سورية

اتهمتها واشنطن بسرقة النفط السوري لتمويل مجموعات مسلحة … خروج دفعة جديدة من محتجزي «الركبان».. ودمشق وموسكو تحمّلان أميركا المسؤولية عن البطء بإجلائهم

| حمص- نبال إبراهيم - دمشق– الوطن- وكالات

مع خروج دفعة جديدة من محتجزي مخيم الركبان، حمّلت دمشق وموسكو، أميركا المسؤولية عن البطء في عملية إجلائهم، واتهمتها بسرقة النفط السوري لتمويل مجموعات مسلحة، في وقت واصل الجيش العربي السوري فيه استهداف تنظيم داعش الإرهابي بأقصى ريف حمص الشرقي.
وذكرت وكالة «سانا» للأنباء، أن عشرات الأسر تقلهم سيارات وشاحنات مع أمتعتهم وصلوا إلى ممر جليغم قادمين من مخيم الركبان الواقع في أقصى ريف حمص الجنوبي الشرقي عند مثلث الحدود السورية الأردنية العراقية، حيث عملت فرق منظمة الهلال الأحمر العربي السوري ونقطة طبية على تقديم المساعدة الطبية والغذائية لهم.
ولفتت الوكالة، إلى أن عناصر من الجهات المعنية قاموا بتسجيل أسماء العائدين وبيانات شخصية لأسرهم ليصار إلى نقلهم عبر حافلات نقل جماعي عند الممر إلى مراكز إقامة مؤقتة في مدينة حمص، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة لإعادة المهجرين من مخيمات اللجوء إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
وفي وقت سابق من يوم أمس، أكدت مصادر خاصة بـ«الوطن»، أن عملية خروج المدنيين المحتجزين في المخيم القريب من منطقة التنف التي تحتلها أميركا عادت لتتسارع من جديد، بعد أن انخفضت وتيرتها منذ بداية شهر رمضان الكريم.
وتوقعت المصادر، أن خروج دفعات إضافية من المحتجزين في المخيم خلال الأيام القادمة، خاصة مع تفاقم معاناتهم والظروف الجوية الحارة السائدة بالمنطقة، علاوةً على رغبتهم الحثيثة بالخروج باتجاه مناطقهم وقراهم التي حررها الجيش العربي السوري وبعد أن تم تخديمها بكل ما يلزم للعيش بحياة طبيعية كريمة.
وبينت المصادر، أن عدد المدنيين الذين خرجوا من المخيم بلغ حتى تاريخه نحو 12 ألفاً و500 شخص معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، أي بما يعادل نسبة نحو 25 بالمئة من عدد المدنيين الإجمالي المحتجزين في «الركبان» والبالغ عددهم نحو 50 ألف شخص.
في غضون ذلك، قالت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجرين السوريين في بيان مشترك، نقلته وكالة «سانا»: إن «الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية الكاملة عن البطء في عملية إجلاء النازحين من مخيم الركبان وإعادتهم إلى مناطق سكنهم الدائم»، ولفت إلى أنه «لم يغادر المخيم سوى ربع المدنيين القاطنين فيه».
واعتبر البيان أن «التصرفات غير البناءة من الجانب الأميركي تخلف مزيداً من الضحايا وتزيد من معاناة السوريين المحتجزين قسرا في مخيم الركبان»، مبيناً أنه «رغم الإجراءات غير المسبوقة التي تتخذها روسيا وسورية لتأمين الظروف المناسبة في المناطق التي يعود إليها اللاجئون تسير إجراءات إجلاء المواطنين من الركبان ببطء وحتى الآن غادره أكثر من 12 ألف شخص فقط».
وبحسب البيان فإنه «في الوقت الذي أوجدت فيه الولايات المتحدة مع الدول الحليفة لها أزمة وقود مصطنعة في سورية بهدف خنق الاقتصاد السوري تسرق الولايات المتحدة الموارد الوطنية السورية وتنظم تهريبها عبر نقلها من منطقة الضفة اليسرى لنهر الفرات وتعمل على تمويل تجمعات مسلحة غير شرعية وتستخدمها لتنفيذ تفجيرات إرهابية لمنع إعمار سورية وزعزعة استقرارها».
ودعا البيان «الولايات المتحدة للتخلي عن ازدواجية المعايير واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي وسحب قواتها من الأراضي السورية على الفور»، كما أهاب بالهيئات الإنسانية للأمم المتحدة لتنفيذ مهامها المسندة إليها من قبل المجتمع الدولي والتأثير على واشنطن بهدف إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية في أقرب وقت ممكن وحل مخيمي الركبان والهول وتحرير المواطنين السوريين منهما وعودتهم إلى أماكن إقامتهم داخل الأراضي السورية.
ولفت البيان إلى أن «الوضع في مخيم الهول شرق البلاد لا يقل كارثية عن الركبان ويواجه قاطنوه نفس المشاكل المتمثلة في تقييد حرية التنقل ومصادرة الوثائق الثبوتية وفصل الأسر والنقص الحاد في الأدوية وانعدام النظافة».
ميدانياً، ذكر مصدر عسكري في غرفة عمليات ريف حمص الشرقي لـ«الوطن»، أن الجيش اشتبك مع مسلحي داعش بأقصى ريف حمص الشرقي، تزامناً مع غارات جوية على أهداف متحركة للتنظيم في محيط باديتي تدمر والسخنة، ما أسفر عن إيقاع إصابات مباشرة في صفوفه وكبده خسائر جديدة بالأرواح والعتاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن