ثقافة وفن

المرأة السورية في مواجهة الحياة بفيلم قصير

عامر فؤاد عامر :

استقطبت أرضنا منذ آلاف السنين هجماتٍ شرسة بنيت على رغبة الهدم والتدمير لثقافة أصيلة وإنسانيّة لا تتوافر إلا في ابن المنطقة الوسطى من بين بلاد العالم كلها، والفيلم القصير «وفاء» يناقش في مقولة مهمّة أهمية المرأة السوريّة في مواجهة صعوبات حياتها في الآونة الأخيرة، فبين إحساس الأنثى العفوي وفطرتها في الدفاع عن كينونتها وأمان ولديها وبين مداراة خاطر مجتمع داخلي قد لا يرحم المرأة في ضغوطات اعترضتها نتيجة ظروف قاسية أجبرت عليها، يضيء الفيلم مساحة مهمة من الصدق في لحظة جميلة تقارن فيها المرأة رغبة الجيل الجديد في مقاومة قهر الحياة والاعتراف بأننا أبناء الحياة فتعود لهذه المرأة قوتها وألقها بعيداً عن زيف المحاولات وكذب الطرق التي اعتمدتها في حرف أنظار المجتمع وما يؤلفه من فئات فتصل لاعتقاد ونتيجة أن الحياة أجمل على بساطتها وبالصدق يمكن الوصول بأسرع ما يمكن للهدف.
النص من تأليف الفنانة «علا باشا» والمخرج «محمد الخضر»، وتقول الفنانة «علا باشا» فتضيف حول هذه التجربة: «ليست هذه التجربة الأولى لي في مجال الكتابة والتأليف لكنها الأولى من حيث السعي لتجسيدها في عمل سينمائي، فلدي مجموعة من النصوص والمحاولات الكتابية لكن لم أتشجّع في إبرازها حتى اليوم، أمّا هذا النص فقد وجدت أن الوقت أكثر مناسبة للحديث عن موضوعه، والدفاع عن صورة المرأة المعطاء والمحور للمجتمع».
الفيلم من بطولة الفنانة «علا باشا» والفنان «جمال العلي»، والفنان «علي بوشناق»، وما يميّز الفيلم هو عدم ظهور وتبيان وجوه الممثلين في أغلبية المشاهد، فهناك اعتماد على لغة جديدة، هي الاتفاق بين فكرة التخفي التي اعتمدتها الشخصيّة الرئيسة للفيلم في سعيها للعمل كخادمة في بيوت الناس سعياً وراء الرزق لتعليم ولديها وتلبية رغباتهم، والظهور في الوقت نفسه بمظهر الأنيقة والمترفة أمام محيطها وجيرانها، وهنا تتآمر الكاميرا في لغة التخفي تلك فتحجب الوجوه في معظم مشاهد الفيلم ليكون لنا منظومة جديدة من المشاهد الأكثر تعبيراً ومن منظور إخراجي إبداعي، يراهن على تقبل المتلقي لشكل سينمائي لم يعتده مسبقاً.
يسعى المخرج «محمد الخضر» لترجمة الفيلم لعدّة لغات على الرغم من قلّة الحوار بين شخصيّات الفيلم، وذلك رغبةً منه في مشاركة الفيلم عبر مهرجانات دولية جديدة، ودخوله ميدان المنافسة مع أفلام من مناطق أخرى من العالم، ويذكر أن هذا الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو من سلسلة مشروع دعم أفلام سينما الشباب، وما زالت عمليات المونتاج تأخذ وقتها على المشاهد التي تمّ الانتهاء من تصويرها مؤخراً، وكانت في أكثر من مكان معروف في دمشق وفي أماكن تصوير داخل بيوتها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن