سورية

اليونان وإيران وافقتا على مرور طائرات المساعدات الروسية.. وبلغاريا تشترط تفتيشها…روسيا: لدينا خبراء عسكريون في سورية وننظر باتخاذ تدابير لتعزيز الحرب ضد الإرهاب فيها

أكدت روسيا أن لديها خبراء عسكريين في سورية يساعدون السوريين على إتقان استخدام المعدات العسكرية التي توردها موسكو لدمشق على أساس القانون الدولي، واصفة الضجة التي افتعلتها الولايات المتحدة الأميركية حول ذلك بـ«الهستيريا» غير المفهومة، في حين قال مسؤول عسكري سوري: إن وجود الخبراء العسكريين الروس في سورية زاد خلال العام الماضي.
من جهة ثانية، وافقت إيران على كل طلبات موسكو المتعلقة بالرحلات المتجهة لسورية لنقل معونات إنسانية، فيما أعلنت اليونان أنها وافقت في 31 آب على طلب روسيا بمنح الطائرات الروسية حق استخدام مجالها الجوي في الرحلات الإنسانية المتجهة لسورية، مشيرة إلى أن الطلب يغطي الفترة من الأول إلى الرابع والعشرين من أيلول، على حين اشترطت بلغاريا تفتيش الطائرات الروسية المتجهة إلى سورية للسماح لها باستخدام مجالها الجوي.
وفي التفاصيل، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا لم تجعل أبداً من تعاونها العسكري التقني مع سورية سراً وهي تقدم المساعدة للسوريين بصورة معدات وتقنيات روسية معتبرة أن «الهستيريا» المعلنة في هذا الصدد غير مفهومة أبداً. وقالت زاخاروفا في تصريح للصحفيين في موسكو: «نحن نوفر هذه المعدات منذ فترة بعيدة ويتم ذلك وفقاً لعقود ثنائية مع سورية وعلى أساس القانون الدولي»، مضيفة: «أستطيع أن أؤكد وأكرر أن هناك في سورية خبراء عسكريين روسيين يساعدون السوريين على إتقان استخدام المعدات منذ وصولها». وأشارت زاخاروفا إلى أن روسيا قد تنظر في اتخاذ تدابير إضافية لجهة تعزيز الحرب ضد الإرهاب في سورية ولكن فقط على أساس القانون الدولي والتشريعات الروسية، وقالت في هذا الإطار: «إذا تطلب الأمر من جانبنا اتخاذ تدابير إضافية لمصلحة تعزيز النضال ضد الإرهاب فإن النظر في هذه المسائل سيتم من دون أدنى شك ولكن فقط على أساس القانون الدولي والتشريعات الروسية».
على خط مواز قال مسؤول عسكري سوري: «الخبراء الروس موجودون دائماً ولكن في العام الماضي زاد وجودهم بشكل كبير».
وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، أوضح أول من أمس أن وجود خبراء عسكريين روسيين في سورية مرتبط بضرورة تدريب جنودها على استخدام التقنيات العسكرية الروسية التي تقدم لسورية وفق عقود مشتركة في مجال التعاون العسكري التقني، مبيناً أن هذا التعاون يجري وفقاً للقانون الروسي والمتطلبات القانونية الدولية التي يفرضها المجتمع الدولي على التعاون التقني العسكري بين الدول المختلفة.
وكان وزير الإعلام عمران الزعبي قد نفى الإشاعات حول وجود قوات روسية في سورية، متهماً مخابرات غربية ببث مثل هذه الإشاعات. كما نفت وزارة الدفاع الروسية نفياً قاطعاً مزاعم تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية عن مشاركة مقاتلات روسية في العمليات العسكرية بسورية. على الرغم من ذلك، جددت واشنطن الثلاثاء قلقها من تلك المزاعم والإشاعات.
من جهة ثانية، أعلن مصدر في السفارة الروسية في طهران أن إيران سمحت بتحليق الطائرات الروسية التي تقل مساعدات إنسانية إلى سورية عبر الأجواء الإيرانية. وقال المصدر في حديث هاتفي لصحفيين روس من طهران: إن «السفارة الروسية في طهران تسلمت اليوم (أمس) إذناً بالسماح لكل الطلبات التي تقدم للطائرات الروسية المتوجهة إلى سورية وتقل مساعدات إنسانية إليها بالمرور في أجوائها».
من جهة ثانية، أكد المصدر أن السفارة الروسية على اتصال مباشر ودائم مع الحكومة الإيرانية لتنظيم هذه المسألة.
كما أعلن مصدر في السفارة الروسية في أثينا، أن اليونان سمحت بفتح مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية التي تنقل مساعدات إنسانية إلى سورية. وقال ممثل السفارة الروسية في أثينا للصحفيين في موسكو: إن «دائرة الإعلام في السفارة الروسية في أثينا أكدت تلقي تصاريح السلطات اليونانية بالسماح للطائرات الروسية بالطيران في المجال الجوي لليونان» مضيفاً: إن القرار مرفق بمذكرة لوزارة الخارجية اليونانية صادرة في الثلاثين من آب هذا العام، في حين نقلت وكالة (تاس) الروسية للأنباء عن مسؤول بسفارة روسيا في أثينا قوله: إن اليونان وافقت في 31 آب على منح الطائرات الروسية حق استخدام مجالها الجوي في الرحلات الإنسانية المتجهة لسورية»، وأضاف: إن الطلب يغطي الفترة من الأول إلى الرابع والعشرين من أيلول.
وكان مصدر دبلوماسي يوناني أعلن في تصريح له يوم الأحد الماضي أن السلطات اليونانية رفضت طلباً أميركياً بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية التي تحمل مساعدات إنسانية إلى سورية.
– وبخلاف الموقفين الإيراني واليوناني، قال وزير الخارجية البلغاري دانييل ميتوف: إن بلاده ستسمح لطائرات الإمداد الروسية المتجهة إلى سورية باستخدام مجالها الجوي إذا وافقت موسكو على تفتيش حمولتها في مطار بلغاري، بعد أن كانت بلغاريا رفضت طلباً روسياً باستخدام مجالها الجوي بسبب ضغوط أميركية عليها.
وقال ميتوف للصحفيين: «إذا وافق رفاقنا الروس على تفتيش هذه الرحلات في مطار بلغاري فسنصدر تصريحاً».
وفي سياق متصل أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف عزم روسيا مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية إلى سورية باستخدام طرق بديلة تتجاوز أجواء اليونان وبلغاريا.
وقال ريابكوف في مقابلة مع وكالة تاس الروسية على هامش معرض الأسلحة (اكسبو) 2015 رداً على سؤال حول الطريقة التي ستوصل بها روسيا المساعدة إلى سورية بعد إغلاق الممرات الجوية اليونانية والبلغارية «سيتم بالطبع إيجاد طرق بديلة».
وتابع ريابكوف: «من المؤسف أنه وتحت ضغوط من الولايات المتحدة وفيما يبدو ضغوط أيضاً من بروكسل حيث يتمركز مقر حلف (ناتو) انحرفت بعض الدول عما يمكن تسميته بواجبها الدولي ولاسيما تأمين الممرات الجوية للطائرات التي تضطلع بمهمة تسوية مشاكل إنسانية».
وأضاف: «إن المجتمع الدولي يدرك الوضع الإنساني في سورية ومعاناة وتضحيات الشعب السوري» لافتاً إلى أن «إعاقة الخطوات العملية لتحسين الأمور في مثل هذا الوضع مع إطلاق تصريحات وإعلانات لفظية تبدي الاهتمام يعتبر مجرد نفاق».
وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط والدول الإفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قال أمس الأول: إن «موسكو تطالب صوفيا بتقديم توضيح عن عدم توفير ممر للمساعدات الإنسانية لسورية وتنتظر الرد ذاته من أثينا التي توجهت إليها واشنطن للغرض نفسه».
وأضاف: «على شركائنا اليونانيين والبلغار أن يبينوا لنا ما المشكلة إذا ظهرت شكوك ما في هذه الحالة أما إذا كان الحديث يدور حول اتخاذ بعض التدابير التقييدية أو الإجراءات المانعة بناء على طلب من الأميركيين فإن ذلك يثير التساؤل عن حقهما السيادي في اتخاذ هذه القرارات أو تلك حول إغلاق مجالهما الجوي أمام طائرات من دول أخرى مثل روسيا على وجه الخصوص علماً أننا نوضح لهم جهة توجه طائراتنا والغرض والبضائع التي تقلها» مشيراً إلى وجود أعراف شائعة بطلب إذن للتحليق عبر المجال الجوي للبلدان لإيصال بضائع متنوعة. وتعمل واشنطن على وضع عراقيل أمام نقل المساعدات الروسية لسورية، إذ تضغط على عدد من الدول لحملها على إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات التي تحمل تلك المساعدات.
(سانا- روسيا اليوم- رويترز)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن