ثقافة وفن

الليث حجو تجاوب معي فوعدني ووفى … هيما إسماعيل لـ«لوطن»: عودتي لا رجعة عنها.. ولا تقف أمام طريقي أي معوقات لتوقفني

| وائل العدس

مَن منا لا يتذكر «اليمامة» في مسلسل «الزير سالم» عام 2000؟ ومن ينسى «سيبلا» في «صلاح الدين الأيوبي» 2001؟ ومن لم يستمتع بأداء شخصية «عائشة» في «صقر قريش» 2002؟
هذه الأدوار المهمة تتقاطع بأن قدمتها ممثلة شابة حينها، كانت خريجة جديدة من المعهد العالي، لفتت الأنظار منذ إطلالتها الأولى، ثم حلت أيضاً ضيفة على الجزء الثاني من «الفصول الأربعة» بشخصية «لينا»، وشاركت في عدة لوحات من الجزء الثاني من «بقعة ضوء» في عام 2002.
إنها الممثلة السورية هيما إسماعيل، التي غابت 17 عاماً عن الأضواء بسبب ظروف العائلة والأولاد وسفرها وإقامتها في الكويت، قبل أن تقرر العودة هذا العام من الباب العريض.
خلال الشهر الكريم أطلت من خلال مسلسل «مسافة أمان» بشخصية «ندى»، وهي فتاة تعود إلى دمشق قادمةً من كندا بعدما علمت بخبر مقتل شقيقها بهدف اصطحاب ابنه معها، لكنها تكتشف أن زوجته ليس لها ذنب بما حصل، فتتعاطف معها وتقويها، قبل أن تعود مجدداً إلى كندا.
«الوطن» استضافت الفنانة العائدة وكان هذا الحوار:

لماذا غبتِ وكيف عدتِ؟
عام 2002 تزوجت وسافرت إلى الكويت لأستقر فيها، ومنذ ذلك الحين وأنا منشغلة بالعائلة، علماً أنني قررت التوفيق بين العائلة والتمثيل لكنني لم أوفق بذلك بعد إنجابي لأولادي الثلاثة فآثرت الابتعاد.
العودة إلى التمثيل كانت هدفاً بعيداً ولكن الظرف لم يكن يسمح لي، لكن الآن وبعد أن كبر الأولاد وأصبحوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم إن تركتهم لوقت طويل قررت العودة، هذه العودة لا رجعة عنها.
عدت عبر مسلسل «مسافة أمان» ودوري صغير ويحتوي على 12 مشهداً فقط، لكنه يحمل في طياته الكثير من الأهمية بسبب الوقوف أمام كاميرا مخرج محترف، والشخصية مهمة من ناحية نقل شخصية «سلام» (سلافة معمار) من حالة الحزن الكبير إلى مرحلة التقبل، ومحاولة التعايش مع الظروف.

ما شعورك عند الوقوف أمام الكاميرا للمرة الأولى بعد العودة؟
فعلياً، مشاركتي في «مسافة أمان» تعد الثالثة خلال 17 عاماً، إذ سبق لي أن شاركت في مسلسلين كويتيين هما «ثريا» 2014 و«بين قلبين» 2016.
ولكن الوقوف أمام الكاميرا في الدراما السورية بشكل عام وأمام الليث حجو بشكل خاص له وقع مختلف، ويشعرك بالتوتر وبالقلق، ويجعلني أسأل نفسي إن كانت أدواتي ستتجاوب معي بعد كل هذا الغياب أم لا.
هذا الوقوف ولّد عندي الكثير من الأحاسيس، لكنني كنتُ سعيدة بعودتي أمام مخرج كبير ولو كان حجم الدور صغيراً.

بعد الغياب الطويل.. ألا تشعرين أنك ستبدئين من الصفر مجدداً؟
منطقياً، أشعر بأنني سأنطلق من بداية الطريق، ولكن ليس من نقطة الصفر بكل تأكيد، فأنا خريجة المعهد العالي للفنون المسرحية، ومشاركاتي الدرامية بعد التخرج مازالت تشاهد حتى الآن، ورصيدي المسرحي زاخر مع فنانين كبار، وأصدقائي في الوسط الفني كثر ولدى معظمهم إيمان بي وبموهبتي.

وسط زحمة الممثلات، ما خططك للعودة إلى الساحة الفنية بقوة؟ وهل أنت قادرة على ذلك بعد كل هذا الغياب؟
لم أرسم لنفسي أي خطط، وكل ما أسعى إليه إيصال فكرة أنني جاهزة للمشاركة في أي عمل فني، في كل زمان ومكان، وإن كان مكاني مازال فارغاً فإنني متحفزة لإشغاله مجداً، وضمنياً لا تقف أمام طريقي أي معوقات لتوقفني.

كيف عدتِ؟ وماذا قلتِ للمخرج الليث حجو؟ وكيف قابل الموضوع؟
منذ أربع سنوات وأنا أجاهر باستعدادي للعودة أمام معظم الزملاء في الوسط الفني، لكن كلامي لم يكن مفيداً وذهب أدراج الرياح، لذلك توجهت إلى المخرج الليث حجو وأخبرته بشكل واضح وصريح أنني أتوق للوقوف أمام كاميرته، فكان واضحاً معي وتجاوب معي ومنحني فرصة المشاركة في «مسافة أمان»، فوعدني ووفى.

هل توجهت لمخرجين آخرين؟ وهل تعرضتِ للخذلان وقتها؟
أكيد، تعرضت للخذلان من أصدقاء وزملاء لهم كلمتهم في الوسط الفني، لكنني في الوقت نفسه كنتُ محظوظة بوقوف فنانين كبار إلى جانبي، ولا أنسى موقف الفنان الكبير سلوم حداد بترشيحي لأكثر من عمل، لكن الظروف حينها كانت تقف ضدي.
هل تؤثر إقامتك في الكويت على مشاركاتك من ناحية الكم على أقل تقدير؟
لن ولم تؤثر أبداً، أنا جاهزة وتحت الطلب، ولا مشكلة عندي إن كان بالوقت أو المسافة أو حتى المادة، ومعظم العاملين في الوسط الفني أصبحوا على دراية تامة بذلك، وكل ما هنالك أنني سأسافر بالطائرة مدة ساعتين فقط.

كيف قرأتِ صدى مسلسل «مسافة أمان».. وكيف وجدتِ نفسك من خلال الدور رغم قلة عدد المشاهد؟
فخورة ولي الشرف بالمشاركة في «مسافة أمان» لما يحصده من أصداء إيجابية أولاً، ولما يضمه من كادر متميز ثانياً.
كنتُ أتمنى لو أن دوري كان أكثر أهمية، ولا أقصد هنا مساحة الدور وإنما حجم التأثير، لكني متفهمة لظروف الإنتاج التسويقية، وأؤمن أن المخرج الليث كان يستشف أدواتي كممثلة، تماماً كما كنتُ أفعل مع ذاتي، وأشكره جزيل الشكر لأنه فتح أمامي باب العودة بكل رحابة صدر.

كيف وجدتِ الدراما السورية بشكل عام؟
الدراما السورية أثبتت قدرتها على العودة بقوة، والمنافسة من جديد بعدما نفضت عنها غبار الحرب، وأرى أنها وضعت قدماً في الطريق الصحيح هذا العام.

ما الأعمال التي تتابعينها في رمضان؟ ماذا أعجبك؟ ومن لفت نظرك؟
بسبب ضيق الوقت، أتابع عدداً محدوداً من الأعمال هي «مسافة أمان» و«حرملك» و«الهيبة – الحصاد» و«خمسة ونص»، وبعد اختتام الموسم الرمضاني سأضع قائمة أخرى من المسلسلات لمتابعتها خاصة أنني من عشاق الدراما والتلفزيون.
كثيرون من الممثلين أثاروا إعجابي، وأشعروني بالمتعة، وهذه السنة أشعر أن هيا مرعشلي أدهشتني وأتوقع لها مستقبلاً باهراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن