ثقافة وفن

إطلاق العرض الخاص لفيلم «حنين الذاكرة» … مراد شاهين: الفيلم يعبر عن جيلٍ مفعم بالحب والشعور العميق بانتمائهم لهذا الوطن وهمومه وآماله

| وائل العدس- تصوير أسامة الشهابي

أطلقت المؤسسة العامة للسينما العرض الخاص بالفيلم الروائي الطويل «حنين الذاكرة» الذي قام بإخراجه أربعة مخرجين شباب في بادرة هي الأولى على الصعيد السينمائي.
طاقات ومواهب سينمائية شابة جمعتها تطلعاتها وآمالها عبر هذا الفيلم مقدمين عملهم البكر في نطاق الأفلام الطويلة.
ويأتي الفيلم كتتويج لمسيرة خمس سنوات من مشروع دعم سينما الشباب، حيث خلصت المؤسسة العامة للسينما بضرورة ارتقاء العمل السينمائي لهذه التجربة، وخاصة أن ما تقوم به المؤسسة يقع ضمن إطار البحث عن مواهب شابة جديدة وصقلها ومساعدتها لتكون رافداً للسينما السورية في قادم الأيام.
ويمثل الفيلم قصة إنسان عاش بين الحرب والحياة، وانتصرت فيها ثقافة الحياة على ثقافة الموت رغم كل الحروب، لكن هذا الإنسان بقي مصمماً على العيش والعطاء والحب، ليكون الشريط محاولة توثيقية لمرحلة مهمة منذ عام 1967 حتى عام 2017.

أربع مراحل
الشريط من تألف سامر إسماعيل وإخراج يزن أنزور وعلي الماغوط وسيمون صفية وكوثر معراوي، وشارك في التمثيل سعد مينه، لينا حوارنة، لجين إسماعيل، علا باشا، حازم زيدان، رنا ريشة، عباس الحاوي، جهاد الزغبي، مؤيد الخراط، مروة الأطرش، تماضر غانم، نور وزير، محسن عباس، سالي بسمة، ماجد عيسى، طارق نخلة، مجد حنا، عبود الأحمد، نزار الصباغ، مجدي المقبل، عفراء زينو، هادي علي، سيرينا محمد، سامر سفاف، نادر عبد الحي، ياسر سلمون، فادي شاهين.
ويروي الفيلم حكاية شاب اسمه «كفاح»، ولد في الخامس من حزيران عام 1967 لأسرة جولانية مكونة منه ومن أبيه وأمه وشقيقته، حيث تنزح الأسرة الآتية من الجولان العربي السوري المحتل إلى دمشق القديمة بعد دخول قوات الاحتلال الصهيوني إلى بلدتهم.
تقيم الأسرة في بيت في دمشق القديمة، وهو المكان الشاهد على أحداث عديدة سوف تتالى على مدار خمسة عقود وصولاً إلى أيام الحرب الإرهابية على سورية، ويتوزع الفيلم على أربع مراحل.
الأولى بعنوان «المفتاح» أخرجها يزن أنزور، وتتحدث عن حرب تشرين التحريرية عام 1973، وهي مرحلة الطفل الذي سنتعرف إلى قصة حب «كفاح» الطفولية الأولى مع طفلة لأسرة سورية نازحة من لواء إسكندرون تقيم في البيت ذاته.
المرحلة الثانية بعنوان «رقص شرقي» أخرجها علي الماغوط ترصد مرحلة الصبا والفتوة لـ«كفاح»، وهي مرحلة اجتياح بيروت 1981- 1982 ولجوء عائلة لبنانية إلى البيت الذي تقيم فيه أسرته، وتعرفه إلى «نازك» الفتاة التي ستعود مع أهلها إلى بيروت بعد قصة حب.
الثالثة التي أخرجها سيمون صفية بعنوان «لا أحب اللون الأحمر» تتحدث عن مرحلة الشباب وتخرج «كفاح» في كلية الإعلام في دمشق عام 1990، ولجوء عائلة كويتية من أصل فلسطيني إلى البيت الذي تقيم فيه أسرته، وقصة الحب التي ستنشأ بينه وبين امرأة كويتية. وتمتد هذه المرحلة حتى عام 2003 بلجوء أسرة عراقية إلى البيت نفسه بعد دخول الاحتلال الأميركي إلى بغداد.
أما المرحلة الرابعة التي أخرجتها كوثر معراوي بعنوان «العودة» فهي مرحلة الرجولة عند «كفاح» عام 2006 مع لجوء عدد من النازحين اللبنانيين إلى سورية في أثناء حرب تموز، ومن بين النازحات الطفلة اللبنانية التي تعرف إليها عام 1982 وقد تزوجت وأنجبت أطفالاً. وتمتد هذه المرحلة حتى عام 2017 وفيه يتزوج «كفاح» من فتاة نزحت من حمص مع أمها وأخيها الشاب بعد دخول الإرهابيين إلى حي باب السباع عام 2012، حيث نتعرف إلى شخصية «كفاح» الذي يعمل مذيعاً، وعبر هذه المهنة نطل على حياة كاملة من عمر المنطقة المليئة بالحروب والنازحين من العراق وفلسطين ولبنان وسورية، وصولاً إلى اللحظة الراهنة.
أنبل المشاريع

وقال مدير المؤسسة العامة للسينما في كلمته: إن الفيلم قام بإخراجه مجموعة من الشباب المتميزين في مشروع دعم سينما الشباب الذي مضى على انطلاقه 7 سنوات حتى الآن، هذا المشروع هو واحد من أنبل المشاريع التي قامت بها المؤسسة العامة للسينما وذلك بهدف استقطاب الشباب السوري المهتم بالشأن السينمائي والباحث عن ذاته في زحمة متاعب الحياة وصخبها، إضافة إلى البحث عن مواهب جديدة تعمل على تطوير قدراتها وأدواتها بشكل مستمر ومهتمة بالمشاركة بمشاريع سينمائية برؤية شبابية متميزة ومتجددة.
وأضاف: إن إدراكنا العميق كعاملين في الحقل السينمائي لأهمية رفد العملية السينمائية بدماءٍ شابةٍ شغوفة ومحبة لهذا الفن العالمي سينعكس إيجاباً على تطوير الأدوات والرؤى وتكريس فعال للخبرات والمواهب الأمر الذي سيشكل عامل ضمان لاستمرارية هذا الفن وتطوره في قادم الأيام، وإيماناً منا بأهمية ضخ هذه الدماء بقوة في جسد الفن السابع وفي مفاصله كان مشروع فيلم «حنين الذاكرة» الذي أعطى فرصة لمجموعة من الشباب الذين تميزوا خلال غمار هذه التجربة الفريدة والذين كان لديهم إصرار قوي على تطوير وتحسين أدواتهم وكانوا مخلصين لعلاقتهم بهذا الفن.
وأكد أنه مع علمنا وإدراكنا لضرورة وأهمية المعلومة الأكاديمية ودور هذه المعلومة في صقل الموهبة وتطوير مفرداتها ومحاولاتنا لاستدراك هذا الفراغ الذي شكله غياب مؤسسة أكاديمية تعنى بتخريج أجيال سينمائية سورية جديدة، آثرت المؤسسة على نفسها خوض هذه التجربة الاستثنائية وقررت أن تراهن على شغف الشباب وحبهم لهذا الفن العظيم، فكان هذا الفيلم الفريد من حيث كل الظروف التي جعلت منه واقعاً ملموساً يعبر عن جيلٍ مفعم بالحب والشعور العميق بانتمائهم لهذا الوطن وهمومه وآماله.
وتمنى في ختام كلمته أن نشهد قريباً ولادة المعهد العالي للسينما في سورية وذلك من أجل مستقبل السينما في بلدنا الحبيب، ومن أجل استمراريتها وتطورها نحو الأفضل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن