ثقافة وفن

سورية عشرة آلاف سنة من الحضارة والثقافة والفنون … ناديا السقطي: في سورية ظهرت أول حبة قمح بمنطقة الفرات … د. سامي المبيض: نعمل للحفاظ على الذاكرة الوطنية والورقية

| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني

رغم أنها طبيبة إلا أن ذلك لم يثنها عن الاهتمام بتفاصيل كل حي وحارة وعمارة ببلدها، هذا حال ناديا السقطي المقيمة في بلد الاغتراب حيث دفعها التاريخ والإرث السوري لتكون سفيرة بلدها تأخذه معها أينما حلت في رحلة المعرفة والتوثيق والاكتشاف، منطلقة من سورية مهد الحضارات إلى العالم بمحطات حملت دمعة وغصة لم تستطع إخفاءها، وتستمر بالعطاء لغرس الجين السوري كبذرة تمد جذورها إلى العالم كله.
حيث أقامت مؤسسة «تاريخ دمشق» محاضرة في مجمع دمشق للغة العربية للطبيبة ناديا السقطي عرضت خلالها محاور متعددة عن تاريخ الإنسان السوري وتطوره عبر آلاف السنين وصولاً إلى إقامة الحضارات، بعنوان (سورية عشرة آلاف سنة من الحضارة والثقافة والفنون)، وذلك بحضور المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان وحشد من المفكرين والمثقفين والمهتمين.
فكانت أن أقلت الحاضرين بزيارة إلى المعالم الأثرية في سورية كافة بجبالها وسهولها وبحرها ومعابدها وكنائسها وجوامعها، وأشارت إلى العديد من الكتب الغربية التي عنيت بغنى سورية الحضاري.
وقدم عضو مجلس حكماء مؤسسة تاريخ دمشق الدكتور محمد إياد الشطي تعريفاً عن الدكتورة السقطي فهي خريجة كلية الطب بجامعة دمشق عام 1965 ومتخصصة في طب الأطفال والغدد والوراثة.

أول قمحة سورية

وبينت الطبيبة ناديا السقطي بومضات رحلة الحضارة السورية قائلة إن: «اسم سورية مشتق من الآشوريين، والمدن الموجودة على الفرات هي التي جعلت سورية مهد الحضارات، وكل الزراعات بدأت من الأنهار كالفرات ودجلة، وأول حبة قمح ظهرت في سورية في منطقة الفرات، وأول حبة أرز في الصين، وأول تينة في وادي الغور بالأردن، والبطاطا في جنوب أميركا، والذرة في المكسيك، كما أن الزيتون ظهر في سورية، والتقويم السوري يسبق التقويم المصري بـ500 عام، والعبري بألف عام، حيث يبدأ مع الربيع في أول نيسان، وأم الزلف هو الاسم الذي تعودنا عليه لعشتار، وأيضاً نطلق أسماء (نيسان نسبة إلى الربيع، وآذار إلى الزهر، وأيار أيام النور، وحزيران الحصاد، وتموز حبيب عشتار، وأيلول الولولة على ذهاب تموز».
وأضافت السقطي إن: «المعابد والقصور ظهرت منذ 400 ألف عام، على حين الكتابة عمرها من 3000 إلى 4000 عام قبل الميلاد».
مهد الحضارات

وأكدت الدكتورة بثينة شعبان في حديث خاص لـ«الوطن» أنه: «وعلى الرغم من كل المؤامرات التي حيكت ضد سورية خلال عهود وقرون يبقى الجين السوري متفوقاً، لأن سورية هي مهد الحضارات ومهد الإنسانية، وكل ما تتعرض له محاولة لتقويض هذا التاريخ الجميل ولكنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا، وهذه المحاضرات من قبل المغتربين المتمسكين بجذورهم وحضارتهم تعطينا الأمل أن بلدنا ستبقى صامدة بقوة جيشها وشعبها ومغتربيها وكل محبيها».

المستقبل ما زال لنا
ومن جهته أشار رئيس مجلس أمناء المؤسسة الدكتور سامي المبيض إلى: «وجود طاقات شبابية مذهلة في سورية والتعويل اليوم يكون عليها فعلياً، وكل ما مر سابقاً على تاريخ دمشق كان بظروف وشخصيات مختلفة، ولكنها استطاعت أن تتغلب عليه وبقيت دمشق، ومع كل مصيبة كنا نتفاءل بمستقبل ما زال لنا».
وأضاف المبيض إن: «هدفنا في مؤسسة (تاريخ دمشق) الحفاظ على تاريخ هذه المدينة وإرثها وتاريخها ليكون مرجعاً للأجيال القادمة، وهناك الكثير من الأشياء التي ضاعت في الحرب ونعمل للحفاظ على ما تبقى من ذاكرة وطنية وشعبية وذاكرة ورقية».
ويذكر أن مؤسسة تاريخ دمشق مؤسسة أهلية تهدف للحفاظ على ذاكرة دمشق من خلال سعيها للبحث عن الصور القديمة والأفلام والصوتيات والمطبوعات والأوراق الشخصية والمذكرات غير المنشورة والكتب القديمة والمخطوطات والمراسلات الخاصة والرسمية ومن مشاريعها مشروع التوثيق وجائزة فخري البارودي للمؤرخين الشباب ومجلة (دمشق) العلمية.
وجاء تأسيس هذه المؤسسة ضمن الظروف التي تحيط بسورية اليوم لتؤكد ضرورة الحفاظ على الموروث الورقي والتراثي والحضاري لهذه المدينة العظيمة.

بطاقة تعريف

نادية محمد عوني السقطي هي طبيبة سورية، ولدت في دمشق في 23 أيار 1938. تخرجت في كلية الطب بجامعة دمشق عام 1965. عملت طبيبة أطفال، مقيمة في مستشفى الجامعة الأميركية ببيروت ومستشفى جاكسون في ميامي. تعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي في السعودية منذ 1978 حتى الآن. كما أنها عضو المجلس الأميركي لأطباء الأطفال «abp»، والجمعية الأميركية للجينات البشرية «ashg»، ومنظمة الصحة العالمية. ونشرت بحوثاً عديدة في اختصاصها، واكتشفت 3 أمراض سميت باسمها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن