رياضة

أفضلية تاريخية للريدز أمام بورتو في الشامبيونزليغ … رهان بوكيتينو ومداورة غوارديولا

| محمود قرقورا

تقام اليوم بداية من العاشرة مباراتان برسم ذهاب ربع نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا، الأولى مسرحها ملعب أنفيلد في ليفربول وتجمع فريق المدينة الكبير بطل المسابقة خمس مرات آخرها 2005 مع بورتو البرتغالي حامل اللقب مرتين آخرهما 2004، والثانية مسرحها ملعب وايت هارت لاين الخاص بتوتنهام مع وصيف متصدر الدوري الإنكليزي مانشستر سيتي، ويقود المباراة الأولى الإسباني لاهوز بينما أسندت قيادة المباراة الثانية إلى الهولندي كوبيرس.
وإذا كان ليفربول كعبه أعلى من حيث المواجهات المباشرة والأفضلية التاريخية إضافة إلى عاملي الأرض والجمهور وكلنا يعلم الأجواء الصاخبة التي يصنعها جمهور الأحمر، فإن المباراة الثانية على الأراضي اللندنية لا تعرف أفضلية لطرف على الآخر، وصحيح أن السيتي يتفوق على توتنهام بفارق 16 نقطة على صعيد الدوري إلا أن هذا الفارق لا قيمة له في مسابقة تلعب على مباراتين وكلنا شاهد ماذا حل بالسيتي في الموسم المنصرم عندما واجه ليفربول في مثل هذا الدور وكانت الغلبة للريدز 3/صفر و2/1 وبناء عليه فإن الحذر سيكون شعار غوارديولا الذي أراح لاعبيه من الأعباء النفسية بتصريحه:
الفوز بالرباعية ضرب من المستحيل، في إشارة صريحة إلى أن الفريق سيلقى منافسة شرسة سواء في هذه المسابقة التي تنقص خزائن النادي السماوي، أم في بطولة الدوري حيث ليفربول العنيد لا يرمي المنديل ويجعل السيتيزينز يلعب تحت الضغط كل أسبوع.

الإعصار الأحمر
النقاد يرنون إلى المباراتين بشغف، فالريدز أزاح البايرن من الدوري الفائت فارتفع سقف طموحاته مع امتلاكه هجوماً قادراً على قهر أي دفاع في القارة، وبورتو أبعد روما ويريد تصفية حساباته مع النادي الإنكليزي الذي كبّده الخسارة الأثقل في عرينه ضمن الدور نصف النهائي من النسخة الفائتة، وها هو لاعبه بيبي يتطلع بشغف إلى المباراة محذراً ليفربول وبقية المنافسين بأن النجمة الثالثة لبورتو آن أوانها، وقيام مباراة الرد في ملعب دراغاو حافز إضافي، والرغبة في صناعة التاريخ وتغيير الصورة أمام الإنكليز دافع إضافي آخر.
ليفربول تفاوتت نتائجه بين أرضه وخارجها في مسابقة هذا الموسم، فخارج أرضه حملت مبارياته الأربع فوزاً على البايرن مقابل ثلاث خسارات أمام نابولي والنجم الأحمر وباريس سان جيرمان، بينما في ليفربول حقق ثلاثة انتصارات مقابل تعادل يتيم.
والقاسم المشترك بين الفريقين أنهما يتنافسان بقوة على اللقب المحلي، فليفربول يتصدر بفارق نقطتين عن مانشستر سيتي الذي لعب مباراة أقل، بينما يتساوى بورتو مع بنفيكا بالصدارة ولكل منهما 69 نقطة، وكلاهما ذاكر جيداً قبل هذه المباراة، فليفربول فاز يوم الجمعة بأرض ساوثهامبتون 3/1 برسم المرحلة الثالثة والثلاثين من الدوري الإنكليزي كما فاز بورتو على بوافيستا بثنائية نظيفة ضمن المرحلة الثامنة والعشرين من الدوري البرتغالي.
تاريخياً تقابل الفريقان ست مرات ففاز ليفربول ثلاث مرات وتعادلا مثلها والأهداف 12/2 للريدز، ومن دواعي تعاسة بورتو أنه زار إنكلترا 18 مرة خلت من أي فوز مكتفياً بثلاثة تعادلات أحدها مع ليفربول صفر/صفر في دور الستة عشر للنسخة الفائتة.

تفوق البريميرليغ
أربعة أندية إنكليزية حجزت مكانها في ربع النهائي، وشاءت القرعة أن يلتقي توتنهام مع السيتي، واللافت أنهما ستقابلان ثلاث مرات خلال عشرة أيام أولاها اليوم وثانيتها يوم الأربعاء 17 الجاري والثالثة في الدوري يوم 20 منه.
واللقاء هو الأول بينهما على الصعيد الأوروبي وكانت مباراة الذهاب بينهما على صعيد الدوري قد انتهت لمصلحة السيتي بهدف من دون مقابل، وميزة مباراة اليوم أنها الأولى أوروبياً للنادي اللندني على أرضية ملعبه بحلته الجديدة.
النقاد يرون أن غوارديولا برع في المداورة بين لاعبي الصف الأمامي فيرناندينيو ودي بروين وغوندوغان ومحرز وبرناردو سيلفا وأغويرو وديفيد سيلفا وستيرلنغ وليروي ساني، وهذه المداورة تسبب قلة الانسجام، لكن ذلك لا يبدو مؤثراً حتى اللحظة، بينما توتنهام خياراته ثابتة في الشق الأمامي عندما يكون الثلاثي هاري كين وديلي آلي وكريستيان إيركسون متاحاً، ومشاركة لوكاس مورا ولاميلا وسون هيونغ مين تعطي الإضافة عادة.
حارسا الفريقين لوريس وإديرسون سيتحملان عبئاً كبيراً وفق التوقعات لأن النزعة الهجومية تميز الفريقين وفكر مدربيهما.
المذاكرة الأخيرة كانت مثالية لكل منهما، فالسبيرز فاز يوم الأربعاء على جاره كريستال بالاس بهدفين في مباراة مؤجلة من المرحلة الحادية والثلاثين فعزز مركزه الثالث، وعلى الضفة المقابلة حجز السيتي مكانه في نهائي كأس إنكلترا بفوزه على برايتون 1/صفر يوم السبت، ما يعني أن توتنهام أخذ القسط الكافي لهذه المباراة، في الوقت الذي تزدحم فيه روزنامة السيتي وهذه المشكلة الوحيدة في طريق الرباعية مع الإيمان بأن غوارديولا عاش تجارب مشابهة مع برشلونة.
للعلم فإن مدرب توتنهام بوكيتينو واجه السيتي 12 مرة فحقق أربعة انتصارات مقابل ست هزائم وتعادلين، وللعلم أيضاً فإن توتنهام لم يعد أمامه إلا هذه المسابقة لإنقاذ موسمه مع ضرورة البقاء بين الأربعة الكبار بينما السيتي فرصته كبيرة لإضافة المزيد من الألقاب بعد التتويج بكأس الرابطة في شباط الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن