ثقافة وفن

افتتاح الدورة الثانية لمهرجان دمشق الثقافي … محمد الأحمد: الثقافة هي أمضى سلاح في مواجهة الإرهاب

| وائل العدس – سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني

افتتحت في دار الأسد للثقافة والفنون مساء الإثنين الماضي فعاليات الدورة الثانية لمهرجان دمشق الثقافي بحضور وزير الثقافة محمد الأحمد ووزير الإعلام عماد سارة، وعدد من أعضاء مجلس الشعب والسفراء ومديري المؤسسات الإعلامية والثقافية وحشد من المثقفين والمهتمين.
وتم خلال الحفل تكريم عدد من المبدعين وهم الإعلامية هيام حموي والفنانون التشكيليون خليل عكاري وعز الدين همت وناثر حسني والخزافة إيميلي فرح والموسيقي عدنان جارور والممثلون محمد الشماط ووفاء موصللي ومها المصري.
وتضمن حفل الافتتاح الذي أخرجه عوض القدرو فقرات فنية تتغنى بدمشق وتاريخها وأمجادها، وفيلماً يحكي عن تاريخ وزارة الثقافة في سورية منذ تأسيسها والدور الذي لعبته في رفد الحركة الثقافية، إضافة إلى فقرات راقصة ودور تمثيلي للفنان محمود خليلي الذي تقمص شخصية الحافظ ابن عساكر.
وسبق الحفل افتتاح ثلاثة معارض هي معرض «فنانات من سورية» أقامته مديرية الفنون الجميلة، ومعرض «لقى أثرية دمشقية» أقامته المديرية العامة للآثار والمتاحف، ومعرض «أعمال خريجي معاهد ثقافة دمشق» أقامته مديرية ثقافة دمشق.
وخلال يوم أمس، تم إطلاق مشروع رعاية الأطفال ذوي الإعاقة في معهد التربية الخاصة للمعوقين سمعياً، وعقدت ندوتان، الأولى عن متحف دمشق الوطني بمناسبة مرور مئة عام على تأسيسه، والثانية فكرية بعنوان: «إعادة الإعمار الإنساني والأخلاقي في سورية»، على حين قدمت مسرحية أطفال بعنوان: «نمرود والأصدقاء» وأخرى بعنوان: «أنا والديب» وثالثة «غرفة تحت الصفر»، وعُرض فيلمان توثيقيان عن مملكة أوغاريت وقصر الحير الغربي.
كما تم افتتاح فيلم «حنين الذاكرة» وانطلق مهرجان كمال فوزي الشرابي للشعر.

وزير الثقافة

وفي كلمة ألقاها أمام الحضور، قال وزير الثقافة محمد الأحمد: إن مهرجان دمشق الثقافي يكتسب أهمية خاصة، ليس لأنه يقام في أقدم المدن وأعرقها، وليس لأن هذه المهرجانات الثقافية المكرسة لكل محافظات بلدنا غدت جزءاً من هوية وزارة الثقافة وأساساً لفعالياتها الثقافية، وإنما أيضاً لأن دمشق ظلت طوال سنوات الحرب تضيء مثل شمعة باهرة، تمنح الضوء والأمل لكل وطننا وشعبنا السوري، فهي لم تتوقف يوماً عن الرسم والكتابة والغناء والاحتفاء بكل إبداع أصيل، وها هي تواصل مسيرتها الثقافية رغم عديد الحروب التي تشن عليها من حرب عسكرية إلى أخرى سياسية وثالثة اقتصادية ورابعة إعلامية ونفسية.
وأضاف: إن صواب الأعداء يطيش وهم يرون بلدنا صابرة صامدة رغم كل ما يحاك ويدبر لها، ذات معين لا ينضب من المواهب والعزائم والكفاءات اللازمة للاستمرار في إنتاج الأفلام والمسرحيات والحفلات الموسيقية ومعارض الكتاب والفن التشكيلي وغيرها من الفعاليات الفنية والفكرية.
ورأى أن الثقافة الحقيقية لا تختبئ في الأزمنة الصعبة، وإنما تنهض بكل قامتها كي تشارك في معارك الدفاع عن الوطن والحضارة.
وأكد أن الثقافة هي أمضى سلاح في مواجهة الإرهاب، لأنها تتعامل مع جذوره الفكرية والإيديولوجية، وتفضح أوهامه والخرافات التي يحاول أن يحشو بها أدمغة الجيل الشاب، وشحنها بأفكار متطرفة تجعله يقف ضد أهله وناسه ومجتمعه، مشيراً إلى أن العمل الثقافي عندما يتوجه إلى هذا الجيل بأفكار عقلانية تنويرية مقنعة، وبشكل حثيث ودؤوب، فإنه سيبعده عن سكة الفكر الظلامي الذي هو منبع التطرف والإرهاب.

شواهد الزمان الحاضرة
وفي تصريحه لـ«الوطن» قال مخرج العرض عوض القدرو: «إن التجربة والخبرة الكبيرة بهذا النوع من المهرجانات جعلتني على يقين بأن الافتتاح يجب أن يكون من جسم عنوان الاحتفالية. لا أن يكون مجرد استعراض فقرات راقصة وأغان حماسية. فالجمهور تعود وألِفَ هذا النمط من افتتاح المهرجانات. وحرصاً على أن يكون حفل الافتتاح تعبيراً معنوياً وليس كلاماً فقط، عن أهمية دمشق وتاريخها العبق يلزم العقل والروح والضمير في التعامل مع شواهد الزمان الحاضرة. والشواهد ليست بالضرورة أن تكون إنسانية أو لها علاقة بالزمن، فالكتاب والفيلم والموسيقا والفن التشكيلي كلها شهداء على العصر».
وبين أن فكرة العرض قامت على أن يكون هناك راوٍ، وحقيقة خير من وثق وتحدث عن دمشق هو الحافظ ابن عساكر. فعملنا على هذه الشخصية جيداً وأداها الفنان محمود خليلي الذي أتم التوصية المبالغة الحرص على مدينته. وجاء العرض على مدى ثلاث لوحات كل واحدة لها رؤية مختلفة منها ما يتحدث عن (الشام والتآخي) لتكون المادة البصرية من عمق دمشق وتحكي عن نفسها.

للتكريم كلمة
وأكد الفنان التشكيلي ثائر حسني أن التكريم يعني لي كثيراً وهو وسام أضعه على صدري من وزارة الثقافة ورئاسة مجلس الوزراء. وحقيقة فإن سعادتي كبيرة وبدوري أهدي التكريم إلى بلدي سورية. وأفخر أنني مواطن سوري شربت وأكلت من خيرات هذا البلد الذي قدم لنا الكثير والكثير.
ومن جهته قال الفنان محمد الشماط: «إن التكريم بحد ذاته هو الكرم من بلدي ومن وزارة الثقافة التي تذكرتنا ومهدت لنا الطريق وأوصلتنا إلى هنا. ولكن ما كنت أتمناه هو التقديم أكثر وأكثر ولكن في هذا العمر أشعر بقيمة الوطن بصورة أكبر».
أما الفنانة مها المصري فقالت: «إنني فوجئت جداً بالتكريم وكنت خارج البلد. عندما أخبرني معاون وزير الثقافة أنني مكرمة. وتكريمي ليس للمرة الأولى فأنا كرمت كثيراً خارج بلدي. والتكريم هنا يعني لي كثيراً وله خصوصية كبيرة ويعتبر أهم من أي تكريم آخر. ويشعرنا أن الناس المعنيين يقدّرون المسيرة الفنية لنا الأمر الذي يعطينا طاقة كبيرة ودفعاً للأمام».
وقالت الإعلامية هيام الحموي أنا ابنة دمشق وحلب ممتنة إلى الأبد لكل العطاء الذي وهبني إياه بلدي، وهو أجمل مكان ممكن أن يخلق به الإنسان، ومحظوظ من يخلق في أرضنا لأنه يستطيع أن يجمع كل ثقافات العالم من خلالها ويذهب إلى كل أنحاء العالم ويرفع رأس بلده، ولا أنسى إلى اليوم أنني وعندما كنت أعمل في الخارج وينسون اسمي يقولون (الفتاة السورية) لم تكن الفرحة تسعني بهذا الوصف، على أمل أن نبقى على قدر فخرنا واعتزازنا ببلدنا الذي يكرمنا اليوم. ولكن للأمانة فإن هذا التكريم يجب أن يكون للذين ضحوا بدمائهم في سبيل الحفاظ على تراب البلد».
وأوضحت الفنانة وفاء موصللي أن للتكريم خصوصية في هذا الظرف الذي نمرّ به والحصار على أشده، فجاء التكريم ووجود المهرجان الثقافي بحد ذاته هو أمر مهم أمام كل العالم. لنقول: إن الثقافة والفن بخندق واحد مع الدفاع والسلاح من أجل مواجهة الإرهاب، ووجود التكريم هو إثبات وجودنا، وحقيقة سعادتي اليوم لا توصف بأنني أكرم في بلدي، حيث كرمت منذ أيام في مهرجان (النهج السينمائي) بكربلاء في العراق، وجئت لأكون في بلدي، لأن التكريم هنا أهم ويعني لي الكثير، وآمل أن ألقى بلدي في الأيام القادمة معافى وبصورة أجمل وأرقى.
وأكدت الخزافة إيميلي فرح أن التكريم يدعمنا معنوياً ويشجعنا لإكمال مسيرتنا التي قمنا بها على مرّ الأيام، ومن شأن التكريم اليوم تحفيزنا على مواصلة مسيرتنا لنعمل بصورة أجمل وأكبر.
بينما أشار الفنان عز الدين همت إلى أن التكريم جميل وهو جهاد طويل جميل وآخر ثمرة وسبق لي أن كرمت من محافظ دمشق، وأنا الذي عشق الشام وسمتها من كل الجوانب ولدي لوحات عديدة لها، ومنذ كنت في الخامسة عشرة من عمري وأنا أرسم الطبيعة والشام.
أما الفنان خليل عكاري فبين أن التكريم يأتي للفنان بعد جهد وسنوات طويلة من العمل، وإلى الآن تجاوزت مسيرتي الفنية 62 عاماً في هذا المجال واشتغلت بنقابة الفنون ووزارة الثقافة، وهذا التكريم هو نوع من الذكرى بخصوصية الفنان وكنا نأمل أن تكون الظروف أفضل من ذلك في بلدنا، ونشكر الجنود الذين يعود الفضل لهم بكل هذا الهدوء والسلام الذي نشعر به وهم أبطال جيشنا الباسل الذين يعتبر أحق بالتكريم».

بلد الحضارة والعراقة
وأثناء حضورها المهرجان الثقافي قالت الفنانة سحر فوزي: «أبارك لبلدي عودة النشاطات الثقافية والفنية، وأشكر وزارة الثقافة على تكريم زملائنا وتكريمهم هو تكريم لي شخصياً لأن التكريم جميل بكل حالاته، ولاسيما أن بلدنا هي التي تكرم. لعلنا نشهد بالأيام القادمة عودة جميع النشاطات ويعود البريق السابق».
ومن جهتها قالت الفنانة سلمى المصري: «أبارك لأختي الفنانة مها المصري ولكل المكرمين، وحتى لو جاء هذا التكريم متأخراً ولكن خيراً من ألا يأتي، لأن مها تستحق التكريم من خلال مسيرتها وأعمالها المتميزة وفرحتي اليوم لا تقل عن فرحتها. ودائماً عودتنا وزارة الثقافة على إقامة مهرجانات متعددة رغم كل الظروف التي مررنا بها في سنوات الحرب. إلا أن الإبداع والفن والثقافة لم تتوقف يوماً. لأن سورية هي بلد الحضارة والعراقة ولا شيء يمكنه أن يوقف سعيها الدائم نحو الجمال».

برنامج المهرجان
– الأربعاء 10 نيسان: إطلاق مشروع رعاية أبناء وبنات الشهداء في مدارس أبناء الشهداء في أول طريق المطار– الثانية ظهراً.
عروض سينمائية توثيقية عن سورية الحضارة في سينما كندي دمشق – الرابعة عصراً.
معرض ذاكرة الياسمين للأعمال التراثية في مركز ثقافي الميدان – الخامسة مساءً.
ندوة قامات في الفكر والأدب والحياة بعنوان: «الشاعر عمر النص بين الدبلوماسية والأدب» في مكتبة الأسد – السادسة مساءً.
حفل لطلاب أوركسترا الغيتار في معهد صلحي الوادي، في مجمع دمر الثقافي – السادسة مساءً.
– الخميس 11 نيسان: ختام مشروع ملتقى التصوير الزيتي «سورية جسر المحبة» في حديقة المتحف الوطني بدمشق – الواحدة ظهراً.
محاضرة الحمامات الدمشقية عبق وتاريخ في مركز ثقافي أبو رمانة – الثانية ظهراً.
حفل غنائي وفاءً لدمشق في مركز ثقافي المزة – الثالثة والنصف ظهراً.
مسرحية «كائنات من ضوء» في مسرح الحمراء – السادسة مساءً.
حفل فرقة أعواد معهد صلحي الوادي في مجمع دمر الثقافي – السادسة مساءً.
أمسية ثقافية فنية تراثية شعرية لأبي خليل القباني في مركز ثقافي العدوي – السادسة مساءً.
– الجمعة 12 نيسان: إطلاق مشروع التشجيع على القراءة في مركز ثقافي كفرسوسة – الثانية ظهراً.
حفل غنائي لمركز الفنون في مركز ثقافي الميدان – الرابعة ظهراً.
عروض سينمائية توثيقية عن سورية الحضارة في سينما كندي دمشق – الرابعة ظهراً.
مهرجان الزجل في بيت التراث في الميدان– السادسة مساءً.
– السبت 13 نيسان: إطلاق مشروع رعاية الأطفال الأيتام في قرى الأطفال sos – الحادية عشرة صباحاً.
عروض سينمائية توثيقية عن سورية الحضارة في كندي دمشق– الرابعة ظهراً.
محاضرة «العطور الدمشقية والأحجار الكريمة» في ثقافي كفرسوسة – السادسة مساءً.
حفل لطلاب الآلات الشرقية في معهد صلحي الوادي في مجمع دمر الثقافي – السادسة مساءً.
مسرحية «الخروج من الجنة» في مسرح الحمراء – السادسة مساءً.
– الأحد 14 نيسان: ورشة عمل فنون دمشقية في قلعة دمشق – الثانية عشرة ظهراً.
ندوة فكرية بعنوان: «سورية والحروب الأربعة» في كلية الإعلام – الثانية عشرة ظهراً.
عروض سينمائية توثيقية عن سورية الحضارة في كندي دمشق – الثانية ظهراً.
مسير في أحياء دمشق القديمة، التجمع أمام قلعة دمشق – الثانية ظهراً.
مسرحية «الطين الأحمر» على مسرح القباني – السادسة مساءً.
ندوة بعنوان «العود بين الحرفة والنغم» في ثقافي العدوي – السادسة مساءً.
ملتقى الشباب الشعري الأول في مكتبة الأسد – السادسة مساءً.
عرض راقص بعنوان «يا شام محلاكي» على مسرح الحمراء – السادسة مساءً.
حفل لفرقة الموسيقا العربية لإحياء التراث في دار الأسد للثقافة والفنون – السادسة مساءً.
– الإثنين 15 نيسان: افتتاح متحف الطب والعلوم عند العرب في متحف الطب والعلوم – الواحدة ظهراً.
عروض سينمائية توثيقية عن سورية الحضارة في كندي دمشق – الرابعة ظهراً.
معرض ألفت الإدلبي للقصة في ثقافي الميدان – الخامسة مساءً.
اليوم الثاني لملتقى الشباب الشعري في مكتبة الأسد – السادسة مساءً.
فرقة أمية للفنون الشعبية على مسرح الحمراء – السادسة مساءً.
حفل الفرقة الوطنية للموسيقا العربية في دار الأسد للثقافة والفنون – السابعة مساءً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن