سورية

الجيش يسيطر على تلة خطاب والمشيرفة شرقي جسر الشغور.. والمشفى الوطني بات قاب قوسين أو أدنى

إدلب- الوطن – حماة – محمد أحمد خبازي

حقق الجيش العربي السوري إنجازاً نوعياً أمس بتقدمه على المحور الشرقي لجسر الشغور التي وضع خطة عسكرية محكمة لم تبدأ معركتها الفاصلة بعد لاستعادتها من قبضة «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سورية، وحلفائها من الإسلاميين المتشددين فيما أطلق عليه «جيش النصر».
وصرح مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش سيطر على تلة خطاب شرقي المدينة والتي تطل على قرية المشيرفة التي سيطر عليها أيضاً وهي ذات الموقع الإستراتيجي على الطريق المؤدي إلى مدخل المدينة من جهة حاجز بشلامون ومعمل السكر، بعد أن أحرز تقدماً الأربعاء الماضي ببسط سيطرته على تلة قرطة المشرفة على حاجز العلاوين الحيوي انطلاقاً من قرية الفريكة (6 كيلو متر شرقي المدينة) والتي تؤدي إلى سهل الغاب وحماة واللاذقية.
في موازاة ذلك يخوض الجيش اشتباكات عنيفة على المحور الجنوبي لجسر الشغور في محيط قرية السرمانية في سهل الغاب، تمهيداً لاقتحامها والوصول إلى بلدة اشتبرق، فالمشفى الوطني في الجسر للانطلاق منه إلى باقي أحياء المدينة في وقت تقدمه من الجهة الشرقية لها.
وأوضح المصدر أن سلاح الجو في الجيش نفذ غارات مكثفة في محيط معمل السكر وفي محيط جسر الشغور وداخلها على تجمعات ومراكز المسلحين وأوقع إصابات مؤكدة في مراكزهم وتجمعاتهم أدت لمقتل وجرح العشرات من مقاتلي «النصرة» و«جند الأقصى» وباقي المجموعات المسلحة.
وتركزت غارات الطيران في محيط المشفى الوطني في المدينة والذي كثفت «النصرة» هجماتها عليه في الأيام الثلاثة الأخيرة بغية تحقيق خرق في جبهته التي صمد جنودها وضباطها داخله أمام العربات المفخخة وجحافل التكفيريين. هذا وباتت الوحدات المشتركة من الجيش والدفاع الوطني حفظ النظام والقوى الأمنية قاب قوسين أو أدنى من مشفى جسر الشغور الوطني الذي يصمد فيه أبطال من الجيش بانتظار أن تفك تلك الوحدات حصار الإرهابيين عنهم، وذلك بعد أن أنهى الجيش عملياته العسكرية في ريف الغاب متجها إلى جسر الشغور، وتحديداً إلى مشفاها الوطني، على ما ذكر مراسل «الوطن» في حماة.
وخلال الأيام القليلة الماضية طهر الجيش مناطق الغاب من الإرهابيين، ومهَّد الطريق إلى جسر الشغور، حيث ترابض وحدات منه على مشارفها، بينما تقدمت أخرى إلى حيث المشفى الوطني لتنجد العسكريين الصامدين فيه. إلى ذلك ظلت جبهات قرى كفر نجد ونحليا والمقبلة بالإضافة إلى معسكر القرميد ومدينة أريحا صامدة في وجه هجمات المسلحين من «جيش الفتح» والذين عجزوا عن إحداث أي خرق ميداني وخصوصاً في جبل الأربعين المطل على أريحا والمناطق المحيطة بها.
هذا وأفادت مصادر ميدانية وأهلية متطابقة في جسر الشغور لـ«الوطن» بأن جبهة النصرة، باتت تستخدم أخيراً صواريخ «تاو» (TOW) أميركية الصنع، ضد أهداف ليس لها أي قيمة عسكرية، ما يعني أن الجهات الداعمة لها زودتها بأعداد كبيرة من الصواريخ المضادة للدروع، في وقت شنت فيه قوات الجيش العربي السوري هجوماً مضاداً لتحرير عسكريين محاصرين في مشفى جسر الشغور. وأكد مصدر ميداني أن «النصرة»، التي تقود جيشي «الفتح» و«النصر» في إدلب، باتت في حال هيستيرية من الهلع الذي سببه لها صمود الجيش في وجه مخططاتها ونتيجة للحشود التي جمعها الجيش في سهل الغاب لاستعادة جسر الشغور، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق «التاو» على دشم عسكرية يتمترس خلفها جندي واحد أو صوب سيارة بيك آب متحركة في طريق زراعي ولا تقل أي شخص، ووصل الأمر أخيراً إلى استهداف الصواريخ لدراجة هوائية قيمتها 3 آلاف ليرة في حين قيمة الصاروخ 30 ألف دولار أميركي!.
تلك المفارقات تشير إلى حجم التواطؤ الدولي والدعم الإقليمي غير المحدود المقدم لفرع القاعدة لدفعه إلى تعديل خريطة السيطرة في المنطقة، ولتبييض سجله الحافل بانتهاكات حقوق الإنسان وبارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، مع تجاهل إدراجها على قائمة الإرهاب الأميركية والتقيد بمحاربتها عالمياً بموجب القرار الأممي 2170.
وأحصى ناشطون تحدثت إليهم «الوطن» استخدام «النصرة» لأكثر من 700 صاروخ «تاو» من الجيل الثاني (BGM-71E-3B) منذ بدء اقتحام جسر الشغور، حصة اليوم الأول منها 300 صاروخ والثاني 200 صاروخ في حين توزعت البقية على الأيام التي يخوض فيها الجيش معارك في سهل الغاب وفي محيط المدينة لاستعادتها. هذا وتعتبر تركيا والسعودية وقطر والأردن مصدر معظم الصواريخ حيث اشترت تلك المنظومة من الولايات المتحدة نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي، في حين القسط اليسير منها (حوالي 10 منظومات) استحوذت عليه «النصرة» من مستودعات «حركة حزم» التي تصنفها واشنطن بـ«المعتدلة»، وزودتها بها الاستخبارات التركية قبل طردها من ريف إدلب مع حليفتها «جبهة ثوار سورية». ويبلغ مدى الصواريخ، القادرة على اختراق 600 ملم من الدروع، 3.75 كيلو مترات وهي تحتاج إلى 20 ثانية للوصول إلى هدفها، وإلى منصة كبيرة الحجم لنقلها بخلاف الأجيال الأكثر حداثة منها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن