سورية

بعد تسوله باسمهم طوال سنوات … الأردن: الأمن قبل الجانب الإنساني في التعامل مع اللاجئين السوريين

أكد الأردن أن الأولوية بالنسبة له هي للأمن قبل الجانب الإنساني في التعامل مع اللاجئين السوريين، في مفارقة أشبه بالدعابة بعد أكثر من أربع سنوات من فتح حدوده لتمرير عشرات بل مئات آلاف المسلحين والأسلحة وتقديم كل أنواع الدعم لهم وتسهيل الانتقال إلى الجانب السوري.
وفي آخر فصول هذه الدعابة أكد قائد قوات حرس الحدود العميد الركن صابر المهايرة للصحفيين أنه «منذ اندلاع الأزمة السورية ولغاية ظهور الجماعات التكفيرية المتطرفة كان اهتمام القوات المسلحة إيلاء البعد الإنساني على البعد الأمني»، مضيفاً: أنه «بعد ظهور الجماعات المتطرفة بدأ التوازن بين البعد الإنساني والبعد الأمني، لكن بعد تمدد الجماعات المتطرفة واتساع رقعتها وتنفيذها عمليات إرهابية في عدة دول تم التركيز على البعد الأمني دون نسيان البعد الإنساني».
و«مازح المهايرة» الصحفيين في مركز القيادة في الزرقاء شرق عمان، قائلاً: «رأيتم ماذا حدث لأوروبا بسبب بضعة آلاف من اللاجئين، ماذا نقول نحن الذين استقبلنا مئات الآلاف»، معرباً عن مخاوف المملكة من احتمال «تسلل» بعض المسلحين بين اللاجئين السوريين أو استغلالهم أزمة اللاجئين لتهريب الأسلحة.
ويرى مراقبون أن السؤال الذي يطرح: ماذا وراء مزحة المهايرة أهو تخويف للأوروبيين أم محاولة تقديم أوراق اعتماد لديهم بضرورة الإفادة من تجربة الأردن بالتعامل مع اللاجئين وإسكانهم في المخيمات وتحويلهم إلى بوابة جيدة للتسول لخزينة المملكة لا لإنسانيتهم.
وتظهر أرقام حرس الحدود الأردنية وفق ما نقلت وكالة فرانس برس أن العدد الكلي للاجئين السوريين الذين عبروا الحدود من معابر شرعية وسجلوا لدى الجيش منذ عام 2012 حتى يوم الأربعاء الماضي بلغ 536788 سورياً.
فقد استقبلت المملكة نحو 400 ألف لاجئ سوري عامي 2012 و2013، ودخلها 90 ألف لاجئ عام 2014، في حين هناك 10323 لاجئاً فقط عبروا الحدود إلى الأردن خلال عام 2015.
وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن عدد المسجلين لديها في الأردن نحو 600 ألف سوري، في حين تقول المملكة إنها تستضيف 1.4 مليون سوري يشكلون 20% من عدد سكانها، أكثر من 80% منهم موجودون في مخيم الزعتري في المفرق شمال شرق عمان.
وأوضح المهايرة أنه في عامي 2011 و2012 كان هناك 45 نقطة عبور مفتوحة أمام اللاجئين السوريين على حدود المملكة مع سورية والتي تمتد لنحو 378 كلم، أما الآن فهناك ثلاث فقط شرق المملكة.
ونقاط العبور الثلاث المفتوحة تقع في الصحراء بعيداً جداً عن شبكة الطرق ما يجعل رحلة اللاجئين السوريين أصعب، لكنها أسهل بكثير وأكثر أمناً بالنسبة للمسلحين المجهزين بآليات ووسائل اتصال وتعليمات من قبل غرفة «موك» الموجودة في الأردن والموكلة بتوجيه الجماعات المسلحة جنوب سورية برعاية استخبارات عدد من الدول وعلى رأسها السعودية وإسرائيل إضافة إلى الأردن، والذي يمكن له عبر هذه النقاط الحدودية الثلاث أن يقف أمام العالم ليقول إنه لم يغلق حدوده مع سورية وأبقاها مفتوحة «أمام السوريين».
من جهته قال ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأردن آندرو هاربر، بحسب «فرانس برس»: إنه «من الواضح أن المملكة تولي الأهمية القصوى لأمنها، ونتفهم ذلك لأن الأردن في منطقة صعبة وهناك متطرفون شمالاً ومتطرفون شرقاً».
وأضاف: «نتفهم مخاوف الحكومة وما نريده هو فقط أن يستطيع الأكثر حاجة الدخول إلى المملكة.. وأن نضمن ألا يعاني اللاجئون على الحدود»، مشيراً إلى أن «عدداً كبيراً من اللاجئين عالقون قرب الحدود الشرقية وأغلب هؤلاء من الأطفال والنساء»، لكنه أوضح أنه ليس هناك رقم محدد.
أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن