عربي ودولي

مع تصاعد التوتر نتيجة الرعونة الأميركية … طهران تؤكد عدم رغبتها في اندلاع حرب في المنطقة

| وكالات

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الحرب لن تندلع في المنطقة لأن طهران لا تريد هذه الحرب.
وأوضح ظريف في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» قبل نهاية زيارته للعاصمة الصينية بكين «إن الكيان الإسرائيلي وبعض أنظمة المنطقة يسعون للحصول على الدعم الأميركي لمخططاتهم عبر المال» لافتاً إلى أن بعض مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب هم من يسعى لدفعه إلى الحرب مع إيران.
هذا وأكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي رفض بلاده الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب ضد إيران وعزم بلاده التعاون معها.
وقد غادر وزير الخارجية الإيراني، العاصمة الصينية بكين، أمس السبت، عائدا إلى طهران بعد جولة آسيوية زار خلالها تركمانستان والهند واليابان والصين.
بدوره أكد السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد أن إيران لا تسعى لإشعال فتيل الحرب مع أميركا إلا أن الشعب الإيراني على استعداد للمقاومة والوقوف في وجه أطماعها وتهديداتها الاستفزازية.
وقال بعيدي نجاد في تصريح لإذاعة «بي بي سي» البريطانية أمس: «إن إيران لا تسعى لإشعال الحرب مع واشنطن بل لإرساء السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط في حين قامت أميركا ومن خلال خروجها من الاتفاق النووي بإجراءات استفزازية وغير ضرورية منها إدراج الحرس الثوري ضمن لائحة الإرهاب».
وأضاف بعيدي نجاد: «لقد منحنا فرصة عام للأطراف الأخرى لحل المشاكل الحاصلة في الاتفاق النووي لكننا توصلنا الآن إلى نتيجة بأنه إذا لم نقم بإجراء مناسب فإن الاتفاق النووي سينهار».
وبيّن أن «إيران لا تعتزم الخروج من الاتفاق في المرحلة الراهنة رغم أن هذه الخيارات ممكنة.. بل قررت أن تستخدم نقاطا واردة في الاتفاق النووي للمزيد من حث شركائها على تنفيذ التزاماتهم».
من جهته أعلن مسؤول بحري إيراني رفيع المستوى أن بلاده تبنت تكتيكا جديداً واتجاهات جديدة لتصدير نفطها، وذلك ردا على استئناف العقوبات الأميركية ضدها.
وقال مساعد رئيس مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، هادي حق شناس، في حديثه لوكالة «ILNA» الإيرانية: «إن تكتيك وزارة النفط فيما يخص تصدير النفط والمنتجات البترولية تغيرت، ومن الممكن أن اتجاهات حركة سفننا الحاملة للنفط من موانئنا قد تغيرت أيضا».
وأضاف: «طبعاً لا يمكن إنكار أن تصدير النفط ومنتجاته انخفض مقارنة مع ما كان عليه سابقاً، لكن إطلاق سفن الشحن التي تحمل النفط من موانئنا لم يتوقف حقاً».
في غضون ذلك نفى مندوب إيران لدى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي صحة تقارير إعلامية أفادت بأن سبب التصعيد الأخير بين واشنطن وطهران يعود إلى تركيب الحرس الثوري صواريخ مجنحة على قوارب حربية له.
وقال الدبلوماسي الإيراني، في حديث إلى قناة CBS الأميركية: «لست مسؤولاً عسكرياً، لكنني أستطيع التأكيد أننا لا نطلق صواريخ من قواربنا».
وحمّل روانجي «مستشاراً رئيسياً» في الإدارة الأميركية بالوقوف وراء تلك الادعاءات الخاطئة الموجهة ضد إيران، وقال، رداً على سؤال عما إذا كان الحديث يدور عن مستشار الأمن القومي الحالي في البيت الأبيض جون بولتون: «لا أريد ذكر الأسماء، لكنه كان بالتأكيد بين هؤلاء الأشخاص».
وأعرب الدبلوماسي الإيراني عن قناعته بأن ترامب لا يريد الحرب مع إيران، لكن ذلك لا يعني أن المسؤولين المقربين منه يشاطرون هذا الموقف.
في سياق متصل قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي: إن إيران تعيش اليوم «أجواء حرب استخباراتية شاملة مع أميركا وجبهة مناوئي الثورة والنظام الإسلامي».
وأوضح اللواء سلامي في حديث خلال مراسم تقديم وتوديع مسؤولين في جهاز الاستخبارات، أمس السبت، أن «هذه الأجواء تمثل تركيبة من العمليات النفسية والعمليات السيبرانية والتحركات العسكرية والدبلوماسية العامة وإثارة الرعب، وعلينا في هذه المعركة ألا نغفل لحظة واحدة عن التفكير بأميركا والتركيز على العدو وتشخيص إستراتيجياته ونمطه السلوكي».
في هذه الأثناء أفادت وسائل إعلام بأن ترامب، أجرى مشاورات مع مستشار له موثوق به، من خارج البيت الأبيض، بشأن التصعيد الحالي بين واشنطن وطهران في الخليج.
وأفادت صحيفة «تايمز» البريطانية في تقرير نشرته أمس السبت تحت عنوان «ترامب يسأل مساعداً موثوقاً به كيفية تخفيف التوتر مع إيران»، بأن سيد البيت الأبيض استدعى مؤخراً للتشاور نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي سابقاً الجنرال المتقاعد جاك كين.
وأفادت بعض وسائل الإعلام بأن ترامب يشعر بخيبة الأمل إزاء نهج «الصقور» في إدارته، بالدرجة الأولى مستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، وأبدى قلقه من أن تصرفاتهم قد تجر أميركا إلى حرب جديدة ضد إيران هذه المرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن