سورية

أغلبية اللاجئين السوريين الواصلين إلى ألمانيا ذوو مستويات علمية رفيعة

وكالات :

أعلن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، أن 78% من السوريين المهاجرين الذين وصلوا إلى ألمانيا بين كانون الثاني 2013 وأيلول 2014، ينتمون إلى «الطبقة المتوسطة» ويتمتعون بمستويات علمية رفيعة.
وقال المكتب الاتحادي بحسب وكالة «أ. ف. ب» للأنباء: إن هذه الأرقام «التي تفوق أرقام البلدان الأخرى» تشكل «شرطاً مسبقاً جيداً من أجل اندماجهم» حتى لو أنهم ما زالوا مضطرين إلى تجاوز العقبة المزدوجة المتمثلة باللغة والاعتراف بالشهادات، كما قال المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
وحسب الوكالة فإنه وبغض النظر عن الفقر المدقع، كان عدد من عشرات آلاف المهاجرين واللاجئين الذين يطرقون أبواب القارة القديمة، يدرسون في الجامعات أو يعملون في وظيفة محترمة، قبل أن ترمي بهم الأقدار على طرقات المنفى.
وقالت اريتسو مالاكوتي الخبيرة في مكتب «آلاتي كانسالتينغ» الذي يتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن «السوريين يبحثون عن مكان يجدون فيه نوعية الحياة التي كانوا يتمتعون بها قبل اندلاع الحرب» في بلادهم.
وأضافت: «كان هناك في سورية مستوى معيشة مقبول نسبياً وشعب متعلم. بالتأكيد، كان فيها فقراء». وأعلنت وزيرة العمل الألمانية أندريا ناهليس هذا الأسبوع أن «الطبيب السوري استثناء»، مذكرة في الوقت نفسه بأن قسماً كبيراً من الواصلين إلى أوروبا معوزون ومن دون شهادات.
لكن تحقيقاً آخر جديداً أجرته الإدارة الألمانية لدى اللاجئين الذين يبحثون عن عمل، أشار إلى وجود مهاجرين «محفزين وجاهزين». وأوضح التحقيق أن «هؤلاء الأشخاص كانوا في بلدانهم جزءاً من القوى الفاعلة في المجتمع، وفي ألمانيا، لا يقبلون بأن يعيشوا على المساعدات الاجتماعية».
وقال يواكين فالتر النائب المحلي للحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة أنجيلا ميركل، «يدهشني عندما أتحدث مع سوريين موجودين هنا منذ ستة أشهر أننا نستطيع أن نتفاهم باللغة الألمانية».
وقالت فاتحة ملاطي المسؤولة في هيئة «فرنسا أرض لجوء» التي تساعد طالبي لجوء ولاجئين، إن «حصولك على وضع اللاجئ لا يعني أن تتوقف مسيرتك النضالية، بل بالعكس». وأضافت: إن «الحصول على الرعاية الصحية والحقوق الاجتماعية والاعتراف بالشهادات… مسألة بالغة التعقيد. فالأشخاص الحاصلون على شهادات عالية سيعتقدون أن مسألة حصولهم على تلك الحقوق ستكون سهلة، أو سيضطر معظمهم للعمل في مهن لا تحتاج إلى مهارات. أما الذين يصنفون في أسفل سلم الكفاءات، فإذا ما أضافوا إلى ذلك المشاكل اللغوية، فستكون المسألة صعبة جداً».
ولدى وصولهم إلى فرنسا، يضطر عدد من اللاجئين المجازين إلى العمل في المطاعم وتسليم طلبيات البيتزا أو البحث عن فرصة عمل.
وقد فر بلال المحاسب السابق في حلب، من سورية في 2013 ويعيش قرب باريس. ويقول «منذ سنة حصلت على وضع اللاجئ. لكني لم أجد عملاً بعد، لأني أواجه صعوبات على صعيد اللغة».
وقبل أن يصل هذا الأسبوع إلى جزيرة لسبوس اليونانية، كان محمد الطويل مهندس معلوماتية في دمشق. وقال: «بت لا أجد عملاً في بلادي يساعدني على تأمين حياتي ومستقبلي». وفي الرابعة والعشرين من عمره، يحلم بأن يجد في أوروبا عملاً لا يقوم به إلا المهندسون، لكنه يتوقع أن يحتاج إلى شهادات جديدة.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية الجمعة أن أكثر من 430 ألف لاجئ ومهاجر عبروا المتوسط منذ كانون الثاني الماضي أكثر من نصفهم من السوريين، وأن قرابة 2748 قضوا غرقاً، في حين توقع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو: أن مليون شخص آخرين سينزحون عن ديارهم داخل سورية بنهاية العام إذا استمرت الحرب ما سيزيد على الأرجح من تدفق اللاجئين على أوروبا. وفي 2015 فقط، ستستقبل ألمانيا 800 ألف مرشح للهجرة، وهو رقم قياسي في أوروبا يفوق الرقم القياسي السابق في 1992 عندما استقبلت ألمانيا 438 ألف شخص أثناء الحرب في يوغوسلافيا السابقة. وعلى الأجل المتوسط قد تستقبل ألمانيا 500 ألف شخص سنوياً، كما قال نائب المستشارة سيغمار غابرييل منذ أيام قليلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن