سورية

«لوفيغارو» تعيد اكتشاف كنيسة نوتردام في «قلب لوزة»

| ترجمة بشار جريكوس

على حين غرة انشغل الإعلام العالمي والفرنسي على وجه الخصوص بالاكتشاف الذي فاجأ الجميع، والمعلومات التي أكدت العلاقة بين كنيسة نوتردام في فرنسا التي تعرضت لحريق ضخم أتى على أبراجها التاريخية وبين كنيسة «قلب لوزة» في شمال غرب سورية. صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، أفردت مساحة للحديث عن الكنيسة السورية، واصفة إياها بأبهى تحفة فنية في فن العمارة البيزنطية.
الصحيفة قالت: إن برجي الكنيسة السورية المُربّعين اللذين يُحيطان بمدخلٍ مقوسٍ، ألْهَما منذ عدّة قرون مَضتْ مُشيّدي الكاتدرائيّات الرّومانيّة والقوطيّة في أوروبا.
وتساءلت الصحيفة: كيف يمكن لكنيسة في سورية، أن تكون مرتبطة بكاتدرائيّة نوتردام باريس، جوهرة الفن القوطي والتي بُدئ ببنائها في القرن الثاني عشر؟ يوجد في سورية كنيسة صغيرة تعود للقرن الرابع الميلادي، وهي مبنيّة بكل تأكيد قبل نوتردام باريس، يُصوّر مسبقاً فن عمارة كاتدرائيّة نوتردام المشهورة.
وقالت: تحيط بها البيوت المُهدّمة لقرية «قلب لوزة» شمال غرب سورية، وأطلال الكنيسة ما زالت شامخة، رغم ما وصفته الصحيفة بـ«النزاع الذي يخرّب سورية منذ عام 2011»، في تجاهل متعمد للحرب الإرهابية التي شنتها المجاميع الإرهابية والتي دعمتها الحكومة الفرنسية نفسها، على السوريين وثقافتهم وآثارهم.
يُعتبر البناء بحسب «لوفيغارو» الأعرق في فن العمارة البيزنطيّة والتي ألهم منذ قرون خلَت مُشيّدي الكاتدرائيّات الرومانيّة والقوطيّة في أوروبا والشرق الأوسط.
الصحيفة نقلت عن إحدى خبيرات الثقافة بالشرق الأوسط ديانا دارك قولها: «إن الكنيسة السورية هي أول نموذج يُعرف بواجهة ذات برجين يُدعّمان جانبي مدخلٍ مقوّس بُنِي بشكل متين، يُعتبر أنموذجاً رائداً لما تلاه من أبنية تُعرف بالنموذج الروماني».
تشكّل كنيسة «قلب لوزة» جزءاً من نحو أربعين قرية أدرجتها اليونيسكو على قائمة التراث العالمي. وبحسب موقع المنظمة على الإنترنت «تقدّم شاهداً بارزاً لأنماط الحياة الرّيفيّة والقرويّة في العصر القديم والحقبة البيزنطيّة».
الخبيرة دارك قالت: «إن التجار والحجّاج والرّهبان كانوا يتنقّلون بشكل مستمر بين هذه المنطقة وأوروبا خلال قرون»، وبحسب دارك فإن «كنيسة قلب لوزة كانت محطة مهمة على الطريق الّذي يسلكه زوّار كاتدرائيّة القديس سيميون لو ستيليت الكاثوليكية شمال سورية»، مضيفة: «بالتالي ليس مفاجئاً أن تسلك تلك النماذج المعماريّة طريقها نحو أوروبا تدريجيّاً، حتى قبل الحروب الصليبيّة في القرن الثاني عشر».
الصحيفة التي أصرت على إغفال الدور الذي لعبه إرهابيو حكومتها في تدمير ونهب المواقع الأثريّة السورية خلال فترة الحرب على سورية أشارت إلى مدينة تدْمُر التي يعود تاريخها إلى ٢٠٠٠ سنة، ومدينة حلب القديمة، أيضاً، كمواقع صَنّفتها اليونيسكو على قائمة التّراث المعرّض للخطر، والتي تعرّضت للنّهب أيضاً.
لكن الصحيفة لم تستطع إغفال حقيقة سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على منطقة إدلب التي تقع فيها كنيسة «قلب لوزة»، وكشفت أن سكّان القرية هم الّذين أخذوا على عاتقهم مهمّة حمايتها، ونقلت عن أحد سكان القرية قوله: «بالنسبة لنا، هذا الموقع الأثري ليس عبارة عن ركام من الحجارة، بل هو رمزٌ من الثقافة السّوريّة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن