سورية

أكد أن الغرب يحاول «ابتزاز» سورية كيميائياً.. ودعا دوله إلى الكف عن تزويد الإرهابيين بالكلور…المقداد: واشنطن تكذب على الأميركيين والعالم.. وهدف «تدريب المعتدلين» إدامة المواجهة لفرض هيمنتها

اتهم نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد واشنطن التي أطلقت برنامجاً لتدريب المعتدلين بذريعة قتال الإرهابيين بـ«الكذب» على الشعب الأميركي وشعوب العالم، مؤكداً أنها تريد إضاعة الوقت وإدامة المواجهة لفرض هيمنتها وحماية إسرائيل، ورأى في إعادة فتح الغرب لملفات الأسلحة الكيميائية في سورية «محاولة ابتزاز أخرى»، داعياً الدول الغربية إلى الكف عن «تزويد عملائها وإرهابييها بمادة الكلور» وقتل السوريين بغازاتها، وأكد أن سورية «ستمارس كل الشفافية.. لتعرية الدول التي تمارس هذه الألعاب الخطرة».
وإذ أشار إلى أن سورية «لن تعود إلى ما كانت عليه بعد انتهاء هذه الحرب»، شدد على أن القيادة السورية لن تترك أي فرص لإعادة الأمن إلى ربوع البلاد، من دون السعي إلى دعمها للوصول إلى حلّ سياسي يضمن حلّ هذه الأزمة.
وفي مقالته الأسبوعية في صحيفة «البناء» اللبنانية أمس وصف المقداد الصمود الأسطوري الذي ترسخه سورية في مواجهة أعتى التحديات التي واجهها أي شعب في هذا العالم بـ«المعجزة السورية»، واعتبر أن التاريخ سيسجل أن أياً من الجيوش التي خاضت حروباً في العالم، لم تصمد كما صمد الجيش العربي السوري، لافتاً إلى أن هذا الجيش يخوض معارك «عولمة الإرهاب»، التي تعتمد على نوع من التدخل العسكري الخارجي عبر الحدود من خلال أدوات تقوم بشكل أساسي على المرتزقة من داخل سورية وخارجها، وأكد أن الشعب حافظ على وحدته الوطنية ووقف خلف جيشه يمده بكل متطلبات الصمود.
وأكد المقداد أن سورية تخوض الآن معركة ضد التضليل الإعلامي، وتساءل «ألم يقم هذا الإعلام «الحاقد» أخيراً بالتحريض العنصري والإقليمي والعشائري واستنهاض كل ما في جعبته من أحقاد وأمراض من مخلفات عصور التخلف العثماني والاستعماري، في محاولة جديدة لتفتيت سورية أرضاً وشعباً؟»
وتوعد بفشل «الهجمات السياسية والإعلامية التي يقوم بها الغرب وأدواته ضد أطراف المقاومة السورية واللبنانية والإيرانية والعراقية واليمنية وغيرها»، عازياً ذلك إلى أن «المقاومين اتخذوا قرارهم الذي لا تراجع عنه أمام حلف قطع الرؤوس وأكلة الأكباد والقلوب الذي تدعمه سراً وأحياناً علناً بعض الدول الغربية وأدواتها في المنطقة من دون أي خجل».
ورأى المقداد أن «حروب الإرهاب قد تمتد سنوات وسنوات، خصوصاً إذا اعتمد الإرهابيون في حروبهم على دعم عسكري ومادي مستمر». وفي هذا السياق، تطرق إلى إعلان الولايات المتحدة أنها بدأت تدريب ما تسميه «مجموعات سورية مسلحة معتدلة» بذريعة قتال تنظيم داعش وجبهة النصرة، مؤكداً أن واشنطن «تكذب على الشعب الأميركي وعلى الرأي العام العالمي»، وشدد على أنها بفعلتها تلك «تقوم بدعم الإرهاب وبتعقيد شروط الحل السياسي في سورية»، وعزا الهدف الحقيقي وراء الإعلان الأميركي إلى رغبة الإدارة الأميركية في «إضاعة الوقت وإطالة وإدامة المواجهة لفرض مخططاتها في المنطقة وبخاصة لحماية «إسرائيل» ومصالحها، بما في ذلك هيمنتها على مقدرات الشرق الأوسط ومنع أية تحولات إيجابية لمصلحة شعوب المنطقة». واعتبر أن «على الولايات المتحدة أن تضع يدها بيد كل الدول التي تريد مكافحة الإرهاب بدلاً من وضع يدها بيد الإرهابيين ومن يدعمهم والابتعاد عن سياسات الاعتداء الصارخ على سيادة الدول وتغيير أنظمتها بالقوة».
وفي إشارة إلى زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى السعودية واجتماعه مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي هناك، تساءل المقداد باستغراب: «من كان يتصور أن يصل الأمر بقادة دول في الاتحاد الأوروبي، كما هي الحال مع هولاند، لكي يصبح عبداً لدى السعودية يأخذ أموالها مقابل صفقات تسليح ونفط وتأمين مظلة سياسية لهؤلاء في دعمهم الإرهاب وحربهم على اليمن». واعتبر أن مبادئ الشعب الفرنسي في «الحرية والمساواة والإخاء» أصبحت معروضة للبيع والشراء والمتاجرة بها على المنابر الدولية والمؤتمرات الصاخبة، وأكد أن سورية عندما تواجه هذه التكتلات، الموحدة في خدمتها لأغراض «إسرائيل»، فإن الحقيقة التي يجب التمسك بها هي أن صمود سورية لم يكن معجزة فحسب، بل إن ذلك يؤكد صحة منطلقات القيادة السورية المدافعة عن المبادئ والقيم النبيلة.
واعتبر أن «إعادة فتح ملفات الأسلحة الكيميائية في سورية من الدول الغربية محاولة أخرى لابتزاز سورية»، لكنه شدد على أن هذه الضغوط السياسية «لن تجدي في تحقيق أهدافها»، ودعا الدول الغربية إلى إثبات «صدق دعايتها» من خلال المطالبة بوضع أسلحة الدمار الشامل «الإسرائيلية» تحت الرقابة الدولية وتصفية هذه الأسلحة، كما دعا تلك الدول إلى الكف عن «تزويد عملائها وإرهابييها بمادة الكلور ووقف البحث عنه، وعن مزيد من الذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية السورية على حساب معاناة الأطفال والنساء الذين تقتلهم غازات الكلور التي يستخدمها الإرهابيون بتخطيط وإمداد من تركيا والسعودية وأجهزة مخابرات غربية». وأكد أن سورية «ستمارس كل الشفافية.. في تعرية الدول التي تمارس هذه الألعاب الخطرة».
وشدد المقداد على أن «المعجزة السورية آتية وستتحقق، والانتصار السوري سيكون درساً قاسياً لكل من يحاول استخدام الإرهابيين والقتلة للوصول إلى غايات سياسية»، مؤكداً أن «الأبطال السوريين، من الجيش العربي السوري، واللبنانيين، من حزب اللـه، يسطرون في هذه الأيام والساعات أنصع صور النضال ضد الإرهاب وضد كل من يدعم الإرهاب ويعتدي على سيادة الشعوب وكرامتها».
وختم مقاله بالقول: «نحن نعرف أن سورية لن تعود إلى ما كانت عليه بعد انتهاء هذه الحرب، لكننا نؤمن أنها ستكون أفضل في المستقبل اقتصادياً وأمنياً وثقافياً لكل أبنائها في شمالها وفي جنوبها وفي شرقها وفي غربها». وإذ أشار إلى «الأمل» الذي أعادته مشاورات موسكو الأولى والثانية لقلوب السوريين وأصدقائهم، شدد على أن «القيادة السورية «لن تترك» أي فرص لإعادة الأمن والهدوء إلى ربوع هذه البلاد الطاهرة من دون السعي إلى دعمها للوصول إلى حلّ سياسي يضمن حلّ هذه الأزمة من خلال حوار سوري – سوري وبقيادة سورية ومن دون تدخل خارجي. إن غداً لناظره قريب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن