سورية

تخــــوَّفت من تحـــــويل المنطقـــــة إلى دول دينيــــة … «الإفتاء المصرية» تحذِّر من إفراغ المدن السورية من سكانها لإحلال الإرهابيين مكانهم

دقت دار الإفتاء في مصر ناقوس الخطر من نزوح السوريين خارج بلادهم، محذرةً من مخطط لـ«إفراغ» المدن السورية من سكانها وإتاحة الفرصة أمام التنظيمات الإرهابية لإحلال التكفيريين من حول العالم مكانهم وتحويل سورية إلى دولة دينية إرهابية.
تحذيرات الإفتاء المصرية جاءت بالترافق مع مطالبة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، بلاده باستقبال 1000 لاجئ سوري، وذلك بعد يومين من دفاع الرياض عن نفسها في مواجهة الانتقادات التي طالتها على خلفية إقفال حدودها أمام اللاجئين السوريين، مؤكدةً أنها استقبلت منذ اندلاع الأزمة في سورية، نحو مليونين ونصف مليون مواطن سوري منحتهم حرية الحركة التامة..!
وفي التفاصيل، فقد حذر «مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية» التابع لدار الإفتاء المصرية، من «مخاطر كبيرة وممتدة» لنزوح السوريين «الكبير والمتواصل» من مدنهم إلى الخارج، من بينها «محاولات الجماعات التكفيرية والمتطرفة، وعلى رأسها تنظيم داعش، إحلال العناصر المسلحة والمتشددة محل السكان الأصليين، وتغيير التركيبة الديموغرافية في المنطقة، وإيجاد دول دينية في المنطقة تحوي داخلها أغلبية متطرفة تمثل عنصر هدم وفوضى في المنطقة كلها».
ونبه المرصد في تقرير بعنوان «نزوح السوريين وتوظيف جماعات العنف والتكفير»، إلى أن إقامة دولة دينية متطرفة في المنطقة يعني انزلاق المنطقة بأسرها إلى المعترك الطائفي وتحولها إلى منطقة ملتهبة ومليئة بالصراعات العرقية والدينية، بحيث لا تكون دولة من دول المنطقة، أو مجتمع من المجتمعات بمنأى عن تلك الصراعات والصدامات الممتدة.
ولتنفيذ هذا المخطط، أشار التقرير إلى أن داعش بجانب بعض القوى الداعمة له إقليمياً ودولياً تدفع في اتجاه تأزيم الوضع السوري ودفع المواطنين إلى الهروب خارج البلاد، ونقل الآلاف من المقاتلين إلى سورية لتصبح بلداً آخر غير الذي عهدناه.
وأوصى بالعمل على تكوين تحالف دولي قوي وجاد في مواجهة تنظيم داعش وتجفيف منابعه الفكرية والاقتصادية والاجتماعية تماماً، والعمل على وضع ميثاق دولي يجرم التعامل أو الاعتراف بالكيانات الإرهابية والمتطرفة حول العالم.
كما شدد المرصد على أهمية بذل كل الجهود الدولية والإقليمية لإغاثة الشعب السوري وتوفير سبل الأمن والعيش داخل وطنه، ومد يد العون له في أزمته، التي تعبر عن أزمة العالم العربي والإسلامي كله، وتوفير المناخ الملائم لعودة المهجرين والنازحين إلى منازلهم وأوطانهم مرة أخرى.
إلا أن المرزوقي نفى أن يكون «الهدف من الهجرة إفراغ سورية، لأنهم (اللاجئين) يهربون من البراميل المتفجرة»، حسب قوله، وطلب من، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، دعوة 1000 لاجئ سوري للقدوم إلى تونس.
كما دعا المرزوقي أيضاً جامعة الدول العربية، إلى عقد اجتماع عاجل في خصوص أزمة اللاجئين السوريين، قائلاً: «لا أستطيع كعربي إلا أن أعبر عن الامتنان للشعوب والدول التي استقبلت أهلنا السوريين، وخاصة الشعب والدولة في تركيا، والشعوب الأوروبية بصفة عامة». وأضاف: إن «هذا الشعور بالامتنان يخالطه شعور بالأسى والحزن على هذه المأساة الإنسانية، وهناك شعور ثالث بالخزي والعار من موقف الدول العربية، الذي كان دون المستوى المطلوب، فهي تتفرج على المأساة، وكأن سورية ليست دولة عربية، وكأن هذا الشعب لا ينتمي للشعوب العربية»، متجاهلاً أن الدول العربية وعلى رأسها قطر والسعودية بل تونس أيام حكمه وحلفاءه في حركة النهضة الإسلامية، لعبوا دوراً كبيراً في صنع المأساة السورية.
وتساءل «لماذا النظام العربي لم ينظر في هذه الأزمات، ولماذا عندما تحدث أزمة بهذه الخطورة، لا يجتمع الرؤساء العرب»، مرجعاً ذلك إلى أنه «دليل على إخفاق النظام العربي، والأزمة السورية تشكل انهياراً شاملاً للنظام السياسي العربي القديم، وستؤرخ لنهايته».
واعتبر أن «السوريين يذهبون إلى أوروبا لأنهم يعلمون أنهم لن يقبلوا من الدول العربية».
في الرياض، رد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية على «اتهامات خاطئة ومضللة» طالت بلاده فيما يتعلق باستقبال اللاجئين السوريين، وذلك في ثاني رد من نوعه خلال أقل من ثلاثة أيام.
وكانت سفارة السعودية في روما قد ردت على الانتقادات التي طالت السعودية بشأن أزمة اللاجئين، مؤكدةً أن المملكة استقبلت أكثر من نصف مليون سوري.
وفي تناقض تام مع الأرقام التي أعلنتها سفارة الرياض في روما، قال المصدر في الخارجية السعودية في بيان نشر أول من أمس: إن المملكة استقبلت منذ اندلاع الأزمة في سورية، نحو مليونين ونصف مليون مواطن سوري، مضخماً بذلك الرقم على نحو دراماتيكي. وأضاف المصدر: إن جهود السعودية شملت دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة لوطنهم في كل من الأردن ولبنان وغيرهما من الدول. واشتملت الجهود على تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم، وكذلك مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، سواء من خلال الدعم المادي أم العيني.
(سبوتنيك- العربية.نت- الأناضول)

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن