رياضة

الدوري الكروي الممتاز.. ملامح وصور وأحداث … لماذا فاز الجيش باللقب وأخفق منافسوه؟

| ناصر النجار

انتهى الدوري الممتاز وللمرة الخامسة على التوالي يحافظ الجيش على اللقب من دون أن تتمكن بقية الفرق من مزاحمته على هذه البطولة فخرجت تتقاسم مراتب الترضية.
فهل زعيم الكرة السورية استثناء، أم إن خللاً ما تعانيه هذه الفرق؟
الزعيم استثناء لأنه أكثر الفرق انضباطاً، يملك إدارة واعية متفهمة لعملها، ويملك الزعيم الرؤية الكروية المستقبلية، وهذا ما نلاحظه من خلال استقطاب اللاعبين المواهب وصغار السن الذين يخدمون النادي سنوات طويلة، ما يحقق الانسجام المطلوب وأخيراً الإمكانيات المالية المتوافرة مع العلم أنها ليست أكبر من الإمكانيات التي يملكها العديد من الفرق الأخرى.
الحالة الانضباطية في الفريق ولّدت عملاً جاداً أسفر عن هذه البطولات، ووضعت الفريق على القمة بشخصية احترافية محترمة لها سمعتها الكبيرة وهويتها الكروية المتميزة.
وفق ذلك فإن النادي طبق العملية الاحترافية بشكل جيد، فالمال وحده ليس احترافاً، فأمور النادي تسير وفق عقلية احترافية من خلال الإدارة والتنظيم والعمل القانوني السليم وأخيراً ليس آخراً الشركة الراعية التي كانت مكملة بجهودها ودعمها لفريق الجيش.
بعض فرقنا الكبيرة يفتقد للأسف العديد من هذه الميزات، لذلك تخسر الكثير من المال والكثير من الدعم، رغم أن هذه الفرق تملك ما لا يملكه الجيش وهو الجمهور الكبير المؤازر والداعم.

الدوري درجات
من خلال السنوات الخمس الماضية التي فاز بها الجيش ببطولة الدوري الكروي يمكننا توزيع الفرق إلى طوابق، الطابق الأول ضم الفرق المنافسة على الدوري وهي: الجيش وتشرين والوحدة والاتحاد.
بينما ضم الطابق الثاني فرق: الطليعة والنواعير والوثبة والكرامة وحطين والشرطة، الطابق الأخير ضم الفرق التي عانت خطر الهبوط وبعضها هبط فعلاً كجبلة والساحل والمجد والحرفيين وفي غير هذا الموسم المحافظة والفتوة والحرية والجزيرة والجهاد.
من هذا التوزيع نجد أن الفرق التي حافظت على مواقع الصدارة في المواسم السابقة الجيش وتشرين والوحدة والاتحاد، فلماذا حاز الجيش اللقب وأخفقت بالحصول عليه هذه الفرق الثلاثة؟

اضطراب إداري وفني
السبب الأهم الذي حال بين تشرين والحصول على اللقب في السنوات المنصرمة هو الاضطراب الإداري والفني، فالبحارة أكثر مشكلة اعترضتهم هي الخلافات الإدارية وكثرة تبديل الإدارات ووجود بعض المحرضين وغيرهم، وهذا أدى إلى اضطراب فني على كل المستويات، فتغيير المدرب سمة بارزة في النادي، وعلى سبيل المثال بدل الفريق ثلاثة مدربين هذا الموسم، بدأ بعبد الناصر مكيس ثم ماهر حاج قاسم وبعده محمد اليوسف، وهو اليوم أمام تبديل رابع.
هذا كله يؤثر في التعاقدات التي قد لا تلبي الطموح في بعض المراكز، فنجد زحمة من اللاعبين من دون أن نجد الاستثمار الصحيح لهؤلاء اللاعبين، أو إن هناك أكثر من لاعب يشغل مركزاً واحداً ما يؤدي ذلك إلى وجود عدد جيد من اللاعبين الجيدين على مقاعد الاحتياط، وهو يؤدي إلى خسارة هؤلاء اللاعبين الذين يشعرون بالإحباط، وهذا ما حدا بإدارة النادي إلى إلغاء عقود بعض اللاعبين أثناء الموسم وهناك لاعبون على الطريق ذاته قريباً.. فريق تشرين كان يستحق البطولة هذا الموسم، لكن جدول الدوري في الإياب لم يخدمه، والفريق أوقع نفسه في تعادلات مع فرق الصف الثاني والثالث كانت غير مفهومة كتعادله مع الحرفيين والساحل، ولو فاز بهما لنال اللقب.
تشرين فريق يملك شخصية البطل، وعلى إدارة النادي أن تبني فريقها من فريق الموسم الحالي وأن تدعمه بشبابها الموهوبين المتميزين، وأن تختار من الآن مدرباً للموسم المقبل تصبر عليه حتى يؤدي ما عليه بإستراتيجية طويلة الأمد، فالمدرب المؤقت لا يفيد ولا يستفيد.
البرتقالي حائر
ارتقى البرتقالي في السنوات الماضية كثيراً، لكنه ضاع بعد أن خسر جهود مدربه السابق رأفت محمد، ومنذ رحيل رأفت لم يستقر النادي على مدرب، ولا ندري كيف يفكر القائمون على الفريق فنياً.
الفريق يملك شخصية البطل ولديه لاعبون ممتازون لهم وزنهم على الأرض، لكننا نشعر أن الفريق أضاع بوصلة البطولة، والقضية الفنية ضائعة لأن أكثر من شخص يدلي بدلوه بالفريق بدءاً من مدير الفريق إلى المستشار إلى غيرهم من المقربين.
نادي الوحدة يصرف كل ميزانيته أو أغلبها على كرة القدم، ومن الضروري أن ينعكس هذا الصرف على مستوى الفريق وأدائه وبطولاته، الموسم الماضي خرج من كل البطولات خالي الوفاض، والمفترض أن يحرص الفريق هذا الموسم على بطولة الكأس حتى يعود إلى الواجهة والمشاركة الخارجية وليرضي عشاقه الكثر الذين باتوا يتوقون لبطولة يستحقونها.

عدم توفيق
فريق الاتحاد أيضاً يملك شخصية البطل، لكنه مثل تشرين غير مستقر فنياً وقد يكون الاتحاد أكثر الأندية تبديلاً للمدربين في السنوات الماضية.
لاعبوه متميزون ولديه لاعبون مهرة فرط بهم النادي في السنوات السابقة وهم في أنديتهم الجديدة يحتلون القمة ومؤثرون جداً.
فريق الاتحاد يملك جمهوراً كبيراً ذواقاً وداعماً، وهو ورقة رابحة بيد الفريق ليس بحلب فقط، بل في كل المحافظات أيضاً.
فريق الاتحاد مثل الوحدة يحتاج مدرباً على مستوى الفريق، يعرف كيف يقوده وكيف يستثمر إمكانيات اللاعبين.
لا نريد الخوض أكثر، لكن إعطاء المدرب الصلاحية الكاملة والحرية في الانتقاء والاختيار والتبديل يضع الفريق على الطريق الصحيح.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن