رياضة

شجعوهم..

| مالك حمود

كم يبدو رائعاً ورائجاً في هذه الأيام المثل القائل (حظ عطيني وبالبحر ارميني) فالحظ إن تخلى عن المرء كان اللـه في عونه، ومن كان الحظ معه تراه عائماً في بحر الحياة حتى لو فاتته أصول العوم، مادام هناك من يحمله عند اللزوم في البحر والبر.
والحظ في عالم الرياضة متعدد الأشكال، وهذا مايذكرني بمدرب كرة السلة اللبناني الشهير غسان سركيس عندما سألته ذات يوم في مؤتمر صحفي عن حقيقة المقولة التي كانت تطلق عليه بأنه (محظوظ) فكان جوابه لا يخلو من المفاجأة حيث قال: نعم.. أنا محظوظاً!
فمن يتواجد في مؤسسة رياضية كبرى كنادي الحكمة، ولديه رئيس بحكمة وقوة وثقل أنطوان شويري فلا بد أن يكون محظوظاً!
الآخرون كان يعتقدون أن الحظ هو الذي يجعله يفوز بالكثير من المباريات، فيما هو يؤكد وجود الحظ ولكن في مرحلة ما قبل المباريات بكثير، وهي الأهم بكل تأكيد، فالحظ في التواجد مع من يؤمن له كل متطلبات ومعطيات النجاح.
فهنيئاً لكل محظوظ، وهنيئاً لمن تخلى عنه الحظ في مباراة، ولم يتخل عنه في فرص عديدة بالحياة، لاسيما الفرص التي يمكن أن تشكل نقطة مفصلية في مساره الرياضي.
ما كنت أود الخوض في لعبة الحظ لاسيما في رياضتنا ورياضييها، لكن التشكيلة الأخيرة لمنتخب الناشئين بكرة السلة سرعان ما دفعتني للتساؤل عن أسماء بعض المدربين الشبان والمجتهدين والواعدين الذين مازال الحظ بعيداً عنهم رغم اقترابهم من النجاح.
لست ضد الكادر الفني الذي تمت دعوته لتدريب منتخب سورية للناشئين لإقامة معسكر في الفيحاء والمشاركة في دورة إيران الدولية للمنتخبات، مادامت الدعوة تتضمن مدربين شباباً وناجحين وطامحين ولهم المحبة والتقدير، ولكن التشكيلة بحد ذاتها عادت كي تذكرني بأسماء مازلنا ننتظر رؤيتها في كوادر منتخباتنا السلوية ليس من باب المكافأة مادامت قد حققت الإنجازات وإنما من باب إعطاء الفرص للاستفادة من هكذا مشاركات دولية وما تعطيه من رؤى جديدة وخبرة دولية لذلك المدرب القادم بحماس واندفاع وطموح.
ومادامت سلتنا تعيش مرحلة المنتخبات في الفئات العمرية فماذا يمنع من الدفع بمدرب شاب وجديد وطامح مع كل منتخب، من باب إنصاف المجدين والمجتهدين وتوازي الفرص للجميع، وعلى سبيل المثال ولا الحصر المدربون الشباب (محمد الطرن– أشرف دركزنللي وغيرها) كي لا نظن بأن المنتخبات لأناس دون الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن