شؤون محلية

حسون يحذر الشباب من «حرب المخدرات».. وأطباء بلا حدود كانوا يوزعون المخدرات! … محافظ حلب: 1964 حالة إدمان في 2018 و747 حالة العام الحالي

| حلب- خالد زنكلو

على الرغم من تشديد الفيلم الوثائقي الذي أعدته مديرية التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية، وعرض أمس في الندوة التوعوية العلمية الأولى عن أخطار إدمان المخدرات في مدرج كلية الطب في جامعة حلب، على أن سورية ليست أكثر من بلد عبور لـ«وباء العصر»، آثر مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن يحذر الشباب مما أطلق عليها «حرب المخدرات» التي تستهدف الجيل الجديد ومستقبل البلاد.
وبعدما استشهد مفتي الجمهورية بحديث الرئيس بشار الأسد، خلال استقباله رؤساء المجالس المحلية، عن حروب اقتصادية وإعلامية وثقافية تتعرض لها البلاد إلى جانب الحرب العسكرية، حذر من أن ثمة توجهاً في الوقت الحالي إلى العالم العربي بقضية المخدرات، مشيراً إلى أن بلداناً تريد تحقيقه بذريعة إعطائها لمعامل الأدوية داعياً إلى الوقوف بوجه هذا التيار بعد أن استعرض نتائج «حربي الأفيون» التي تعرضت لها الصين على يد الاستعمار البريطاني بين عامي 1839 و1842 ثم بين 1856 و1860 وأودت بحياة 120 مليون صيني قبل أن يعلن إمبراطور الصين حينها الحرب على الأفيون الذي بدأ الشعب الصيني بتعاطيه وحرق في يوم واحد مليون طن منه.
وقال حسون في الندوة، التي رعاها وزير الداخلية اللواء محمد رحمون: «عندما دخلنا مشفى عمر بن عبد العزيز في الأحياء الشرقية من حلب إثر تحريرها، عرفنا أنه كان فيه (أطباء بلا حدود) لمدة خمس سنوات، وكانوا يوزعون خلالها على جرحى ومرضى (المجاهدين في سبيل الله) أكثر من مليون حبة مخدر وتهدى إلى بيوتهم»!
وبيّن المدير العام للعلاقات المسكونية والتنمية المطران اليكس شحادة في الندوة أن الإشكالية ليست في المواد المخدرة بل في إساءة استخدامها، وأوضح بأن التقرير الأممي ذكر في إحصاءاته أن متعاطي المخدرات في العالم بلغوا في العام 2016 أكثر من 75 مليون شخص بعضهم استخدم المادة ولو مرة في العام على حين من المتوقع أن يرتفع الرقم في العام الجاري إلى 300 مليون متعاط 36 مليوناً منهم يعانون اضطرابات سلبية على حين زادت نسبة الوفيات بسبب تعاطي المخدرات 61 بالمئة بين عامي 2000 و2015.
وتحدث المطران عن تحريم المخدرات في الديانتين المسيحية والإسلامية، وقال: «هناك أناس يستغلون الإنسان ويجعلونه سيداً على نفسه باسم الحرية كي يتعاطى المخدرات وليتحول إلى مخلوق ينساق وراء غريزته نحو الموت، فكلنا مسؤول عن الكل بأن نمنع الأذى عن الناس».
من جهته، شدد ممثل راعي الندوة محافظ حلب حسين دياب على ضرورة إعادة إعمار البشر مع إعادة الإعمار الخدمية والاقتصادية عبر توعية الأجيال القادمة ووقايتهم من إخطار المخدرات «فمعظم من غرر بهم خلال الحرب تمت السيطرة على عقولهم عن طريق المخدرات وما يسمى حبوب الكبتاغون».
وكشف دياب أن عدد الحالات الإدمانية واضطراباتها التي جرى التعامل معها في حلب بعد تحريرها نهاية العام 2016، بلغ 750 حالة في العام 2017 و1964 حالة في العام الذي تلاه على حين وصل الرقم خلال العام الجاري إلى 747 حالة.
وغطت الندوة المحاور الدينية والطبية والدوائية والعلمية والجنائية والقانونية من خلال محاضرين من الاختصاصات المختلفة. فتحدث مفتي حلب الدكتور محمود عكام عن المحور الديني والدكتور محمد بسام حايك والدكتورة ماجدة الحمصي عن المحور الطبي على حين ناقشت نقيب صيادلة سورية الدكتورة وفاء كيشي المحور الدوائي والدكتور عبد القادر هباش من جامعة حلب المحور العلمي، وتطرق رئيس فرع مكافحة المخدرات في حلب العقيد أحمد حبوش للمحور الجنائي في وقت عرض قاضي التحقيق الأول ليون فابريقه جياف المحور القانوني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن