رياضة

نكون أو لا نكون.. شعار العرب في أمم إفريقيا

| الجزائر- جمال الدين عزوز

ساعات وينطلق أكبر عرس كروي في القارة السمراء كأس أمم إفريقيا في نسختها ال32 التي أبت إلا أن تحط رحالها هذه المرة عبر ملاعب أم الدنيا –مصر- لتكون مسرحاً لها، بداية من الـ21 الجاري إلى غاية الـ19تموز، ويتوقع المتتبعون والمهتمون بشؤون الكرة الإفريقية أن تشهد هذه الدورة مستوى كروياً متطوراً ومتميزاً بالنظر طبعاً لما عرفته أغلب المنتخبات المشاركة في هذه النسخة من مستوى فني متقدم رافق مشوارها الذي سبق هذه النهائيات التي ستعرف زيادة في عدد المنتخبات المشاركة مقارنة بالدورات السابقة ليصل إلى 24 منتخباً. ولعل ما سيميز هذه الدورة هو من دون شك المشاركة العربية، التي ستشهد خمسة منتخبات عربية: مصر – البلد المنظم- والجزائر وتونس والمغرب إضافة إلى موريتانيا.
الشيء الذي سيضفي من دون شك على مجمل مباريات مختلف المجموعات الست طابع الإثارة والندية، وسنحاول أن نستعرض استعدادات«عرب إفريقيا» لهذا الموعد الكروي المهم وحظوظ كل منتخب.

الفراعنة وفرصة كبيرة
مع آخر مشاركة لمصر ضمن النسخة السابقة للكأس التي احتضنتها الكونغو عام 2017 تمكن – الفراعنة – من الوصول للمباراة النهائية وواجهوا منتخب الكاميرون وأظهروا خلالها مستوى متطوراً جداً، وخاض رفقاء – لاعب آرسنال الإنكليزي – محمد النني – صاحب هدف مصر الوحيد في هذا النهائي مباراة تاريخية وانهزموا فيها بنتيجة 2/1.
ويبدو أن فرصة رد الاعتبار قد بدأت ملامحها تلوح في الأفق أمام أبناء المدرب المكسيكي خافيير اغيري وخاصة إذا ما أحسن رفاق نجم المنتخب محمد صلاح توظيف عاملي الأرض والجمهور بشكل جيد، وبحسب آخر الأخبار الواردة من بيت «الفراعنة» فإن المنتخب يواصل إقامة معسكره التدريبي ببرج العرب في أجواء وصفت بالجيدة، وخاصة بعد تحقيق المنتخب لفوز بهدف من دون رد بتوقيع المحترف المحمدي في المباراة الودية التي لعبت نهاية الأسبوع وجمعته بمنتخب تنزانيا، وتحسنت الصورة الهجومية بالفوز على غينيا 3/1.
المنتخب المصري ضمن المجموعة الأولى إلى جانب الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي وأوغندا.
وبحسب المختصين فإن القرعة قد كانت إلى جانب «الفراعنة» وقد تسهل بشكل كبير عبور المنتخب إلى الدور الثاني والاقتراب بشكل أكبر من منصة التتويج.

المحاربون وتحديات بلماضي
يبدو أن مهمة المدرب الجزائري جمال بلماضي والتحدي الذي يرغب في رفعه هذه المرة مع «محاربي الصحراء» لن يكون بالأمر السهل، وخاصة بعد أن أوقعت القرعة المنتخب في مجموعة اعتبرها الكثيرون بالمجموعة الصعبة، ولاسيما أنها تضم المنتخب السنغالي المنظم والزاخر بالنجوم الكبار على شاكلة النجم «الليفربولي» – ساديو ماني– وللعلم فقد سبق لرفاق – رياض محرز – نجم مانشستر سيتي أن واجهوا هذا المنتخب خلال النسخة الماضية للبطولة وانتهى اللقاء بتعادل المنتخبين 2/2.
ذلك إضافة إلى منتخب كينيا الذي يبقى مرشحاً للبروز في هذا «الكان»، والشيء نفسه نقوله عن منتخب تنزانيا الذي خاض مؤخرا مباراة تحضيرية أمام منتخب مصر وانهزم بصعوبة بهدف دون رد.
من جهته ما زالت معالم تشكيلة «المحاربين» لم تترسم جراء التغييرات التي عرفتها قائمة المنتخب ولاسيما بعد إبعاد المحترف – بلقبلة- لأسباب انضباطية والغياب الذي تركه نجم – نابولي الإيطالي – فوزي غولام- الذي يعتبر الورقة الرابحة في تشكيلة –بلماضي.

ويســـــتمر «محاربــــو الصحراء» في إقامـــة معســكرهم التـــدريبي بالدوحـــة في أجــــواء مميـــزة، حيـــث يواصـــل الطاقم الفني للمنتخب تنفيذ برنامجه الإعدادي، ولاسيما بعد سلسلة الملاحظات التي تم تسجيلها خلال المواجهة الودية أمام منتخب – بورندي- والتي انتهت بنتيجة 1-1 قبل الفوز على مالي 3/2.
أسود الأطلس ورينار
يواصل منتخب أسود الأطلس سلسلة تحضيراته المكثفة في معسكره التدريبي بالقرب من العاصمة – الرباط، وقد شهد المعسكر غياب هدافه عبد الرزاق حمد الله بداعي تعرضه لإصابة ستمنعه من المشاركة في النهائيات المرتقبة، وقد خاض أبناء الفرنسي هيرفي رينار مباراة ودية أمام غامبيا وخسروها بواقع هدف من دون رد، ويبدو أن مهمة – أسود الأطلس – هذه المرة لن تكون سهلة ما دامت القرعة أوقعته ضمن أصعب مجموعة بجوار كوت ديفوار وجنوب إفريقيا إضافة إلى ناميبيا.
هذه المنتخبات التي يعرفها بشكل جيد مدرب المنتخب المغربي – رينار – ولاسيما المنتخب الايفواري الذي كان له شرف التتويج معه باللقب الإفريقي عام 2015 فهل ستكون خبرة الثعلب رينار كافية لفك شيفرة هذه المنتخبات؟ وهو الذي خسر أمام زامبيا 2/3 أمس الأول.

نسور قرطاج واستخلاص الدروس
بحسب التصريحات الأخيرة لمدرب المنتخب التونسي الفرنسي – الآن جيرس– فإن أهداف القائمين على الشأن الكروي بتونس ستكون محصورة في الوصول إلى سدة التتويج ولعب الأدوار الأولى، وقد تكون نتائج المباريات الودية التي خاضها رفاق نجم المنتخب ومدلل الجماهير التونسية والعائد لتشكيلة المنتخب – يوسف المساكني- خير دليل على ذلك إذ تفوق «النسور» في مباراتهم الأولى على المنتخب العراقي بواقع هدفين دون رد، كما حققوا فوزاً مميزاً على وصيف بطل النسخة الأخيرة لكأس العالم منتخب كرواتيا بنتيجة 2-1.
كل هذا حصل في الوقت الذي اتخذ المدرب جيرس قرارات تمثلت في استبعاد كل من ظهير المنتخب ونجم الأهلي المصري «علي معلول» وركيزة المنتخب «فخر الدين بن يوسف» الملقب بـ«الروج». فهل سينجح «جيرس» في التحليق عالياً وهل يتمكن من تجاوز عقبة منتخبات مالي وانغولا وموريتانيا؟

موريتانيا مفاجأة النهائيات
يجمع أغلب أهل الاختصاص في الشأن الكروي على أن منتخب موريتانيــا أو كما يطلق عليه لقب منتخب «المرابطون» سيكون مفاجأة الدورة بعد المستوى الجيد والمتميز الذي ميز مشواره في التصفيات المؤهلة لهذا الموعد الكروي. ويعتبر تأهل المنتخب الموريتاني تاريخياً، لكونه الأول من نوعه بقيادة المدرب الفرنسي «مارتينزكورينتين».
وبهدف ضمان نتائج جيدة ومشاركة مشرفة في هذا «العرس» يكثف رفقاء «الكابتن» مولاي أحمد خليل معسكرهم التدريبي الثاني بمدينة «مراكش» المغربية بعد انتهاء معسكرهم التدريبي الأول بالعاصمة نواكشوط بتحقيق الأهداف المسطرة، ومحطته الاستعدادية الأخيرة شهدت فوزه على مدغشقر 2/1، ومهما تكن النتائج التي سيحققها «المرابطون» ضمن هذا «العرس الإفريقي»، فإن وصول هذا المنتخب الشاب لنهائيات أمم إفريقيا يعد في حد ذاته انتصاراً بحلاوة التتويج.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن