رياضة

بعد مشاركة فريق الاتحاد الآسيوية … النسخة هي الأسوأ بتاريخه والغالبية انشغل بالسياحة

| حلب- فارس نجيب آغا

هي النسخة الأسوأ بلا شك التي خرج منها الاتحاد جاراً أذيال الخيبة في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي وهو البطل الذي توج على عرشها عام 2010 ولكن شتان ما بين تلك الأيام والحاضر وطبعاً سيكون نوع من الظلم والقسوة أن تحضر هنا المقارنة فجميع المعطيات والظروف تغيرت بشكل كبير ومن راهن على الفريق فهو مخطئ في ظل تغييرات كبيرة وفوضى حضرت بشكل مريب نالت من الأخضر واليابس وضربت الفريق من جذوره وفتتت تربته ونعتقد أن الوضع الإداري الهش كان سبباً رئيسياً في وصول كرة الاتحاد لهذا الوضع المزري فغاب الانضباط والالتزام وحل مكانه الفلتان وضعف الانتماء وقلة الحس مع هرولة معظم اللاعبين على مستحقاتهم المالية دون أن يقدموا شيئاً يمكننا الحديث عنه وحتى الناحية التربوية سقطت في ناد كان يعتبر مدرسة بالأخلاق والثقافة وكل ذلك تبدل من خلال نوعية لاعبين معظمهم أقرب بمستواهم لفرق الأحياء الشعبية وما بذخته إدارة النادي من ملايين كان في غير محله لصفقات غير منطقية ولا ترتقي لاسم وسمعة الاتحاديين حيث بات النادي بوابة عبور في ظل غياب الرؤية وحسن انتقاء النوعية المطلوبة مع التفريط ببعض لاعبي الاتحاد الذين كانوا الأجدر بالبقاء بدلاً من القادمين الذين كلفوا خزينة النادي الشيء الكثير ، وفي نهاية المطاف احتل الفريق قاع ترتيب مجموعته التي ضمنت الجزيرة الأردني والكويت الكويتي والنجمة البحريني عبر تعادل يتيم وخمس هزائم متتالية رافقه أداء محبط قرأناه في عيون اللاعبين الذين كانوا مهزومين قبل دخولهم أرض الملعب وغالبيتهم ذهب للسياحة والتبضع ببلاد الخليج دون امتلاكهم شيئاً من الغيرة والحس الذي بدا بعيداً عنهم لذلك دفع الاتحاد الثمن وخرج من الدور الأول بهزائم تاريخية يصعب نسيانها مع فريق منتهي الصلاحية ولاعبين أشباح جل همهم كما أسلفنا السياحة والفلتان وتعدي الخطوط الحمراء مع الجهاز الفني والإداري نتيجة غياب المحاسبة والمتابعة من قبل مجلس الإدارة الذي كان حاضراً على تلك الفصول دون ردة فعل قاسية يفترض حضورها وإيقاف كل لاعب عند حده لكن جرت الرياح كما يشتهي البعض ضمن فريق ممزق من الداخل لم يستطع أحد محاسبته لتسدد الفاتورة وليستحق الاتحاد مركزه الأخير بجدارة واستحقاق.

أخطاء كثيرة
مشـكلة الفريـق تعـود للسـنوات الماضيـة من حيث نوعية العمل بملــف كـرة القدم حيث كانـت ارتجالية في كل شيء بداية من التعاقدات ونهاية بقضية المدربين الذين تعاقبوا على الفريق ومن الطبيعي أن لكل مدرب فلسفته الخاصة به وعندمــا تأتي بثلاثة مدربين كل موسم فهذا دليــل كــاف على سوء العمل ما أدخل الفريق بمطبات كثيرة ، الفريق للأمانة لم يكن مؤهلاً لأن يدخل مسابقة كهذه لأن الشريحة الموجودة من اللاعبين لا يؤهلهم مستواهم لمقارعة تلك الأندية التي تمتلك محترفين وأموالاً جهزت من خلالها فرقها على حين جميع البالونات الإعلامية التي انتشرت حول جلب محترفين كانت غير دقيقة ولم تصل لحد الجدية ناهيك عن أن هناك لاعبين دفعت بهم أموال يصعب هضمها لعدم أحقيتهم بها ولا ندري كيف تقاس الأمور في هذا النادي وعلى أي أساس تجري التعاقدات ومن هنا عندما تكون البداية خاطئة فمن الطبيعي أن تستمر وتتفاقم أكثر.

هزيمة ليست بمحلها
الاتحاد قص شريطه في البطولة بلقاء الكويت الكويتي واعترف الجميع بصعوبة المهمة أمام فريق بطل الكويت ومعظم لاعبيه من النخبة وفي عداد المنتخب الأول لكن الاتحاد تمكن من انتزاع نقطة ثمينة بعد كفاح طويل على مدار الشوطين وكانت تلك بداية الأمل لدى الجماهير التي كانت تطمح باحتلال المركز الثاني على أسوأ حال بعد هذا التعادل مع حزمة مالية جيدة وزعت على اللاعبين بعد النهاية فوراً تحفيزاً لهم ، اللقاء الثاني مع النجمة البحريني احتضنه ملعب نادي الجزيرة في أبو ظبي وهي الأرض التي اختراها الاتحاد وتوقع الجميع أن يخرج الاتحاد منتصراً بعد الأداء الذي قدمه أمام الكويت لكن خابت التوقعات وخرج الاتحاديين بهزيمة كان من المفترض تداركها نتيجة رعونة مهاجميه الذين أهدروا فرصاً غير معقولة لتشير اللوحة الى فوز النجمة في النهاية بهدفين لهدف ولتتعقد الأمور أكثر كون اللقاء القادم سيكون مع الجزيرة الأردني المتصدر.

فقدان المحاسبة
الاتحاديون شدوا الرحال إلى عمان وهم يعلمون صعوبة المهمة جيداً وعلى غير المتوقع ضرب المتصدر ضيفه برباعية كانت ثقيلة جداً أقامت الدنيا لأن الاتحاد لم يسبق له أن خسر بهذه النتيجة القاسية مع أداء مخجل ولاعبين كانوا أشباحاً لم يتمكنوا من الصمود أمام منافسهم وبذلك باتت حظوظ الاتحاد صعبة حتى في ملامسة المركز الثاني لأن الأمور كشفت وتبين أن الفريق عاجز عن الحصول على نقطة فيما تبقى له من مباريات وهو ما حدث بالضبط حيث عاد الاتحاد ليهزم في مرحلة الإياب من الجزيرة بهدفين نظيفين وهي ذات النتيجة تكررت أمام الكويت الكويتي واختتم مواجهاته بالخسارة من النجمة البحريني بهدفين لهدف ليحتل المركز الأخير بنقطة وحيدة ، الاتحاد لعب ست مباريات تعادل بواحدة وهزم بخمس وسجل هدفين وتلقت شباكه اثني عشر هدفاً وسجل له رأفت مهتدي وعمار الشعبان وظهر الاتحاد بصورة الفريق الذي كان ممر عبور لخصومه ولم يستطع أن يقاوم لأن الفوارق كانت كبيرة جداً مع مشاكل داخلية لفريق مزقته الخلافات نتيجة فقدان المحاسبة وتغييب مبدأ العقاب فيما حضر فقط مبدأ الثواب ، ما حدث مع الفريق كان ضمن المتوقع لمن يعلم الكواليس الداخلية فلم يكن هناك أي انضباط ولم يكن هناك أي متابعة من قبل المسؤولين واكتملت الصورة بوجود شريحة من اللاعبين الذين تعالوا على النادي في كثير من المناسبات وخرجوا عن النص بشكل سافر لم نشهده في هذا النادي من قبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن