البابا يدعو إلى حل الأزمة السورية وتسهيل عودة المهجرين

دعا البابا فرنسيس أمس السياسيين إلى بذل جهود جديدة لحل الأزمة السورية بما يسهل العودة الآمنة للنازحين والمهجرين، في وقت يسعى «التيار الوطني الحر» اللبناني إلى نقل مخيم للمهجرين في جنوب لبنان، بسبب ما وصفه بـ«الخطر البيئي» الذي يسببه.
وقال البابا في عظته خلال عيد الفصح في الفاتيكان، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء: «حان الوقت لتجديد الالتزام بحل سياسي (…) يسهل العودة الآمنة للمشردين إلى جانب أولئك الذين لجؤوا إلى البلدان المجاورة، وخصوصاً لبنان والأردن».
في سياق متصل، ذكرت تقارير إعلامية معارضة، أن «التيار الوطني الحر» اللبناني يسعى إلى نقل مخيم «مرج الخوخ» للمهجرين السوريين في مرجعيون جنوبي لبنان، بسبب ما وصفه بـ«الخطر البيئي الذي يلحقه بقرى قضاء مرجعيون وبلداته».
وبحسب المصادر، فقد عقد التيار اجتماعين مع رئيسة بلدية جديدة مرجعيون آمال حوراني ورئيس بلدية إبل السقي سميح البقاعي، إضافة إلى ممثلين عن الوزارات المعنية واليونيسيف، وذلك بهدف متابعة موضوع مخيم «مرج الخوخ».
وشدد رئيسا البلديتين على ضرورة إزالة المخيم من موقعه، معتمدين على تقرير أعده الخبير المحلف جهاد عبود الذي كلفه «التيار الوطني الحر» القيام بالمعاينة لوضع تقريره الفني، وقضى بوجوب نقل المخيم إلى مكان آخر نظراً لخطورته على المياه الجوفية التي يستفيد منها أكثر من 70 ألف مواطن، إضافة إلى الضرر الواقع على التربة والمزروعات والخضر المجاورة للمخيم التي تروى من مياه آبار «مرج الخوخ»، وأكد المجتمعون «عدم القبول بأي حل مؤقت لا يعالج الضرر نهائياً».
والأسبوع الفائت، أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، أن بعض الجهات الدولية لا ترغب في عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم خدمة لمصالحها السياسية، وقال في عظة عيد الشعانين: إننا «نلتمس السلام للأرض المقدسة ولا سيما مدينة القدس المحتلة فمن أجل إحلال هذا السلام لا يمكن قبول انتزاع هويتها المنفتحة وجعلها عاصمة للكيان الإسرائيلي».
وبيّن الراعي، أنه «ومن أجل إحلال السلام لا يمكن القبول أيضاً بحرمان الفلسطينيين من إقامة دولتهم وعودة اللاجئين إلى أراضيهم».
ويشهد لبنان حالة انقسام إزاء ملف المهجرين السوريين بين مؤيد لعودتهم دون انتظار الحل السياسي، ويقود هذا التيار الرئيس اللبناني ميشيل عون وتياره «الوطني الحر»، ومعارض لعودتهم بقصد الضغط على دمشق والمتاجرة بقضيتهم، ويقود هذا التيار رئيس الحكومة سعد الحريري وحلفاؤه في الحكومة اللبنانية.