سورية

الخميس المقبل يزور دمشق والتقى شكري في القاهرة … دي ميستورا: الأولوية في سورية للحل السياسي «ومن ثم مكافحة الإرهاب»..!!!

القاهرة – رلى الهباهبة :

استبق المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا زيارته الخميس المقبل إلى دمشق بالتأكيد على أولوية الحل السياسي في سورية على مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي لا يتلاءم مع ما يجري على أرض الواقع في سورية من إرهاب يحصد يومياً عشرات الأرواح البريئة ويدمر المزيد من البنى التحتية، ويتناقض مع قرارات مجلس الأمن وبيانه الأخير حول ضرورة وقف تدفق الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم، الأمر الذي يمكن أن يصعب من محادثاته المقبلة مع  القيادة السورية.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي مشترك له مع العربي عقب جلسة مباحثات بينهما أمس: إن هناك فرصة واحدة لإمكانية الوصول إلى حل سياسي في سورية وهي بيان جنيف 1 لعام 2012، مؤكداً أن عسكرة الصراع في سورية بات الاتجاه السائد حالياً. وأضاف دي ميستورا: إن هناك ضمن خطته الحالية لحل الأزمة السورية، عرضين مكملين لبعضهما البعض، الأول: يتمثل في مجموعة عمل تهدف إلى إيجاد مستقبل للشعب السوري، والموضوع الأساسي في هذه المجموعة هو مكافحة الإرهاب، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود إشكالية في معالجة هذا الموضوع حيث لا يمكن مكافحة الإرهاب من دون التوصل إلى حل سياسي. وأوضح دي ميستورا أن مجموعة العمل الثانية تتعلق بالحفاظ على مؤسسات الدولة السورية لتجنب ما حدث من انهيار لها في ليبيا والعراق والصومال، إضافة إلى مناقشة المسائل الأمنية والعسكرية من السوريين أنفسهم. ولفت دي ميستورا إلى أنه كلما التقى أي شخص أو مسؤول في سورية يؤكد له ضرورة أن يكون الحل المنشود متفقاً عليه من دول الإقليم ولهذا جاء التفكير في تشكيل مجموعة اتصال من الدول التي يمكنها أن تساهم بشكل فعال في الحل إضافة إلى بعض الدول التي يمكن أن يكون لها دور في الحل.
وأكد دي ميستورا أن الصراع في سورية لا يمكن أن ينتظر من دون حل أكثر من ذلك، منبها إلى أزمة اللاجئين التي تتفاقم بسبب استمرار هذا الصراع، وإلى أن المنظمات الإرهابية تواصل تدفقها إلى داخل الدولة السورية ما جعل المجال مفتوحا لعسكرة الأزمة أكثر من إيجاد حل لها، الأمر الذي جعل الخاسر الأكبر هو الشعب السوري ودول الإقليم، ومشدداً على ضرورة أن تكون مجموعات العمل الخاصة بالمسائل العسكرية والأمنية مقتصرة على الأطراف السورية فقط وخاصة أن المشكلة تخص السوريين أنفسهم.
وعبر دي ميستورا عن أمله في أن يحظى الموضوع السوري بالاهتمام الأكبر خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة نهاية الشهر الجاري.
كما وصف دي ميستورا اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب الأحد ولقاءاته الثنائية مع عدد من وزراء الخارجية بأنه شكل فرصة مهمة لشرح الوضع في سورية وإمكانية الوصول إلى حل سياسي، مجدداً التأكيد أن الفرصة الوحيدة للحل هي تنفيذ جنيف 1.
من جانبه أكد الأمين العام للجامعة العربية أن الشعب السوري يعاني بشكل غير مسبوق بسبب الأزمة السورية التي تمثل أكبر مأساة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.
وقال العربي: إن دي ميستورا تحدث بوضوح مع الوزراء العرب حول الهدف الذي تسعى إليه كل من الأمم المتحدة والجامعة العربية وهو تنفيذ بيان جنيف 1، بهدف إنهاء القتال في سورية والعمل على عودة السلام والاستقرار إليها.
وعقب لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري، أشار دى ميستورا في تصريحات لعدد من المحررين الدبلوماسيين، إلى أهمية اللقاء الذي عقده مع الوزير وخاصة في إطار دعم مصر للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لإيجاد حل للأزمة السورية الحالية.
وأضاف: إنه وكما تم التأكيد أمس خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة فإنه لا يوجد حل عسكري للأزمة ولكن الحل السياسي هو الوحيد للوصول إلى نهاية.
وشدد على أهمية أن يتحاور السوريون مع بعضهم البعض.. مشيراً إلى أهمية تشكيل مجموعة عمل تهدف إلى إيجاد مستقبل للشعب السوري، وأن الموضوع الأساسي في هذه المجموعة، هو مكافحة الإرهاب، ومجموعة عمل أخرى تتعلق بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية بالإضافة إلى مناقشة المسائل الأمنية والعسكرية من قبل السوريين أنفسهم.
وأوضح أنه ينبغي أيضا تشكيل مجموعة الاتصال التي تضم بلداناً يمكنها أن تقوم بدور في حل الأزمة.. لافتاً إلى أن مجلس الأمن الدولي سيقوم بتحديد تلك الدول.
وقال: إن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستناقش الأزمة السورية وخاصة مع تفاقم أزمة تدفق اللاجئين.
وعلمت «الوطن» منذ يومين أن ستيفاني كوري المستشارة لدى دي ميستورا قد زارت دمشق الخميس الماضي وقدمت لدمشق إجابة عن الاستفسارات السورية تجاه خطة دي ميستورا على أن يستكمل الأخير خلال زيارته الخميس المقبل إلى دمشق المباحثات مع الخارجية السورية والتي لم تعلن حتى الآن أي موقف سلبي أو إيجابي تجاه خطة المبعوث الأممي.
وكان من المتوقع أن يعلن دي ميستورا عن إطلاق أعمال خطته بورشاتها الأربع بعد الغد في الخامس عشر من أيلول كما سبق أن أعلن عن ذلك سابقاً، لكن الغموض الذي يحيط بما قدمه من أفكار وخطة عمل بقيا عائقاً أمام إطلاق الخطة.
واللافت في خطة دي ميستورا الجديدة أنها لا تأخذ بالحسبان التهديد الإرهابي اليومي الذي يعيشه السوريون، إذ يعتبر المبعوث الأممي أن ملف الإرهاب والملفات الأخرى على ذات المستوى، الأمر الذي يتناقض مع قرارات مجلس الأمن وبيانه الأخير حول ضرورة وقف تدفق الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم وتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وباشر دي ميستورا تحضيراته لإقامة ورشات العمل الأربع التي أعلن عنها (الأمن والسياسة والإرهاب والدستور وإعادة البناء) وحجز القاعات وعين رؤساء جلسات من دون أن يحصل على موافقة كل الفرقاء وخاصة دمشق على خطته المؤلفة من 60 صفحة!
واعتبر عدد كبير من المراقبين أن خطة دي ميستورا لا تراعي الواقع السوري والخطر الذي يقتل ويهدد السوريين يومياً وأنها في معظمها تلبي طموحات وأوهام الدول المعادية لسورية دون أن تأخذ بالحسبان رغبة السوريين وتطلعاتهم تجاه مستقبل بلدهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن