عربي ودولي

طهران تؤكد تراجع ترامب عن تهديداته

| وكالات

وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني الإدارة الأميركية بأنها مؤلفة من «سياسيين مبتدئين ذوي أفكار ساذجة»، وقال: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع عن تهديداته لطهران بعد أن حذره مساعدون عسكريون من خوض حرب مع الجمهورية الإسلامية.
وأضاف في خطاب بثه التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة: إن وحدة الأمة الإيرانية غيرت قرار ترامب بشأن الحرب.
كما قال روحاني: إن حكومته بحاجة إلى المزيد من السلطات من أجل مواجهة «الحرب الاقتصادية» التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على إيران.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن بلاده لن تتفاوض مع الإدارة الأميركية ما لم تظهر الولايات المتحدة الاحترام لطهران عبر الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
وقال ظريف في مقابلة مع شبكة CNN الإخبارية الأميركية: «لسنا مستعدين للتحدث إلى أشخاص خرقوا وعودهم» مشيراً إلى أن الولايات المتحدة هي التي انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة وليست إيران.
وحذر ظريف من أن الولايات المتحدة تمارس لعبة بالغة الخطورة في المنطقة في أعقاب قرارها بإرسال قطع عسكرية إلى مياه الخليج وقال: «إن وجود كل هذه القطع العسكرية الضخمة في منطقة صغيرة هو بحد ذاته خطر لذلك يجب توخي الحذر الشديد».
ولفت ظريف إلى أن إيران تصرفت بحسن نية للحد من القدرات النووية مقابل رفع العقوبات عنها إلا أن الأطراف الأخرى لم تقابل ذلك باحترام وتقدير.
من جهته أكد المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، أن اعتقاد ترامب بأنه قادر على إجبار طهران على التفاوض بالقوة ليس سوى أوهام.
وذكر المسؤول الإيراني في مقابلة لشبكة «سي إن إن»، تعليقاً على تغريدة ذكر فيها ترامب أن الحرب على الولايات المتحدة ستكون نهاية لطهران، ذكر أن الرئيس الأميركي يريد السيطرة على الجمهورية الإسلامية بتغريدات وتهديدات، غير أن 40 عاماً مرت منذ الثورة الإسلامية في إيران أظهرت أنه لا يمكن التحدث معها بلهجة التهديدات.
وفيما يتعلق بدعوة ترامب القادة الإيرانيين للاتصال به، شدد عبد اللهيان على أنه لا يمكن لترامب الحديث عن أي اتصالات مع طهران ما لم يترك لهجة التهديد والقوة وما لم يعد إلى الاتفاق النووي، مع ضمان ألا ينسحب منه خليفته في البيت الأبيض.
في هذه الأثناء بحث نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف مع السفير الإيراني لدى روسيا مهدي سنائي خطة العمل الشاملة للبرنامج النووي الإيراني.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن الخارجية الروسية قولها في بيان: إن الطرفين «تبادلا خلال اللقاء الآراء حيال القضايا الحيوية للأجندة الدولية بما في ذلك الوضع حول خطة العمل الشاملة للبرنامج النووي الإيراني».
كما أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإسلامي الإيراني حشمت اللـه فلاحت بيشه أن أوروبا لا تلتزم بوعودها في إطار الاتفاق النووي وهي غير مستقلة وتنتظر المستجدات الأخيرة بين إيران وأميركا.
وحذر فلاحت بيشه من محاولات النظام السعودي إشعال الحرب في المنطقة وأشار في تغريدة على تويتر إلى أن استهداف السفارة الأميركية في بغداد والدعوة السعودية لعقد قمة طارئة كلاهما جزء من سياسة النظام السعودي لجر المنطقة إلى الفوضى العارمة.
في سياق متصل قال مساعد وزير الخارجية الإيراني، بهزاد صابري أنصاري: إن على أوروبا أن تتحمل تكلفة موقفها، موضحاً أن السياسة الإيرانية الجديدة مرهونة بالموقف الأوروبي من الآلية المالية.
وأضاف أنصاري في مقابلة مع قناة «العالم»: «إذا كانت مواقف الاتحاد الأوروبي إيجابية لتفعيل الآلية فهذا جيد، وإلا فإن المسؤولين الإيرانيين رسموا خريطة طريق، وستكون إيران مرغمة على اتخاذ خطوات أخرى».
وأشار إلى أن ذلك ليس بهدف الابتزاز، ولكن فقط لإعادة التوازن إلى التزامات الجانبين، فضلاً عن أن هذه الخطوات ستكون في إطار الاتفاق النووي.
وعن مستجدات الآلية المالية بين إيران وأوروبا قال أنصاري: إن «الجلسات فيما يخص تفعيل هذه الآلية تسير بشكل طبيعي وتعقد بانتظام، وقد توصلنا إلى نتائج جيدة، ولكننا ما زلنا بعيدين جداً عن التزامات الجانب الآخر».
وعن مدى ثقة طهران في الجانب الأوروبي قال مساعد وزير الخارجية الإيراني»: نحن نستثمر طاقاتنا، ونختبر الخيارات المتاحة أمامنا»، مضيفاً: إن هذا «لا يعني أننا نعقد الأمل» على الأوروبيين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن