الأولى

نظام أردوغان يسعى لتقوية موقفه التفاوضي ورفع معنويات إرهابييه وتعديل موازين القوى … هدنة الـ72 تهاوت بخروقات الإرهابيين وتعزيزات تركيا.. والجيش يتصدى

| حماة - محمد أحمد خبازي - حلب- خالد زنكلو- وكالات

واصلت التنظيمات الإرهابية خرقها للهدنة شمالاً مدعومة بتعزيزات تركية لمحاولة صد تقدم الجيش العربي السوري، إلا أن الأخير وقف بالمرصاد للخروقات وقتل العديد من الإرهابيين، على حين عادت أنقرة إلى العزف على وتر «اتفاق إدلب» من جديد.
وبحسب مراسل «الوطن» في حماة فإنه وقبل انتهاء مدة الهدنة التي من المفترض أن تنتهي منتصف ليل الإثنين الثلاثاء، تهاوت هدنة الـ72 ساعة في شمال البلاد، بعد أن خرقها تنظيم جبهة النصرة الإرهابي وحلفاؤه عدة مرات كان آخرها فجر أمس، حيث تسللت مجموعات إرهابية ترفع شارات التنظيم من قطاع ريف حماة الشمالي من المنطقة «المنزوعة السلاح»، باتجاه نقاط الجيش في محور الحماميات الجبين بريف حماة الشمالي للاعتداء عليها، ولكن الجيش تصدى لها وخاض معها اشتباكات عنيفة كبدها خلالها خسائر فادحة بالأفراد والعتاد، فيما استشهد 3 عناصر من حامية تلك النقاط العسكرية.
وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن وحدات الجيش العاملة بريف حماة الغربي أحبطت محاولة تسلل للمجموعات الإرهابية على محور الحماميات والجبين واستهدفت بالمدفعية الثقيلة مناطق انتشار الإرهابيين في كفرزيتا والبويضة واللطامنة والأربعين والزكاة والهبيط، كما قضى الجيش بكمين محكم على مجموعة أخرى من «النصرة» بمحيط الهبيط بريف إدلب الجنوبي الغربي، وذلك بعد عملية رصد دقيق لها، وعرف من أفرادها الإرهابي القيادي المدعو أسامة حسين الديب.
وأوضح المصدر، أن الجيش رد على خروقات «النصرة» وحلفائها للهدنة ولـ«اتفاق إدلب»، باستهداف نقاط لها في أطراف ومحيط جبل شحشبو وفي قرية شهرناز بريف حماة الشمالي، وهو ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين.
من جانبه، شن الطيران الحربي غارات مكثفة على مواقع الإرهابيين في سفوهن ومحيط فليفل بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى مقتل العديد من الإرهابيين وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي.
في الغضون نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء، أمس بياناً صادراً عن وزارة الدفاع التركية، جاء فيه أن «وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بحث هاتفياً مع نظيره الروسي سيرغي شويغو تطورات الوضع في إدلب والتدابير التي ستتخذ لخفض التصعيد بالمنطقة في إطار تفاهم سوتشي» حول إدلب في 17 أيلول الماضي.
وفي مسعى لتقوية الموقف التفاوضي لأنقرة ورفع معنويات الإرهابيين المتآكلة وتعديل موازين القوى التي تميل لمصلحة الجيش العربي السوري على الأرض، ألقى النظام التركي بكل ثقله إلى جانب الإرهابيين في معركة إدلب والأرياف المجاورة لها والتي حقق الجيش السوري تقدما لافتاً منذ انطلاقتها، وزجت أنقرة بالمئات من إرهابي ريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي إلى جانبهم في جبهات أرياف حماة وإدلب.
وكشفت مصادر محلية وأخرى معارضة مقربة من ميليشيا «الجيش الوطني» في المناطق التي احتلتها تركيا خلال عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» شمال وشمال شرق حلب لـ«الوطن» أن نظام رجب طيب اردوغان وجه بدعم ميليشياته المسلحة في جبهات إدلب وحماة بأعداد غفيرة من إرهابيي «الجيش الوطني» الممول والمدار من قبله.
وأوضحت المصادر أن أكثر من ٥٠٠ إرهابي من ميليشيا «أحرار الشرقية» نقلوا أمس من أرياف حلب إلى خطوط التماس في ريفي حماة الشمالي والشمالي الشرقي بعد يوم واحد من نقل عدد مشابه من ميليشيا «الجبهة الشامية» إلى سهل الغاب لمحاولة صد تقدم الجيش السوري على الأرض، مشيرة إلى أن مجموع المسلحين الذين وصلوا بلغ أكثر من ٢٥٠٠ إرهابي.
وأفاد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن وحدات الاستطلاع في الجيش رصدت مرور إرهابيين من حلب إلى حماة عبر قرى جبل الزاوية في إدلب بدل نقلهم عبر سهل الغاب فكان لهم سلاح الجو في الجيش بالمرصاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن