رياضة

فارق النقطة ظل حاسماً في الدوري الأقدم عالمياً … اللقب لغوارديولا والثناء لكلوب وليفربول

| محمود قرقورا

أسدلت الستارة أمس الأول على مباريات الدوري الإنكليزي الممتاز لموسم 2018/2019 فجرت مباريات المرحلة الثامنة والثلاثين كاملة وأسفرت عن تتويج مانشستر سيتي باللقب السادس في تاريخه والثاني على التوالي، ليكون ثالث نادٍ يحتفظ باللقب خلال المسمى الجديد للمسابقة بعد العميد مانشستر يونايتد والبلوز تشيلسي، والتتويج هذه المرة كان صعباً للغاية، نظراً لأن ليفربول كان فارساً يستحق اللقب بدوره، والدليل أنه تخلف بنقطة واحدة واصلاً إلى النقطة السابعة والتسعين، وهذا رصيد توج من وصل إليه في جميع بطولات الدوري الممتاز باستثناء النسخة الماضية عندما وصل السيتي إلى النقطة المئة.
من المفاجآت خروج مانشستر يونايتد من قائمة الأربعة الكبار وهذا دليل على أن المشكلة لم تكن في المدرب البرتغالي مورينيو الذي قاد الفريق إلى الشامبيونزليغ في الموسمين السابقين، وهذا من شأنه خسائر بالجملة على صعيد التسويق للنادي الأكثر من حيث القيمة السوقية في بلاد الضباب، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن مدرب الطوارئ سولسكيار لم يكن ليمتلـــك العصا السحرية خلافاً لما توقعه الكثيرون عقب سلسلة من النتائج الإيجابية عندما تسلم مقاليد الأمور في كانون الأول الفائت.
المدفعجية خرج بدوره من قائمة الأربعة الكبار ولم يعد من سبيل أمامه سوى الفوز بمسابقة اليوربا ليغ ليستعيد مكانه بين كبار القارة في الموسم المقبل، وهذا ليس سهلاً إذا علمنا أن منافسه على اللقب هو ابن جلدته وجاره تشيلسي.
الجديد في نسخة هذا الموسم أن ثلاثة لاعبين تساووا في صدارة الهدافين برصيد 22 هدفاً وثلاثتهم ينتسبون إلى القارة الإفريقية ويتنازعون على جائزة أفضل لاعب في القارة السمراء لعام 2019 وهم:
لاعب ليفربول المصري محمد صلاح الذي اختير أفضل لاعب في الموسم المنصرم وهداف الدوري أيضاً.
لاعب ليفربول السنغالي ساديو ماني الذي اختير ضمن التشكيلة المثالية للدوري هذا الموسم.
الغابوني أوباميانغ هداف المدفعجية.
واللافت أن ماني وأوباميانغ سجل كل منهما ثنائية في جولة الختام، على حين صام محمد صلاح، ولم يكن الهدف الذي سجله أغويرو هداف السيتي كافياً للحاق بالركب، إذ وصل رصيده إلى 21 هدفاً.

نتائج الجولة الأخيرة
برايتون * مان سيتي 1/4، ليفربول * وولفرهامبتون 2/صفر، ليستر سيتي * تشيلسي صفر/صفر، توتنهام * إيفرتون 2/2، بيرنلي * الآرسنال 1/3، مان يونايتد * كارديف سيتي صفر/2، ساوثهامبتون * هيدرسفيلد 1/1، واتفورد * ويستهام 1/4، كريستال بالاس * بورنموث 5/3، فولهام * نيوكاسل صفر/4.
وبموجب النتائج فقد تأهلت أندية مانشستر سيتي وليفربول وتشيلسي وتوتنهام إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
وكانت أندية هيدرسفيلد وفولهام وكارديف قد عادت إلى الدرجة الأولى بحلولها في المراكز الثلاثة الأخيرة.

رؤية
إذا كان مانشستر سيتي يستحق لقب بطولة الدوري نظير المستويات المذهلة التي قدمها وامتلاك المدرب غوارديولا كتيبة مدججة باللاعبين القادرين على صنع الفارق، كما أن قيمتهم في سوق الانتقالات باهظة جداً، فإن ليفربول هو البطل غير المتوج، وعانده الحظ في مباراة الرد أمام السيتي التي كانت منعرجاً مهماً، كما أن الحكم أتكنسون ساهم بعدم فوز ليفربول باللقب عندما حرمه من الفوز أمام ليستر في مرحلة مهمة من عمر البطولة.
والغريب أن السيتي حقق الفوز في ثماني عشرة مباراة خلال رحلة الإياب مقابل خسارة وحيدة ومع ذلك تفوق على ليفربول بفارق نقطة، وهذا يحسب لمدرب ليفربول الألماني كلوب الذي أثبت أنه أفضل مدرب في العالم بمراحل كثيرة، ففريقه كان الأقوى دفاعاً بتلقيه 22 هدفاً، وضم هدافين للدوري وهما صلاح وماني، وخرج أفضل لاعب في الموسم وهو المدافع الهولندي فان دايك، وحارسه البرازيلي أليسون حاز القفاز الذهبي، كما أنه الأقل تعرضاً للخسارة بخسارة واحدة، وهو الفريق الأقوى خارج ملعبه لكن كل ذلك لم يكن كافياً، وفرصته الوحيدة لإنقاذ الموسم التتويج بلقب الشامبيونزليغ على حساب توتنهام يوم الأول من حزيران القادم، وحيال ذلك قال مدرب ليفربول كلوب: أمامنا المزيد من الوقت للتحضير لنهائي القارة.
كما أن نجم ليفربول السابق والناقد الحالي جيمي كاراغر قال: هذا أفضل فريق شاهدته في ليفربول، ومع مدرب كهذا أعتقد أن الفرصة كبيرة للفوز باللقب في الموسم المقبل، وهذا ما قاله كلوب الراغب بالحفاظ على العناصر البارزة، وهي إشارة صريحة للأندية المتكالبة على ماني وصلاح وفان دايك.
وبذلك تستمر العداوة بين ليفربول وبطولة الدوري الممتاز التي حازها ثماني عشرة مرة، ولكن اللقب الأخير كان قبل 29 عاماً، وهناك شبه إجماع في إنكلترا بأن الجماهير لا تريد أن يتوج ليفربول، ويرجع البعض ذلك بسبب جمهوره العنصري والعنيف، بيد أن الكثيرين يرون أن ذلك غيرة وحسد من النادي الذي كان يهيمن بالطول والعرض على البطولات الإنكليزية خلال سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن