عربي ودولي

دبلوماسيون: زحف حفتر على طرابلس فاجأ حتى حلفاءه والوضع خارج سيطرة الغرب … عبد اللـه الثني يدعو مشيخة قطر وتركيا إلى وقف التدخل في شؤون ليبيا

| روسيا اليوم – رويترز – سانا – وكالات

دعا رئيس الحكومة الليبية عبد اللـه عبد الرحمن الثني مشيخة قطر ونظام رجب طيب أردوغان إلى الكف عن التدخل في الشأن الليبي، مؤكداً أن مثل هذه التدخلات الخارجية تعقد الأوضاع في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن الثني قوله في كلمة متلفزة: إن مشيخة قطر «ليست في مستوى يسمح لها بالتدخل في الشأن الليبي ولا يحق لبعض الموجودين على أراضيها مثل يوسف القرضاوي وغيره أن يتحدثوا في أي شأن يخص الليبيين»، مشدداً على أن التدخلات الدولية والإقليمية تزيد الانقسام بين الفرقاء في ليبيا.
وأوضح الثني أن العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الليبي في طرابلس تهدف لتحقيق الاستقرار في ليبيا داعياً المجتمع الدولي إلى عدم الانحياز لأحد الأطراف.
وأكد أن تحركات القوات المسلحة تهدف إلى تطهير البلاد من المجموعات التي عاثت في البلاد فساداً وخراباً طيلة السنوات الماضية، مشيراً إلى أن تحرك القوات المسلحة نحو الغرب جاء بعد القضاء على الإرهاب في بنغازي ودرنة والهدف منها هو توحيد البلاد. وبين الثني أن على المجتمع الدولي الاعتراف بأن القوات المسلحة تحارب الإرهاب الذي لا يهدد أمن ليبيا فقط بل يهدد المجتمع الدولي بالكامل.
وفي سياق متصل أكدت وكالة «رويترز» أن زحف الجيش الوطني الليبي نحو طرابلس أصبح مفاجأة حتى لحلفاء قائده المشير خليفة حفتر في العالم، وأظهر إخفاق الغرب في ثني حفتر عن هذه الخطوة.
ونقلت الوكالة في تقرير نشرته أمس الأربعاء عن مصدرين مطلعين قولهما إن دبلوماسيين غربيين عقدوا الشهر الماضي، قبل نحو أسبوعين من بدء الجيش الوطني التقدم نحو العاصمة، اجتماعاً مع حفتر في قاعدته قرب بنغازي، في محاولة لإقناعه بعدم شن هجوم ضد حكومة «الوفاق» المعترف بها دولياً التي تتخذ من طرابلس مقراً لها وعدم جر البلاد إلى حرب أهلية جديدة.
وتابع المصدران: إن الدبلوماسيين قالوا لحفتر إنه قد يكون زعيماً مدنياً ناجحاً إذا التزم بإطلاق تسوية سياسية، إلا أن قائد الجيش الوطني لم يعر اهتماماً كبيراً إلى هذه الوعود وشدد على أنه مستعد للتفاوض مع رئيس المجلس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق، فايز السراج، لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق «تقاسم السلطة» فإنه سيفرض السيطرة على العاصمة بالقوة.
كما أكدت أربعة مصادر دبلوماسية منفصلة أن دبلوماسيين غربيين ومسؤولين أمميين آخرين جاؤوا خلال الأسابيع السابقة لهذا الاجتماع في قاعدة حفتر بدعوات إلى «ضبط النفس».
وفي مؤشر على عدم امتلاك الغرب والأمم المتحدة أي سيطرة على الوضع حول طرابلس، أشارت المصادر الدبلوماسية الأربعة إلى أن مسؤولين أمميين وغربيين أجروا قبيل بدء التصعيد اتصالات يومية مع قاعدة حفتر لبحث تنظيم «الملتقى الوطني الجامع»، من دون علم نيات قائد الجيش الوطني الليبي.
وأشارت وكالة «رويترز» إلى أن زحف قوات حفتر على طرابلس أصبح مفاجأة ليس فقط للقوى الغربية مثل فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، التي حاولت إشراك المشير في التسوية السياسية على مدى سنين، بل وأيضاً للإمارات ومصر، أكبر دولتين داعمتين له في المنطقة.
وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس لم تتلق أي أخبار حول بدء قوات حفتر هجومها على طرابلس.
ولم يصدق بعض المسؤولين حتى النهاية أن حفتر أقدم في الواقع على بدء الهجوم، إذا قال مسؤول أممي لـ«رويترز» لدى ظهور أول قوات للجيش الوطني جنوبي العاصمة إن ذلك «مجرد لعبة نفسية».
ميدانياً، أفاد مصدر عسكري ليبي، بأن القيادة العامة لـ«الجيش الوطني الليبي» التابع للمشير خليفة حفتر أرسلت قوات إضافية من أجل تعزيز وحداته المشاركة في عملية «تحرير» طرابلس. وقال المصدر لوكالة «سبوتنيك» أمس: إنه «بناء على تعليمات القيادة العامة بتوجه كل الكتائب والألوية إلى الغرب الليبي، الكتيبة 102 مشاة العسكرية تتوجه الآن إلى غرب البلاد للمشاركة في عملية تحرير طرابلس»، مشيراً إلى أنها تتكون من أعداد كبيرة من الأفراد وأسلحة خفيفة وثقيلة»​​​.
فيما نشر أحد النشطاء الليبيين على صفحته في «فيسبوك» تسجيل فيديو قال: إنه يظهر وصول «أرتال ضخمة» من القوات التابعة لحفتر، إلى مدينة العزيزية، وذلك استعداداً للزحف إلى العاصمة الليبية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن