ثقافة وفن

دار الأسد للثقافة والفنون تعلن مشاريعها الجديدة … أندريه معلولي: ننظر للحلم من خلال الواقع ولا نُطلق الشعارات إلا ضمن المتاح

| سوسن صيداوي ت: طارق السعدوني

بناء الإنسان السوري هو الواجب على كل المؤسسات، والأمر يتطلب منها جهودا جبارة كي تشبّك بعضها مع بعضٍ، لتحقيق كل المشاريع التي تصبّ في الهدف أعلاه. نحن نقول إننا سوريون وأبناء حضارة، وما حصل خلال السنوات العشر الماضية، يتطلّب تصحيحات جذرية في مفاهيم وأفكار وتقاليد أثبتت تحطيمها وتقييدها للفكر، وحبس الإنسان وتحديده وتحجيمه كي لا يواكب أو يسعى للاستمرار في التطور. إذاً الصرخة اليوم يجب أن تهزّ كل معنيّ وصاحب قرار للعمل الفعلي في هذا المشروع، واليوم وانطلاقا من أن الأشرار لا يحبون الموسيقا، حان الوقت كي تفعل الأخيرة فعلها في النفوس من الكبار وعلى التحديد الصغار. مشاريع وأطروحات ضمن خطة عمل أعلنها مدير عام الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون، عبر مؤتمر صحفي، انطلق خلاله من سدّةٍ – دار الأسد- هي سفيرة سورية إلى العالم، وأيضاً الواجهة التي تعبّر عن فكرنا وما نتبناه حقا، لكون الثقافة هي الجسر الذي يربط بيننا وبين حضارات العالم الأخرى. وحول المزيد من مشاريع واقتراحات شملها المؤتمر نفيدكم.

في بداية المؤتمر
بين مدير عام الهيئة المايسترو أندريه معلولي أن إنجاح العمل لا يتم بيد واحدة، بل عن طريق مجموعة «دائماً أقول إن الثقافة والإعلام يجب أن يعملا معا لإنجاح أي عمل كي نرتقي به. متابعاً بأن الغاية من المؤتمر هي تسليط الضوء على كلمة دار الأوبرا، وما ترغب في تحقيقه من مشاريع ضمن خطة العمل. وتعدّ الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون سفيرة سورية إلى العالم، وهي الواجهة الحضارية لتقديم الفكر الذي نتبناه ضمن الفنون التي تطرح، والشيء المؤكد أن مسرح الأوبرا مكان لتقديم العروض النوعية، سواء أكانت عربية أم عالمية، وكي نكون فريق عمل متكاملاً قمنا بتشكيل لجنة (البرمجة والمشاهدة) التي تجتمع كل شهر مرة لتقييم العروض الفنية المطروحة ودراستها لاستخلاص أفضل ما يمكن تقديمه على مسارح الدار وهي: مسرح الأوبرا، مسرح الدراما، والمسرح المتعدد الاستعمالات. وهنا نعلن بأنه لم يعد للدار علاقة بما يخص مجمع دمر الثقافي، فعروضه الفنية لم تعد تخضع لآلية التقييم المتبعة في دار الأسد، ولقد عاد المكان إلى وزارة الثقافة في التبعية».

حول المشاريع
بالنسبة للرؤية التطويرية بدار الأسد تابع مديرها العام حديثه مشيراً إلى أن كل الموسيقا جميلة إذا استخدمنا المكان والزمان المناسب له، ويضيف: «نحن في مرحلة جديدة تقتضي عمل مختلف، وكفريق هدفنا واحد للارتقاء بهذا المكان، كي ننقل صورة صحيحة عن الإنسان السوري، لذلك من أهدافنا في مشاريعنا(استثمار الإنسان) من خلال بناء جيل قادر على حمل الجسر الثقافي إلى العالم، ويكون ناقلا للصورة الحضارية التي تمكّن الجانب الأخر من الحضارات بالتعرف الصحيح علينا وعلى فكرنا ومفاهيمنا وبالتالي مخزوننا الحضاري». مؤكداً أن البداية ستكون بالتعاون مع وزارة التربية للتوجه نحو الطفل السوري الذي هو المستقبل القادم، بالتخطيط مع المدارس لإقامة زيارات دورية للدار، ليتعرف التلاميذ بالدار كصرح حضاري، هذا وإكسابهم ثقافة حسن الاستماع والإصغاء للموسيقا، مع اكتساب ثقافة حضور المسرح، عبر التمكن من الانتظام في الدخول والخروج والجلوس، هذه التفاصيل التي يجب الانتباه لها وتعزيزها في التربية الناجحة لهم، هذا مع التفكير الجدّي في إقامة عروض خاصة بهم ولو كانت صباحية.
ومن المشاريع المطروحة أيضا، تفعيل التشاركية بين دار الأوبرا والمعهد العالي للموسيقا وللفنون المسرحية بشكل أكبر، حيث ستهتم الدار بالمواهب الشابة الواعدة، مع تقديم الفرص الجادة لها عبر تقديم عروض منظّمة لهم. وهنا أشار إلى مشروع جديد وهو صناعة نجم نخبوي خاص بدار الأوبرا، بمعنى أن هذا النجم لا يغني إلا في الأوبرا ولا يمكن الاستماع إليه وحضور حفلاته إلا في الدار.

للتراث مشروع
وفي معرض الحديث وضمن المشاريع الجديدة التي ستنفذها الهيئة العامة، شدد مديرها العام على ضرورة الحفاظ على مخزوننا التراثي لكونه هويتنا والتي يجب أن نحافظ عليها مهما بلغت التطورات، فمن خلال لجنة مختصة بالتراث السوري، ستقوم بالبحث عن الأغاني التراثية لإصدار ألبومات خاصة، وليتم توزيعها على المراكز الثقافية العالمية، مشيراً إلى أن هذا التراث سيغني المكتبة الموسيقية التي أصبحت جاهزة في الدار، والتي ستؤمن كل ما يلزم الإذاعات والمحطات التلفزيونية. مع التركيز على تفعيل استديو الدار للاستفادة منه في إنتاج التسجيلات المطلوبة، إضافة إلى العمل على صيانة الأجهزة الحالية، مع توفير أجهزة جديدة بالمواصفات العالمية وضمن الإمكانيات المتاحة.

حول العروض
وفي جانب من المؤتمر تمّ الحديث عن العروض التي تقدمها الهيئة، وهنا لفت المايسترو أندريه معلولي بأن الدار ستكون شريكة في العروض الخاصة والعامة، وحتى ترتقي الدار بالأعمال المقدمة أشار إلى أنها لن توافق على العرض ما لم يكن جيداً وذا قيمة فنية بنسبة لا تقل عن 75 بالمئة، مؤكداً أن قراراً كهذا هو ممتد إلى كلّ ما تحتضنه الدار من فنون موسيقية وغنائية ومسرحية وحتى فن تشكيلي، الأخير الذي تأسست بخصوصه لجنة تقييم بالأعمال التي ستقدمها المعارض المنظمة. أما عن معايير تقويم واختيار العروض، شدد على أن قرار رفض أي عرض لن يكون فرديا، بل سيُتخذ من كل أعضاء اللجنة، لكون الغاية من القرارات هي تقويم أداء العروض المختارة وتطويرها كي تكون مستوفية للشروط المطلوبة ولائقة فنيا وثقافيا. وعن المعايير التي يجب أن تستوفى في العروض، أوضح أن العروض يجب ألا تتعارض مع الثوابت الوطنية، وتكون متفقة مع الثقافة العامة، بل تتلاقى مع مضامين الهيئة العامة من حيث الأهداف والطموحات، وتكون ضمن السوية الفنية العالمية.
وبحسب معلولي، ابتداءً من بداية الشهر السابع للعام الحالي، ستكون كل الحفلات مسائية، ولاحقا سيتقدم توقيتها إلى الساعة الثامنة أو التاسعة مساء، لكون الأمور كلّها متجهة للتحسن، عدا أن هذا التوقيت سيستقطب أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. في إشارة منه إلى أن العروض الموسيقية لن تكون متتابعة، بل ستقدّم في فترات متباعدة، بحيث يبقى الجمهور المتابع متشوقا للحضور.
وفي الختام أكد ضرورة تفعيل مكتب العلاقات العامة بالدار، لفتح مجال التواصل مع الأقطار العربية والعالم، لتنشيط إقامة الحفلات، مؤكداً أنه لولا الأوضاع التي مرّت على وطننا، ولولا الإعلام المغلوط حول الحقائق، لكانت شريحة كبيرة من النجوم العالميين الموسيقيين والمغنيين تتوق شوقاً للقدوم لإحياء حفلات في دار الأوبرا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن