ثقافة وفن

حفل الختام في «عبق الياسمين»  لغة الفنّ حاضرة في حياة السوريين … دعوة للتمسك بالوطن والإقلاع عن فكرة الهجرة

عامر فؤاد عامر :

اختتم مساء يوم الجمعة 11 أيلول الجاري كرنفال «عبق الياسمين» الخامس، وهو الفعاليّة التي كرّستها جهود فريق «نسور سورية»، وجمعية «أم الشهيد» على مدى خمس سنوات سابقة؛ في تقديم فعاليّات تهدف إلى رعاية أسر الشهداء، والنازحين، ودعمهم ماديّاً، ومعنويّاً.

أغنيات للشام

في حفل الختام الذي قارب الساعتين، تمّ تكريم مجموعة من نجوم الفنّ والغناء في سورية، وكانت البداية في تقديم مجموعة من الأغنيات التي صدحت بها أصوات سوريّة شابّة، وهمّ الفنانة «نور خوري» التي أدت مجموعة من مقتطفات غنائيّة تراثيّة من بلاد الشام، تلاها أغنية وطنيّة لدمشق قدّمها الفنان «خلدون حناوي»، وبعده أدى الفنان «سومر نجار» قصيدة باللغة العربيّة الفصحى بعوان «شآم»، ونهايةً بأغنية «اشتقنا للسلام» للفنانة «ميس حرب»، وقد مُنح المشاركون شهادات تقدير على مشاركتهم تلك.

رقصات شركسيّة
بعدها قدّمت الفرقة الشركسيّة للرقص، والفنون الشعبيّة، وصلة تراثيّة، وهي عبارة عن مجموعة من اللوحات الراقصة التي تعبّر عن عادات وتقاليد المنطقة الشرقيّة من سوريّة، وأهالي الجزيرة السوريّة بالتحديد، وفي اللوحة الأخيرة تمّ عرض جو احتفالي وطقوس الاحتفاء بالزواج على الطريقة التقليديّة وفي نهاية اللوحة تمّ رفع علم الجمهوريّة العربيّة السوريّة كرمز يجمع الناس تحت راية واحدة.

نجوم الفنّ السوري
ثمّ تمّ عرض فيديو تكريمي لفنان الشعب القدير «رفيق سبيعي» مع مقتطفات من مسلسلاته الشاميّة برفقة صوته، بعد ذلك قدم كلمته التي شكر فيها الحضور على تشجيعهم، وتصفيقهم، ومحبّتهم، وشكر القائمين على الكرنفال، وقال إن دمشق تتجلى في هذا الصرح الكبير « قلعة دمشق « فوجود هذا الحشد في القلعة هو رمز كبير لوحدتنا ومحبّتنا، وبهذه الروح الشابّة سنتمكن من الانتصار على كلّ العقبات وتذليلها، وقد تمّ تقديم درع تكريمي، مع شهادة تقدير له عن مجمل أعماله الفنيّة، تلا ذلك عرض فيديو للفنانة «ميادة بسيليس» وصور لمدينة حلب ومقطع من صوت الشاعر «سمير طحان»، مع أغنيتها «حنين» التي رافقت المشاهد كلّها، وتكريمها أيضاً على مسيرتها الفنيّة، وشكرت «ميادة بسيليس» بدورها الحضور الكريم، وخصّت بالشكر الجيش العربي السوري، الذي يعود له الفضل في حماية الوطن وبقائه صامداً، أمّا التكريم الثالث فكان للفنان «أيمن رضا» من خلال عرض فيديو، ومقتطفات من أعماله الأخيرة جاء القسم الأكبر فيها من مسلسل «عناية مشددة»، مع أغنيته المعروفة «مارح اتركك يا شام»، ثمّ ألقى كلمة بيّن فيها مدى حبّه، والتزامه بهذه الأرض، وشجّع الناس على البقاء على ثباتهم، واستهزأ من الأشخاص الذين يرمون القذائف على مدينة دمشق، ووصفهم بالجبناء، ودعا الجميع للتحلي بالصبر، والاستمرار في محبّة دمشق، والحفاظ على الأرض السوريّة، وشكر القائمين على العمل، وعلى الدرع التكريمي، وشهادة التقدير أيضاً، وآخر المكرّمين في الحفل كانت الفنانة «شكران مرتجى» التي تأثرت بالفيديو الخاصّ بها، والذي عرض مشهداً من مسلسلها «بانتظار الياسمين» وكلمات تشجيعيّة قالتها لأبناء الوطن، وكلمات كانت قد ذكرتها في لقاءات تلفزيونيّة، على شاشات فضائيّة في الوطن العربي، وفي كلمة خصّت بالذكر فيها كلّ أبناء سوريّة دعت فيها الشباب السوري للبقاء في الوطن، والتمسّك بكل حبّة تراب فيه، وعدم الهجرة في وقتٍ يحتاج فيه البلد لشبابها، وعلى لغة المقاومة أن تكون أقوى، وصامدة أكثر من أي وقتٍ سبق، فالإيمان بأنّنا منتصرون أصبح واجباً أساسياً في هذه المرحلة، كما أكدت أنها غير مستعدة لإعادة فكرة اللجوء في حياتها من جديد ولاسيما أنّها من أصول فلسطينيّة، وبأنّها ستبقى مرتبطة بدمشق طوال حياتها، وبهذه الكلمة كان ختام الحفل التكريمي لنجوم وأهل الفنّ في كرنفال «عبق الياسمين» الخامس.

من «نسور سوريّة» و«أم الشهيد»
كانت كلمات الوداع لكلّ من «جانسيت أباظة» رئيسة جمعية «أم الشهيد» التي دعت الجميع للتكاتف والبقاء في صفٍ واحد أمام محنة اجتاحت كلّ بيت في سوريّة وقالت مشجّعة كلّ الأمهات الحاضرات في الحفل إن حياتهن تسير بين خطيّ الحرب والحبّ وبأنّ وجودهن ضروري لمداواة هذه الحرب بمحبتهنّ وتفاعلهنّ مع المجتمع الذي يحتاج الى وجودهن الإيجابي وعدم الانكفاء والانعزال عن الحياة بسبب فقدان أولادهنّ، فعلى المرء أن يتحدّى الصعاب ولا ينكسر أمامها، وعبرت عن سعادتها بمشاركتهن الحفل الختامي والحضور في فعاليّات الكرنفال طوال الأيام السابقة، كما قدّم «عامر أبو حامد» مدير فريق «نسور سوريّة» كلمته أيضاً التي أشار فيها الى الصعوبات التي واجهت إقامة الدورة الخامسة من «عبق الياسمين» وعن رغبة الفريق في الاستمرار بتقديم لغة تعبّر عن سوريتنا كمواطنين مخلصين للوطن ولترابه، على أمل اللقاء في الكرنفال السادس العام المقبل في الموعد نفسه، يذكر أن كرنفال «عبق الياسمين» برعاية كلّ من وزارتي السياحة والثقافة، وأيضاً بمشاركة من وزارة السياحة، وقد امتد الكرنفال مدّة ثلاثة أيام متوالية – 9 – 10 – 11 من الشهر الجاري وحمل فاعليّات البازار الخيري ومبيعات يعود ريعها لأسر الشهداء والنازحين، ومعرضاً للصور الفوتوغرافيّة ومجموعة من الفنانين، والفوتوغرافيين، الذين حملوا صورهم من كلّ المدن والأرياف السوريّة، وقد حضر الكرنفال حشد كبير من وسائل الإعلام المحليّة، كما حضر حفل الختام الذي أقيم أمام قلعة دمشق حشود كبيرة من بينهم شخصيّات فنيّة ورسميّة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن