتها عندما تعبر عن إرادة الفعل لديه أو لدى قارئها تالياً.
وكثيرة هي الأقوال المأثورة في تاريخ الأدب كما نعلم، وبينها ما يؤكد مكانتها في الثقافة الشعبية التي تخاطب العقل الراغب في معرفة حقائق الحياة. فحين نردد القول: «الإناء ينضح بما فيه» على سبيل المثال أو رددنا «إذا لم تستطع قيادة نفسك فلا تحاول قيادة الآخرين» وإلى ما هنالك من عبارات كل منها جدير بأن يكون بديلاً من مقال، نكون قد أضفنا إلى العبارة معنى يتخطى عدد كلماتها وخصوصاً عندما تدفع القارئ للتفكير فيما تعنيه، ولهذا الاعتبار يعيش البعض من تلك العبارات التي قيلت في الزمن الغابر إلى يومنا هذا، ولا تفقد قيمتها إلى يومنا هذا في تقدير من يحترم الرأي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن