سورية

توقعات بتهاو سريع للتنظيمات الإرهابية في المحافظة … «النصرة» تفتقد الحاضنة في إدلب والأهالي يترقبون دخول الجيش

| موفق محمد

أكد رئيس المكتب التنفيذي الأسبق في محافظة إدلب علي الجاسم افتقاد التنظيمات الإرهابية للحاضنة الشعبية في المحافظة، وأن الأهالي يترقبون على أحر من الجمر دخول الجيش العربي السوري إلى المحافظة وتخليصهم من التنظيمات الإرهابية التي ستتهاوى بمجرد دخوله.
وفي تصرح لـ«الوطن»، قال الجاسم: «الصورة لدى الأهالي في محافظة إدلب تغيرت كليا. الشعب ينتظر الجيش العربي السوري للوقوف إلى جانبه والقتال معه. هذا الأمر أصبح من المسلمات في المحافظة».
وأكد الجاسم، أن الأمور في داخل إدلب «تبشر بالخير بشكل كبير، فقد تم الانتهاء من موضوع المسلحين، وتوجه الأهالي حالياً هو صوب الدولة السورية وينتظرون بفارغ الصبر دخول الجيش ويتهيئون لذلك».
ومنذ يومين، قالت مصادر أهلية وأخرى مقربة من ميليشيات مسلحة في إدلب لـ«الوطن»: إن الأهالي يرفضون إرسال أبنائهم إلى جبهات القتال في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي وريف إدلب الجنوبي للقتال إلى جانب تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ومظلته «هيئة تحرير الشام».
وأوضحت المصادر أن الأهالي، وخصوصاً في أرياف المحافظة، أبلغوا الميليشيات وقادة «النصرة» رفضهم الزج بأبنائهم في جبهات القتال التي تجري فيها حرب طاحنة مع الجيش العربي السوري لقناعتهم بعدم جدوى خوض معركة خاسرة معروفة نتائجها سلفا لصالح الدولة السورية التي استعادت حلب وجنوب ووسط البلاد وستسترد إدلب عاجلاً أم آجلاً.
ويشن الجيش العربي السوري منذ نهاية الشهر الماضي عملية عسكرية ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة «خفض التصعيد» الرابعة الواقعة شمال غرب البلاد، والتي تضم محافظة إدلب وريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وجزءاً صغيراً من ريف اللاذقية الشمالي ويسيطر على معظمها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، على حين تسيطر ميليشيات مسلحة موالية للنظام التركي على أجزاء فيها.
وحقق الجيش تقدماً مهماً في هذه المعركة بسيطرته على معظم المدن والبلدات والقرى في ريف حماة الشمالي الغربي وبات على أبواب الحدود الإدارية لمحافظة إدلب.
ولفت رئيس المكتب التنفيذي الأسبق في محافظة إدلب إلى أن الكثير من الأهالي أصبحوا يحثون أولادهم على الالتحاق بصفوف الجيش العربي السوري لقتال الإرهابيين.
وأوضح الجاسم، أن انتفاضة أهلية ضد الإرهابيين بدأت في المحافظة، «وانتهى عامل الخوف لدى الأهالي» الذي كان موجودا في السابق بسبب ممارسات التنظيمات الإرهابية.
ورأى، أن معركة محافظة إدلب لن تكون صعبة، «فبمجرد دخول الجيش من أطراف المحافظة ستتهاوى التنظيمات الإرهابية كما حصل في باقي المناطق التي حررها الجيش من الإرهاب، وسيقوم الأغلبية من مسلحيها بتسوية أوضاعهم، لأنه لم يبق لديهم حاضنة يحتمون بها ولا أي شيء آخر وبالتالي «اعتقد أن معركة إدلب ستنتهي بأسهل مما يتوقع البعض».
ولفت رئيس المكتب التنفيذي الأسبق في محافظة إدلب إلى الدعم الذي تتلقاه التنظيمات الإرهابية في المحافظة من النظام التركي، وقال «في هذا الأمر حدث ولا حرج، الدعم من النظام التركي حتى النخاع».
وأعرب الجاسم عن اعتقاده بتكثيف التواصل بين الحكومة السورية والأهالي داخل المحافظة حاليا، من أجل تنسيق الوضع في المرحلة القادمة، وقال «في المرحلة الماضية عندما كنت على رأس عملي حتى رأس السنة كان التواصل على أشده، وأظن أن الأمر حالياً كذلك وربما هذا التواصل تكثف».
والاتفاق على إقامة منطقة «خفض التصعيد» الرابعة، تم في الجولة السادسة من المحادثات بين ضامني «مسار أستانا» (روسيا، إيران، تركيا) التي جرت منتصف أيلول 2017، وأكدت مراراً كل من موسكو ودمشق على أن الاتفاق «مؤقت» ويهدف إلى إيجاد حل سلمي للمنطقة وتجنب إراقة مزيد من الدماء، وأن مصير المناطق المشمولة في الاتفاق (محافظة إدلب، أجزاء من ريف حماة الشمالي، وجزء صغير من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وجزء من ريف حلب الجنوبي الغربي) هو العودة إلى سيطرة الدولة السورية.
وفي أيلول 2018 تم الاتفاق في «سوتشي» بين موسكو وأنقرة على إنشاء منطقة «منزوعة السلاح» في محيط منطقة «خفض التصعيد» الرابعة في الأراضي التي تسيطر عليها «النصرة» والميليشيات وسحب السلاح الثقيل منها ومن ثم انسحاب التنظيمات الإرهابية منها الذي كان من المفترض أن يتم في منتصف تشرين الأول الماضي وهو ما لم يتم حتى الآن بسبب تهرب النظام التركي الطرف الضامن للإرهابيين والميليشيات من تنفيذ الالتزامات المترتبة عليه بموجب الاتفاق.
جاءت العملية العسكرية للجيش ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة «خفض التصعيد» الرابعة، بعد أقل من أسبوعين من الجولة 12 من اجتماعات أستانا، التي صدر عنها بيان اقتصر على العموميات فيما يتعلق بإنهاء ملف منطقة «خفض التصعيد» الرابعة، واكتفى الضامنون بالإشارة فيه إلى أنه تم الاتفاق على «اتخاذ تدابير لخفض الانتهاكات في منطقة إدلب السورية» من دون تحديد هذه التدابير، الأمر الذي فُسر حينها أنه استمرار للوضع على الأرض على ما هو عليه من سيطرة «النصرة» الإرهابي وميليشيات أنقرة، وإقرار بفشل جديد في تنفيذ اتفاق «سوتشي» بين موسكو وأنقرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن