سورية

انتهاء «عاصفة الجنوب» دون تحقيق أهدافها … ضاحية الأسد آمنة وهجوم معاكس للجيش على محورها وفي تل كردي واستعادة عدة نقاط

بدأ الجيش العربي السوري هجوماً معاكساً على محوري ضاحية الأسد في حرستا وتل كردي شمال دوما واستعاد عدة نقاط كان عناصر ميليشيا «جيش الإسلام» تسللوا إليها، موقعا عدداً كبيراً من أفراد التنظيم بين قتيل وجريح، في وقت جددت المجموعات المسلحة في درعا التأكيد على إخفاق ما سمته معركة «عاصفة الجنوب» وانتهاءها من دون تحقيق أهدافها.
وفي التفاصيل، فقد عزز الجيش من تواجده على طول أوتوتستراد دمشق – حمص مع إعادة تحصين بعض النقاط التي أخفق مسلحو ميليشيا «جيش الإسلام» باختراقها وتنظيم خطوط الدفاع بحيث لا يتمكنوا من شن أي هجوم آخر في المستقبل.
وقال مصدر عسكري لـ«الوطن»: إن هدف عملية ميليشيا «جيش الإسلام» منتصف ليل أول أمس كان محاولة إقامة خط اتصال مع برزة البلد وكسر الحصار المفروض عليهم، والسيطرة على سجن عدرا المركزي، لكن حامية السجن من قوات المهام الخاصة في الشرطة دحرت المهاجمين عن محيطه.
وفي الضاحية عادت الحياة إلى طبيعتها منذ ظهيرة يوم أمس حيث رجع التيار الكهربائي والاتصالات الخلوية والمياه، في حين لم تنقطع الاتصالات الأرضية نهائياً.
وحول تفاصيل ما جرى خلال اليومين الماضيين ذكر نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي أنه وحوالي منتصف ليلة أول من أمس نفذ مسلحو «جيش الإسلام» هجوماً على محورين باتجاه ضاحية الأسد بحرستا من الجهة الشمالية، وكان الاستهداف مركزاً على فرع مؤسسة الإنشاءات العسكرية المعروف بفرع «المشتل» والذي تتركز فيه قوات الجيش بأعداد جيدة حيث تم قطع الطريق الدولي بين دمشق وحمص بالقرب من كازية رحمة وتم ضرب محولة كهربائية تغذي الضاحية ما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن الضاحية بكاملها.
وبحسب ذات الصفحات فإن ما كان مفاجئاً هو الهجوم على محور ثانٍ غير متوقع من الجبل خلف الضاحية وفرع المشتل ما أدى لوضعهما بين فكي كماشة الأول من جهة الأوتوستراد والثاني من الجبل خلف الضاحية وتحديداً خلف الجزيرة ب4 على يسار مستودعات التسليح.
وذكر النشطاء أن الجيش والدفاع الوطني استطاعا امتصاص موجة الهجوم، ومع وصول تعزيزات في اليوم التالي تم التعامل مع المسلحين الذين تمكنوا من السيطرة على عدد من النقاط بشكل خاص على الأوتوستراد الدولي ولا يزال العمل جارياً حتى الآن لاستعادتها.
وأوضح النشطاء أن الهجوم على فرع المشتل ترافق بهجوم آخر على مشفيي الشرطة وحرستا العسكري وتناقل البعض شائعات، لا صحة لها، عن سيطرة المسلحين عليهما، وهما بفضل وحدات الجيش تحت السيطرة الكاملة ولم يتمكن المسلحون من تحقيق أهداف هجومهم.
وتم تحويل الطريق الدولي من وإلى دمشق والمناطق الشمالية والساحلية عبر طريق المتحلق الشمالي المار جنوب مدينة التل وصولا إلى عقدة بغداد على الأوتوستراد الدولي، وسيبقى كذلك إلى حين إعادة تأمين الطريق الدولي.
من جهتها ذكرت وكالة «سانا» للأنباء أن وحدات من الجيش والقوات المسلحة اشتبكت مع مجموعات مسلحة تابعة لـ«جيش الإسلام» في محيط محطة وقود رحمة والمشتل والمقالع على الأطراف الغربية لمدينة دوما في الغوطة الشرقية.
وأشارت مصادر ميدانية بحسب الوكالة إلى أن الاشتباكات ارتفعت وتيرتها بعد الظهر وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المسلحين وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم، لافتة إلى أن وحدات الجيش دمرت تجمعين رئيسيين للمسلحين خلف محطة وقود رحمة وفي مقالع الصمادي بما فيهما من عتاد وأسلحة وذخيرة.
وفي وقت لاحق قال مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا»: إن وحدة من الجيش والقوات المسلحة قضت على عدد من أفراد التنظيمات المسلحة في حرستا.
في هذه الأثناء أقرت التنظيمات المسلحة بمقتل العديد من أفرادها ونشرت على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي أسماء العشرات من قتلاها من بينهم «محمد عبد الكريم داغستاني والمدعو أبو مالك وأكرم الحوري ونزير عدنان معيكة وعدنان الوزير الملقب أبو محمد» وهو أحد متزعمي المجموعات المسلحة.
وفي الزبداني بريف دمشق الجنوبي الغربي، أقرت التنظيمات المسلحة بمقتل 7 من أفرادها في المدينة خلال الحرب المتواصلة للجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية عليها.
ونشرت تلك التنظيمات على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي أسماء قتلاها وهم محمد عبد الرحيم الخوص ومحمود جهاد عواد وأحمد بدر الدين عثمان وزياد أحمد نايف مرعي وباسل محمد مظلوم ومصطفى عبد الغني التيناوي.
إلى ذلك قالت مصادر ميدانية بحسب «سانا» إن وحدة من الجيش بالتعاون مع المقاومة اللبنانية دمرت فجر أمس عربة من نوع فودزيلكا للتنظيمات المسلحة وقضت على من فيها في منطقة جبل يونين شمال شرق الزبداني.
وكانت وحدات من الجيش مع المقاومة اللبنانية سيطرت أول أمس على عدد من كتل الأبنية في المنطقة الواقعة ما بين حيي النابوع والعارة وسط مدينة الزبداني.
إلى جنوب البلاد، حيث جددت المجموعات المسلحة في درعا التأكيد على إخفاق ما سمته معركة «عاصفة الجنوب» وانتهاءها من دون تحقيق أهدافها.
ونقلت مواقع الكترونية معارضة عن الناطق الرسمي باسم «عاصفة الجنوب»، أدهم الكراد قوله: إن «العملية انتهت بشكل كامل، وعادت غرف العمليات التي كانت موجودة أصلاً في القطاعات المحيطة بالمدينة إلى عهد الرباط الجزئي والمتهالك ولا يوجد أي اجتماعات لغرفة معركة «عاصفة الجنوب» على الإطلاق».
وأطلقت عدة مجموعات مسلحة في درعا نهاية تموز الماضي، معركة «عاصفة الجنوب» منها جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية وقالت: إن الهدف هو بسط السيطرة على الأحياء الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينة درعا.
واستمرت المعركة أياماً حينها، إلا أن خارطة السيطرة في المنطقة لم تشهد تغييراً يذكر، وهدأت العاصفة لتعود وتحاول النهوض أكثر من مرة خلال آب الماضي من دون أن تحدث تقدماً على الأرض.
على خط مواز قال مصدر عسكري بحسب «سانا»: إن وحدة من الجيش والقوات المسلحة وجهت صباح أمس رمايات نارية على بؤر لتنظيم «النصرة» وغيره من التنظيمات في حي درعا البلد.
وأشار المصدر إلى سقوط قتلى ومصابين في صفوف المسلحين وتدمير وإعطاب آليات بعضها مزود برشاشات متنوعة في الحي المتاخم للحدود الأردنية.
في هذه الأثناء أقرت التنظيمات المسلحة على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتل عدد من أفرادها من بينهم من سمته «أميراً عسكرياً في حركة المثنى الإسلامية» المدعو «سامر يحيى أبو القياص» إضافة إلى «أمين يوسف النعيمي» من مسلحي الحركة.
في غضون ذلك نفذت وحدة من الجيش والقوات المسلحة صباح أمس عملية دقيقة على تجمعات وتحركات لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي في محيط تل معاز بريف السويداء الشمالي الشرقي.
وأفاد مصدر عسكري في تصريح نقلته «سانا» بأن وحدة من الجيش وجهت بعد الرصد والمتابعة ضربات نارية أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من مسلحي تنظيم داعش في محيط تل معاز جنوب شرق تل البثينة.
ولفت المصدر إلى أن الضربات حققت أهدافها المحددة وتم خلالها تدمير أسلحة وذخائر متنوعة كانت بحوزة مسلحي التنظيم المتطرف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن