شؤون محلية

تسويق التفاح

نهى شيخ سليمان : 

تستنفر الجهات المعنية في مثل هذه الأيام من كل عام لتسويق موسم التفاح لكنها استنفرت هذا العام لمعالجة الأضرار التي خلفها غضب الطبيعة عبر موجة من البرد أصابت بضررها خمسة آلاف دونم بنسبة 100% من أصل كامل المساحة المزروعة في محافظة اللاذقية والمقدرة 13800 دونم.
الثمار المتضررة جُمعت وسُوقت، وهي اليوم في كامل عربات الباعة والمتاجر الصغيرة، لدرجة يتعب معها المتسوق في تنقية كمية قليلة يُسكت بها بطون أطفاله المتشوقين لهذه المادة بعد انقطاعها عن السوق لأشهر عديدة بسبب نضوب المادة من برادات التخزين بفعل موجة التقنين الكهربائي.
التفاح المتضرر والذي حددت الجهات المعنية تسعيرته بستين ليرة سورية، يصل إلى موائد المستهلكين مضروباً باثنين على الأقل، المهم أن اللجنة الزراعية في محافظة اللاذقية شَمّرت عن ساعديها، وأجرت كشفاً ميدانياً على المساحات المتضررة، وتقرر التعويض على المتضررين بنسبة 10% من قيمة الضرر، ومع أن النسبة المذكورة متواضعة فقد بلغت قيم التعويض 44 مليون ليرة سورية، استفاد منها 1183 منتجاً لمادة التفاح.
اللافت في الأمر أنه وبعد إقرار التعويض للمتضررين، نشّط المتضررون أنفسهم في تخزين الأصناف الجيدة في برادات يعود بعضها لفرع الخزن والتسويق، وبعضها الآخر للقطاع الخاص، لتطرح بعد حين بأسعار مضاعفة عن سعرها في موسمها ويبقى المتضرر الكبير هو المواطن المنتوف الذي يشتري التفاح في موسمه بأسعار مجنحة مع أنه مضروب، وتذهب كمية كبيرة منه إلى أكياس القمامة، فكيف سيشتري التفاح في غير موسمه؟!!، وإذا كان التفاح اليوم يحلق بجناحين، فلنا أن نتصور كيف سيكون الحال بعد أشهر من موسم التسويق.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن