الأولى

نسف «موسكو» و«جنيف» وقرارات مجلس الأمن وبيانه الأخير.. واصطف إلى جانب الرياض … دي ميستورا في دمشق الخميس

استبق المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا زيارته المرتقبة إلى دمشق يوم الخميس القادم، بالتأكيد من القاهرة على أولوية الحل السياسي في سورية على مكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذي لا يتلاءم مع ما يجري على أرض الواقع في سورية من إرهاب يحصد يومياً عشرات الأرواح البريئة ويدمر المزيد من البنى التحتية، ويدفع بالآلاف للهجرة ويتناقض مع قرارات مجلس الأمن وبيانه الأخير حول ضرورة وقف تدفق الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم، كما ينسف تفاهمات موسكو التي أكدت على أولوية مكافحة الإرهاب، واصطف بتصريحاته أمس إلى جانب الرياض ومن خلفها واشنطن اللتين تتبنيا الإرهاب من أجل الوصول إلى الحل السياسي الذي يطمحون إليه، الأمر الذي يمكن أن يصعب من محادثاته المقبلة مع القيادة السورية.
ومن المرتقب أن يصل دي ميستورا إلى دمشق الخميس القادم للقاء نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم لتقديم مزيد من الردود حول استفسارات دمشق حول خطته المطروحة.
وكانت مستشارته ستيفاني خوري زارت دمشق الخميس الماضي وقدمت بعض الردود على أسئلة دمشق على أن يستكملها دي ميستورا الخميس القادم مع الوزير المعلم.
وبحسب مصادر مراقبة في دمشق فإن المبعوث الأممي يبدو أنه بات يتبنى كلياً وجهة النظر الأميركية السعودية بضرورة «حماية الإرهاب» حتى الوصول إلى حل سياسي يرضي أوهامهما، وهو ما تسميه الرياض بـ«الحل العسكري» للأزمة والمقصود فيه «الحل الإرهابي».
واعتبرت المصادر أنه سيترتب على دي ميستورا أن يشرح خلال محادثاته في دمشق كيف يمكن أن يكون الحل السياسي مقدمة لمكافحة الإرهاب الممول سعودياً وقطرياً وتركياً، وكيف يمكن لمبعوث أممي تجاهل قرارات مجلس الأمن الملزمة تجاه مكافحة الإرهاب.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي مشترك أمس له مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عقب جلسة مباحثات بينهما أمس: إن هناك فرصة واحدة لإمكانية الوصول إلى حل سياسي في سورية وهي بيان جنيف 1 لعام 2012، مؤكداً أن عسكرة الصراع في سورية بات الاتجاه السائد حالياً.
وأضاف دي ميستورا: إن هناك ضمن خطته الحالية لحل الأزمة السورية، عرضين مكملين لبعضهما البعض، الأول: يتمثل في مجموعة عمل تهدف إلى إيجاد مستقبل للشعب السوري، والموضوع الأساسي في هذه المجموعة هو مكافحة الإرهاب، إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلى وجود إشكالية في معالجة هذا الموضوع حيث لا يمكن مكافحة الإرهاب من دون التوصل إلى حل سياسي.
وفي تصريحات لعدد من المحررين الدبلوماسيين عقب مباحثاته مع وزير الخارجية سامح شكري أشار دي ميستورا إلى أهمية اللقاء الذي عقده مع شكري خاصة في إطار دعم مصر للجهود التي تقوم بها الأمم المتحدة لإيجاد حل للازمة السورية الحالية. وأضاف: تم التأكيد خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بالقاهرة أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة والحل السياسي هو الوحيد للوصول إلى نهاية، مشدداً على أهمية أن يتحاور السوريون مع بعضهم البعض، ومشيرا إلى أهمية تشكيل مجموعة عمل تهدف إلى إيجاد مستقبل للشعب السوري، وأن الموضوع الأساسي في هذه المجموعة هو مكافحة الإرهاب، ومجموعة عمل أخرى تتعلق بضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية بالإضافة إلى مناقشة المسائل الأمنية والعسكرية من قبل السوريين أنفسهم.
وأوضح أنه ينبغي أيضاً تشكيل مجموعة الاتصال التي تضم بلدانا يمكنها أن تقوم بدور في حل الأزمة، لافتاً إلى أن مجلس الأمن الدولي سيقوم بتحديد تلك الدول، مشيراً إلى أن مصر تقوم بدور كبير في المنطقة وتدعم ما تقوم به منظمة الأمم المتحدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن