رياضة

خطوة ويصبح المستحيل المونديالي ممكناً …كيف يمكن أن نستثمر صدارة منتخبنا تأهلاً؟

ناصر النجار :

عندما أطلق اتحاد كرة القدم شعار (سورية في روسيا 2018) صفقنا وتفاءلنا، لأننا بشر محكومون بالتفاؤل، رغم أننا كنّا ندرك أن ما تم إطلاقه لا يعدو إلا حلماً لأن تحقيقه يقترب من درجة المستحيل لا الممكن.
اليوم اقتربنا أكثر من ذي قبل بتحقيق الحلم، والظروف التي وجدناها ستقف عائقاً أمام مسيرة منتخبنا، لم تكن كذلك، بل خدمتنا ظروف لم نكن نتوقعها، فمن كان يتوقع أن تتعادل اليابان على أرضها مع سنغافورة؟
والتفاؤل الجديد الذي يحدونا أن منتخبنا تقدّم أشواطاً كبيرة في مسيرته، فنتائجه الجيدة رفعت تصنيفنا الكروي أكثر من ثلاثين درجة، ما أدى لوقوع منتخبنا في المستوى الثاني الآسيوي، وهو ما خفف عنا عناء القرعة وقسوتها، وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها، والخطوة الثانية أننا نلنا الصدارة المطلقة في المجموعة وهو ما لم يحققه الكثير من المنتخبات الكبيرة والعربية، ويكفينا فخراً أننا كنّا الأفضل في مباريات الجولة الرابعة على صعيد النتائج بين كل المنتخبات المشاركة، ولا يوازينا بذلك إلا منتخب اليابان.
الخطوة الأهم، هي التالية، وتتطلب الفوز على اليابان، فالفوز لا أظنه مستحيلاً، ولو تحقق فإنّنا سنضمن الصدارة بفارق خمس نقاط عن اليابان وربما سنغافورة، فكيف نحقق هذا الفوز، ليصبح المستحيل ممكناً.

العامل النفسي
أحد أهم العوامل هو العامل النفسي، فمن الضروري أن يبقى منتخبنا خارج الضغط النفسي والشدّ العصبي، وإذا كان المنتخب قد خسر دعم جمهوره، فهو نعمة أكثر من كونه نقمة، لأنه سيلعب خارج الضغوط الجماهيرية، ونملك الكثير من الأمثلة التي لم يوفق بها منتخبنا في المباريات المهمة المصيرية بفعل الضغط الجماهيري.
ولتحقيق الراحة النفسية لا بد من التضامن الكامل مع المنتخب والابتعاد عن التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تعكِّر صفو المنتخب ومزاجه من خلال طرح أشياء ثانوية ليس وقتها الآن، والمطلوب وقفة مسؤولة مع المنتخب، وتقديم كل دعم ممكن له، وأعتقد أن الدعم يجب أن يرتفع لمستوى الحدث، وأهم الدعم في الوقت الحالي هو رفع الروح المعنوية للفريق وتحفيزه للقاء اليابان بشكل علمي لا عاطفي، ومهما بلغت الفوارق بيننا وبين اليابان، فيمكن اختصارها وتجاوزها، وعلينا أن ندرك أن المنتخب الياباني ليس في أفضل حالاته اليوم، وإن كان يرتقي مباراة بعد أخرى.
المباغتة

عامل المباغتة في المباراة ضروري، وهو سلاح المدرب الذي يخبئه والمفترض أن يفاجئ به الجميع وأولهم المنتخب الياباني، ويمكننا اعتبار تغيير التشكيلة المستمر من مباراة إلى أخرى نوعاً من أنواع التضليل الكروي بانتظار ما يمكن فعله، ولأنّ الحرب خدعة، فعلينا أن نتعامل مع المباراة على كونها مباراة مصيرية تتطلب المباغتة والخدعة ليكونا سلاحين بتأثير كبير على المباراة يصبّ بمصلحتنا.
الأمور الفنية

منتخبنا كسب الصدارة وحاز النقاط الكاملة وهذا هو الأهم، وعلينا رغم كلّ الملاحظات على الأداء في بعض الأحيان ألا نغفل الظروف المحيطة حتى لا نظلم منتخبنا، فنحن لا نريد أن نبخسه عمله، وعلينا التذكير بأن التشكيلة المنتقاة هي الأفضل، ويملك منتخبنا من اللاعبين بين الشباب والخبراء والمخضرمين الكثير، ما يجعل الخيارات مفتوحة أمام مدرب المنتخب لانتقاء التشكيلة المناسبة للمباراة المناسبة، قد يكون هناك بعض الملاحظات على عدم استدعاء بعض اللاعبين، لكن ذلك لا يشكل عقبة، لأن الاختلاف هنا نسبي ومحدود، ونحن نساند المدرب في اختياراته فهذا حقه وهو مسؤول عنه.
ومن المبررات التي لا يمكننا إغفالها حول وجود بعض الأخطاء وتذبذب الأداء بين مباراة وأخرى وشوط وآخر، أن منتخبنا لعب بعيداً عن أرضه كلّ المباريات الرسمية والاستعدادية، وهذا ساهم بتراجع الأداء في بعض الأحيان لأنه كان متعلقاً بالأجواء المناخية التي لم يعتد عليها لاعبونا وخصوصاً مباراة سنغافورة التي أدى فيها لاعبونا المباراة في جو حارّ مع رطوبة نسبتها عالية جداً، وكما قيل لنا، كان مناخ عُمان في تلك المباراة يشبه مناخ سنغافورة، أي كان تأثير المناخ على لاعبينا أشد. ومنها أيضاً عدم إمكانية تجميع المنتخب إلا في أيام الفيفا، وهو ما ساهم بضعف الانسجام وربما اللياقة البدنية، وخصوصاً أن كرة القدم تعيش فترة السبات الكروي في مرحلة ما بين موسمين يكون فيها اللاعبون بأدنى مستوى بدني وفني.

الملاحظات
من باب الحرص والمحبة والغيرة على منتخبنا وضعنا بعض الملاحظات على أداء منتخبنا، وانصبت هذه الملاحظات في الأداء الدفاعي بالدرجة الأهم، وعدم الاستفادة المثالية من الركلات الثابتة، وسوء التسديد وخصوصاً من خارج الجزاء، الكابتن فجر إبراهيم أجاب «الوطن» عن ذلك بالتالي: خط الدفاع تحسّن كثيراً عن السابق، لكن مازال يحتاج إلى عمل أكثر وخصوصاً الحالة البدنية، والانسجام، أما الكرات الثابتة، فمعالجتها تحتاج إلى تدريبات كثيرة وتكرارات متواصلة، اللاعبون الآن في فترة تحضير مع أنديتهم، لذلك لم تكتمل لياقتهم البدنية والفنية، ومع مرور الوقت ستكون الأمور البدنية والفنية أفضل.
العائق الوحيد يكمن بعدم تجميع المنتخب قبل وقت كاف لظروف ارتباط لاعبينا مع أنديتهم العربية، الجواب هنا يأتينا من مدير المنتخب فادي دباس الذي يقول لـ «لوطن»: لا شك أنها مشكلة غير قابلة للحل، اتحاد كرة القدم يبذل جهوداً كبيرة من أجل تمكين لاعبينا من الالتحاق بالمعسكر الخارجي الذي سيقام في عُمان بدءاَ من الأول من الشهر المقبل، أي قبل مباراتنا مع اليابان بأسبوع، والمحاولة جادّة لإجراء مباراة مع عُمان أو غيرها في مسقط بين الأول والثالث من الشهر المقبل، وأعتقد أنه لو تمكن اتحاد الكرة من تحقيق ذلك فإن المنتخب سيحظى بفائدة فنية وبدنية كبيرة.

قرعة صعبة

أوقعت القرعة التي سحبت صباح أمس منتخبنا الأولمبي في المجموعة الأولى من البطولة الآسيوية التي ستنطلق مطلع العام القادم في قطر، وضمت كلاً من قطر (الدولة المستضيفة) وإيران والصين.
واستطلاعات الرأي العام الأولى للقرعة، اتفقت على أن مجموعتنا هي الأصعب والأقوى بوجود منتخبات آسيوية عريقة لها باعها في عالم كرة القدم.
والبطولة هذه ستكون محطة عبور نحو أولمبياد ريودي جانيرو، وحصة آسيا أربعة منتخبات، من مجموع المنتخبات الآسيوية المشاركة في هذه النهائيات ونأمل أن يكون منتخبنا أحدهم، وكان منتخبنا الأولمبي الذي يقوده الكابتن مهند الفقير قد فاز ببطولة مجموعته في التصفيات الأولية التي جرت في أوزبكستان مطلع العام الحالي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن