ثقافة وفن

في ذكرى جلاء المستعمر عن سورية … الفن السوري قاوم بالصوت والصورة ووثق بطولات الثوار أمام الاحتلال الفرنسي

| وائل العدس

اليوم، نحتفل بالعيد الذي زها به وطننا بذكرى جلاء المستعمر الفرنسي الغاشم عن أراضينا لننعم بالحرية التي تم انتزاعها بفضل تضحيات جسيمة، وأرواح زُهقت لأبطال قدموا لوطنهم أغلى ما يملكون، فاسترخصوا دماءهم الزكية في سبيل عزة ومنعة كل ذرة تراب من أرض الوطن، ملقنين القوى الاستعمارية دروساً في البسالة والإباء لنيل الاستقلال.

وقد شكّل جلاء الاحتلال الفرنسي صفحات ناصعة لنضال الشعب العربي السوري ضد أشكال الاحتلال والاستعمار المتعاقب الذي استمر مئات السنوات، بحيث أثمرت تضحياته الكبيرة وصبره العظيم، فوصل إلى نيل حريته التي ضحى من أجلها بكل غالٍ ونفيس، فاستحق بذلك أن يعيش حريته وشموخه بين أمم الأرض الحرة.
واليوم.. ها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري ضد شتى أنواع الإرهاب، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب الوطن، وتستمر التضحيات ويستمر العطاء لتبقى سورية منيعة حصينة على كل الأعداء، ولتزهر دروب الخير والسلام ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الجميل.
وقد لعب الفن السوري دوراً بارزاً في مواجهة الاستعمار الفرنسي منذ الوهلة الأولى لوطأة جنوده أرض الوطن، فقاوم بالصوت والصورة حتى انتزاع الاستقلال، ووثق بطولات الثوار أمام الاحتلال.
كثيرة هي الأعمال الفنية التي رصدت جلاء المحتل عن سورية، نوردها لكم عبر السطور القادمة:

فيلم الباشا
للمخرج السينمائي غسان شميط، فيلم يحمل عنوان «الباشا» عام 2015 وهو الفيلم الأول الذي يروي قصة قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش منذ ولادته حتى وفاته.
ويتطرق الفيلم الذي احتوى على لقطات نادرة، إلى معارك حربية قديمة، ويتضمن أرشيفاً من الصور يعرض بعضها للمرة الأولى تفاصيل ولادة «سلطان» والتنبؤ بقدومه، وظروف طفولته الأولى، حيث استعان المخرج بعدد من الباحثين وأبناء ثوار عاصروا الثورة الكبرى بذاكرتهم الحية عن آبائهم.

يا بسمة الحزن
مسلسل «دمشق يا بسمة الحزن» عن رواية الأديبة السورية الراحلة ألفت الإدلبي، جسد فضاءً زمنياً عايشته الكاتبة في العشرينيات والثلاثينيات بكل تفاصيله وأحداثه في الثورة السورية الكبرى والاضطرابات والمظاهرات والأزمة الاقتصادية وبشاعة الاحتلال الفرنسي وقصفه لدمشق إضافة إلى مقاومة الشعب بكل فئاته وربط الحياة الاجتماعية بالمواقف النضالية.
العمل أنتج عام 1992 وهو من سيناريو رفيق الصبان وإخراج لطفي لطفي وتمثيل رفيق سبيعي ونجاح حفيظ ونبيلة النابلسي ورنا جمول وحاتم علي وجلال شموط وسيف سبيعي.

هجرة القلوب
لعل أشهر الأعمال التي رصدت تلك المرحلة المفصلية من تاريخ سورية مسلسل «هجرة القلوب إلى القلوب» (1991) الذي كتبه عبد النبي حجازي وأخرجه هيثم حقي، حيث يتكلم عن بلدة صغيرة اسمها «الركنية» ويوثق من خلال هذه القرية الواقع السوري في الفترة الزمنية مع بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، ويمر على الصراع بين المجتمعين البدوي والحضري ومن ثم يتكلم عن انعكاسات الحرب العالمية الثانية على السياسية السورية في ذلك الحين وقيام الثورة السورية الكبرى وانخراط جميع شرائح المجتمع بها ومن ثم خروج المستعمر الفرنسي من البلاد وانتزاع الاستقلال منه، ويشير إلى دور الأشخاص المتلونين من الشعب السوري الذين ساهموا باستمرار في نشر الأفكار الاستعمارية رغم خروج المستعمر، ويظهر من جهة أخرى قوة الشعب عبر تماسكه والتحامه لمجابهة الاستبداد.
وأدى أدوار البطولة خالد تاجا ويوسف حنا وسليم كلاس وحسن دكاك وأسعد فضة وبسام كوسا وعباس النوري وسمر سامي وعدنان بركات ومنى واصف وهاني الروماني وأيمن زيدان وعارف الطويل ونجاح حفيظ.

إخوة التراب
يتجه الجزء الثاني من مسلسل «إخوة التراب» (1998) إلى تحديد الوقائع والشخصيات التاريخية التي ناضلت ضد الاحتلال الفرنسي، على حين كان الجزء الأول عن نضال الشعب السوري ضد الاحتلال التركي.
العمل الذي يقدم كل حقائق الحقبة التاريخية التي يتصدى لها، من تأليف حسن م يوسف وإخراج نجدة أنزور وبطولة أيمن زيدان وسوزان نجم الدين وزهير عبد الكريم وليلى جبر وبسام لطفي وباسم ياخور وآخرون.

أيام الغضب
كما أن مسلسل «أيام الغضب» (1996) الذي كتبه محمد قارصلي وأخرجه باسل الخطيب تناول مرحلة بداية الاستعمار، ويذهب إلى قرية سورية ليلقي الضوء على بطولة الشعب في مقاومة المستعمر الفرنسي.
ويدور العمل حول (ضرغام)، الرجل الذي أراد أن يعيش حراً، فقرر من بين همساته وصرخاته أن يستقطب أهل بلدته ويُحيي بداخلهم أسمى القيم الوطنية والإنسانية لمواجهة الواقع الجديد الذي فرضه الاحتلال الفرنسي عليهم، ونشهد رحلته بما زخرت به من عقبات وعوائق.
ويؤدي أدوار البطولة فيه خالد تاجا وأيمن زيدان وفرح بسيسو وعابد فهد وأنطوانيت نجيب وأحمد رافع وغسان مسعود وجيهان عبد العظيم وشكران مرتجى ووائل رمضان وتوفيق اسكندر وعبد الفتاح المزين.

حمام القيشاني
وأيضاً «حمّام القيشاني» الذي كتبه دياب عيد وأخرجه هاني الروماني في خمسة أجزاء، وهو دراما اجتماعية سياسية تجري أحداثها على أرضية تسجيلية لواقع من تاريخ سورية منذ قصف الاحتلال الفرنسي لدمشق والبرلمان قبل إعلان الجلاء بأشهر وحتى تسلم الكتلة الوطنية الحكم بعد سنوات.
يبدأ العمل قبيل الجلاء، وحفل بشيء من التشويق من خلال محاولة أبناء أحد المتعاونين مع الاحتلال تنظيف صفحة أبيهم حيث يلاحقون ابن الشهيد ويحاولون إلصاق التهم الشائنة به لينسى الناس فعلة أبيهم، لكن الشخصية الوطنية تنتصر في النهاية ويتحقق الاستقلال.
ولعب أدوار البطولة فيه سلمى المصري وسلوم حداد وطلحت حمدي وصباح جزائري وعابد فهد وأمل عرفة ونبيلة النابلسي وعارف الطويل ولينا حوارنة وسعد مينه وليلى جبر وزهير عبد الكريم ومحمد الحريري وسوسن ميخائيل وصباح بركات.

الرجال والضباب
بدوره فإن مسلسل «الرجال والضباب» الذي كتبه رضوان عقيلي وأخرجه جميل ولاية يحكي أحداث الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي، ويظهر تعاون مختلف فئات الشعب في مواجهة الاحتلال وتفاعلهم مع النضال.
العمل من بطولة عدنان بركات وهاني الروماني وسلوى سعيد وتيسير السعدي ومها المصري وصلاح قصاص وأديب شحادة وبسام لطفي وعصام عبجي وأحمد أيوب ونجاح حفيظ وأدهم الملا ومحمد الحريري وصبحي الرفاعي وضحى الدبس وبشار إسماعيل.

المصابيح الزرق
وتحولت رواية «المصابيح الزرق» للأديب الراحل حنا مينه إلى مسلسل عام (2012) أخرجه فهد ميري وكتب السيناريو محمود عبد الكريم، وتدور أحداثه في الفترة من 1939 إلى 1945 وهي فترة الكفاح السوري ضد الاحتلال الفرنسي من خلال استعراض الأحداث الجارية في تلك الفترة وإلقاء الضوء على عدة شخصيات وعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية.
ومثل فيه سلاف فواخرجي وأسعد فضة وغسان مسعود وسحر فوزي وزهير رمضان وآندريه سكاف وتولاي هارون وجرجس جبارة وضحى الدبس ومحمد الأحمد وسعيد الآغا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن