ثقافة وفن

الرقص يحقق لي المتعة وعلاقتي معه أبدية خاصة … غادة بشور لـ«الوطن»: لا أخاف من التقدم في العمر وطموحي لن يتوقف حتى لو بعد مئة عام

| وائل العدس

بدأت الفنانة السورية القديرة غادة بشور مشوارها الفني الطويل في مجال الرقص قبل أن تتجه إلى التمثيل مقدمة ما يقارب مئة عمل في الدراما والسينما، مشاركة في أعمال متنوعة اجتماعية وشامية وكوميدية وتاريخية.
من مسلسلاتها الدرامية، «أحلام أبو الهنا» و«أشواك ناعمة» و«ضيعة ضايعة» و«باب الحارة» و«بقعة ضوء» و«أيامنا الحلوة» و«جرن الشاويش» و«بيت جدي» و«أسعد الوراق» و«تخت شرقي» و«صايعين ضايعين» و«العشق الحرام» و«حمام شامي» و«دنيا» و«حرائر» و«نساء من هذا الزمن».
تتميز بشور بخفة دمها وقربها من زملائها في الوسط الفني، ومعاملتهم جميعاً بمحبة، ما يجعلها محط احترام للجميع، وهي الفنانة الطيبة الشهمة والكريمة.
بشور حلت ضيفة على «الوطن» من خلال الحوار التالي:

ظهرت هذا الموسم بأربعة أعمال، فهل راضية عن إطلالاتك؟
شاركت في «بقعة ضوء 14» و«كرم منجل» و«كرسي الزعيم» و«كونتاك»، وجميعها تقريباً مسلسلات كوميدية، وللأمانة كنتُ أطمح أن أشارك في مسلسلات اجتماعية مهمة، لكن حساباتي الشخصية وبعض ظروفي الخاصة لم تسمح لي بذلك، وراضية عما قدمته هذا العام والقادم أفضل بكل تأكيد.
وبكل الأحوال، وبصراحة تامة، لم أكن يوماً راضية عن نفسي، لأن طموحي لم يتوقف يوماً ولن يتوقف حتى لو بعد مئة عام لو كتب اللـه لي طول العمر.
لكن في الوقت نفسه، أعتبر كل الأعمال التي شاركت فيها مهمة جداً بالنسبة لي وإلا لما كنت شاركت فيها، بل راضية عن كل ما أنجزته وقدمته خلال حياتي.

كيف رأيتِ الدراما السورية هذا العام؟
الله على الدراما السورية، رغم الحرب الإرهابية القاسية على مدار ثماني سنوات إلا أنها صمدت وبقيت قوية ومتماسكة وأثبتت للجميع أن الكبير يمرض ولا يموت.
صحيح أنها تراجعت نوعاً وكماً خلال بعض السنوات، لكنها حالياً عادت إلى ساحة التألق لتتصدر معظم الشاشات العربية.

كيف تختارين أدوارك؟ هل معايير لذلك؟
أختار الدور الذي يناسبني دوماً وفق معايير فنية خاصة بعيداً عن التفكير بالأجر، لذلك أنتقي شخصياتي بعناية وأنا حريصة طول الوقت علي تقديم أعمال جيدة تضيف إلي رصيدي الفني.
وطبعاً ليس كل ما يعرض عليّ أوافق عليه، وإنما أخضعه لدراسة متأنية، ولو قبلت بكل العروض المقدمة هذه السنة على سبيل المثال لظهرت في عشرين مسلسلاً.

هل مساحة الشخصية أمر مهم بالنسبة لك؟
مشكلتي ليست بمساحة الشخصية بقدر النص الجيد، لكن أغلبية الأدوار الصغيرة تكتب باستهتار بناء على طلب المنتجين بتسخيرها للممثل الكومبارس وصاحب الأجر المتدني.
خضت خلال شهر رمضان تجربة التقديم التلفزيوني، حدثيني عنها؟
بالبداية لستُ مقدمة برنامج وإنما فنانة، لكنني حاولت توظيف إمكانياتي ومهاراتي في خوض هذه التجربة، فقدمت برنامجاً مهضوماً وحصد آراء إيجابية.
في برنامج «طبخة غادة» من إعداد ميادة الخطيب كنت أقدم يومياً طبخة متنوعة مع الشيف، وأستضيف ضيفاً ليس شرطاً أن يكون فناناً، فاستضفت ممثلين ومغنين وكتّاباً وصحفيين، وكان الضيف يشاركني في إعداد الطبخات.
وأعتقد أنني نجحت في لفت انتباه السيدات على الأخص خلال الشهر الكريم، وخاصة أنني اعتمدت على العفوية والتلقائية بعيداً عن التكلف.
وقد اعتدت على تقديم برنامج في كل عام، ولكن بأسلوب مختلف عن الآخر.
بدأتِ مسيرتك الفنية كراقصة، هل تحنين للرقص؟
بدأت في سن الرابعة عشرة مع فرقة أمية للفنون الشعبية وبعد فترة أصبحت راقصة سولو في الفرقة، وأفتخر وأعتز بأنني كنت راقصة فنون شعبية خرّجتها وزارة الثقافة.
الرقص يحقق لي المتعة وعلاقتي معه أبدية وخاصة أنه كان سبباً في دخولي التمثيل، أما الآن فالرقص أصبح هواية في المناسبات والحفلات، فالتمثيل أخذ كل وقتي ولا وقت للتفكير بأي أمور أخرى.
الرقص الذي يحبه كل الناس له عمر معين، والتقدم في السن عامل مهم في الامتناع عن الرقص مجدداً.
وبالمناسبة الرقص خدمني في مجال عملي في الكوميديا، فالكوميديا تحتاج إلى تحريك كل شيء في الممثل من جسده ووجهه، ولذلك كانت تجربتي في الرقص مفيدة جداً في الكوميديا.

هل تخافين من التقدم في العمر؟
لا أبداً، ولا أجد مشكلة في ذلك ولا أخاف أبداً، لأنني أقيس التقدم في العمر بما يطرأ على الروح وليس على الجسد.
مازلت أشعر أنني في مقتبل عمري وأحلامي لا تنتهي.

لو عاد بك الزمن إلى الوراء هل تكررين الخطوات ذاتها؟
من دون شك أكرر الخطوات ذاتها كما أقوم بتصحيح الكثير من الأمور التي من الممكن أن تكون خاطئة ولا أعتقد أنها كثيرة.
كنتُ أعمل دائماً على أن تكون خطواتي مستقيمة وواعية، ومن يشاهد أعمالي لا يكتشف فيها أخطاء، فكنت أعي ما أفعل وأصحح خطواتي أول بأول وأدرس خطواتي بتمعن.

يردد البعض أنك أجريت عمليات تجميل؟
لم أقم بإجراء أي عملية تجميل حتى اليوم، وحين أقوم بها لا أخجل بإعلان ذلك، ولست ضد هذه العمليات ولكن بشرط عدم المبالغة كي لا يصبح المفعول عكسياً.
شخصياً أشعر أنني إنسانة طبيعية جداً وقريبة من القلب فالشكل وحده ليس مقياساً، ولكن من الممكن أن أستخدم البوتوكس أو غيره، لأن العمر له حقه حتى لا يتغير المظهر بشكل كبير.

ماذا عن غادة بشور الإنسان؟
أحب المرح والضحك وأحاول دائماً البحث عن السعادة والابتعاد عن الحزن، علماً أن أحد الأشياء التي تحزنني أنني لم أنجب، ولكنها إرادة الله.
وأنا امرأة بيتوتية أهوى الطبخ والجلوس في المنزل.

أخيراً، هل تشعرين أنك نلتِ حقك من الفن؟
نعم، فمسيرتي منحتني محبة الناس واحترامهم لي وهذا يكفيني لأنه تاج جميل أضعه على رأسي وأجمل تكريم لي، فالنجومية هي تقدير الجمهور للفنان ومحبتهم له.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن