رياضة

قياساً للإمكانات والتحضيرات نتائج مقبولة لسلة سيدات الثورة

| مهند الحسني

انتهت مشاركة سيدات نادي الثورة في بطولة غرب آسيا في العاصمة الأردنية عمان، لكن الحديث لم ينته عنها، لما حملته من نتائج غريبة عجيبة لكون الترشيحات التي سبقت هذه المشاركة وضعت الفريق في مقدمة الفرق المنافسة، لكن ما حصل ترك الكثير من الغصات لدى عشاق الفريق ومحبيه، نظراً لما يملكه من لاعبات متميزات يعدن الأفضل على صعيد القطر، إضافة لحالة الاستقرار التي يعيشها الفريق منذ الموسم الماضي، وهي حالة مثالية ساهمت في وصول الفريق لمنصات كأس الجمهورية، وهو قاب قوسين أو أدنى من الظفر بلقب الدوري، كل هذه المقدمات وضعت فريق الثورة بين الفرق المنافسة، واستبعدت أي خسارة قاسية تلحق به.

حقيقة
لن نكون جناة ولا مداحين له في سبيل إيجاد الأعذار والحجج لنتائجه، لكن الشيء بالشيء يذكر، فإن ما خرج به فريق الثورة حصيلة لما يحدث في أنديتنا التي ما زالت تفتقر أدنى مقومات التطور، فاللعبة بدأت في تراجع منذ سنوات من دون أن تكون هناك حلول جذرية لها، وكل ما نشاهده لا يتعدى الحلول الإسعافية المجتزأة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، هذه المشاركة أكدت بالدليل القاطع أن مستوى سلتنا الأنثوية ما زال ينقصه الكثير حتى يصبح منافساً لأندية لبنان وإيران ومصر والجزائر، وسلتنا الأنثوية ما زالت تحبو في سنواتها الأولى أمام التطور الكبير الذي شهدته أقرب الدول إلينا.

حقائق ومقارنات
رغم صعوبة الظروف التي يمر بها نادي الثورة، والنزيف الكبير في كوادره من لاعبين ولاعبات، إلا أنه نجح بمهارة كبيرة في الخروج من إعصار الأزمة بأقل الخسائر، غير أن بعض المنظرين بدؤوا يوجهون سهام النقد فور انتهاء الفريق من مشاركته متناسين أنهم كانوا في يوم مضى ممن يدافع عن حقوق النادي، وما إن وجد المنظر نفسه في مكان أفضل رمى كل محبته المزيفة وانتماءه الوهمي وراء ظهره، وبات من أكثر المنتقدين لأي قرار صغير أو كبير بالنادي، والسؤال الذي يتبادر للذهن الآن هل كان يعتقد هؤلاء المنظرون أنه بإمكاننا الفوز على أندية لبنانية أو حتى إيرانية وأردنية، وهل نسوا حجم الإمكانات المادية والفنية واللوجستية التي تقدم لهذه الأندية مقارنة بما يقدم لفريق الثورة أو حتى أي فريق سوري، من المعيب أن نجري المقارنات لأنها حتماً ستظهر المفارقات، وهل يعلم أن ما دفع للأندية الأردنية في هذه المشاركة يحلم به أي منتخب وطني لدينا، وهل يعلم البعض أن تكلفة اللاعبة الأجنبية مع نادي الهومنتمن اللبناني تعادل ما يصرفه اتحاد السلة على تحضير منتخب الرجال، وهل يعلم البعض أن اللاعبة التركمانية التي شاركت مع الثورة تم دفع تكاليفها حسب بعض المصادر من النفقة الخاصة لرئيس النادي الآنسة سلام علاوي، وهل سألت القيادة الرياضية أو حتى اتحاد السلة أو فرع دمشق للاتحاد الرياضي عما يحتاجه فريق الثورة لهذه البطولة حتى نضع الفريق في ميزان النقد.

جردة حساب
في أول مباراة لسيدات الثورة في البطولة كانت مع نادي فحيص الأردني وقد أضاعت سيدات الثورة فوزاً كان في متناول أيديهن، وتقدمن بفارق جيد، لكن اللاعبة الأميركية بصفوف فحيص كانت بمنزلة بيضة قبان وتمكنت من قلب الموازين وتقليص الفارق، ومن ثم الفوز بواقع (60-63) وفي المباراة الثانية أمام فريق بهمان الإيراني صبت جميع التوقعات في مصلحة سيدات الثورة اللواتي أضعن الفوز بعد سلسلة من الأخطاء الفردية من بعض اللاعبات لتنتهي المباراة بنتيجة (61-69) وفي اللقاء الثالث أمام فريق الهومنتمن لم تتمكن سيدات الثورة من مجاراة فريق قوي يضم أفضل اللاعبات المحترفات، وخسرن بواقع (82-54) ويعتبر الثورة فائزاً في لقائه الأخير أمام الأرثوذكسي الأردني نظراً لانسحاب الأخير من البطولة.

توءمة
نجحت الآنسة سلام علاوي بتوقيع اتفاقية توءمة مع نادي شباب الفحيص، وقد تضمنت بنود الاتفاق على أن يتبادل الناديان المعسكرات والبطولات التنشيطية الرياضية لجميع الفئات العمرية للفئات الأنثوية، ولفريق الآنسات وللشباب لأعمار ١٨ سنة وعقد وتبادل دورات تدريبية لجميع الفئات العمرية.

خلاصة
إذا كنا نريد كرة سلة أنثوية عصرية ومتطورة، فلهذا الأمر شروط كثيرة يجب توافرها، وإن كنا نريد كرة سلة تحبو من دون أن تمشي، فأعتقد أن الوضع الحالي قادر على إيصالها لحد الهاوية أيضاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن