سورية

بمشاركة صهيونية وعربية.. انطلاق «مؤامرة البحرين» لتصفية القضية الفلسطينية … المرزوقي لـ«الوطن»: أنظمة عربية سمحت للصهاينة بتدنيس أرض البحرين

| موفق محمد – وكالات

اعتبر أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي» في البحرين حسن المرزوقي أمس أن النظام في بلاده والأنظمة المشاركة في «ورشة البحرين» بسماحها لمسؤولين من العدو الصهيوني الدخول إلى المملكة «دنسوا أرض البحرين»، وذلك بالترافق مع انطلاق الورشة في المنامة لترويج ما بات يعرف بالشق الاقتصادي من ما يسمى «صفقة القرن» التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش أعمال اجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية في دورته العادية الثانية والستين تحت عنوان «من القدس إلى الجولان.. الأرض لنا» في فندق الشام بدمشق، قال المرزوقي «الموقف الشعبي واضح جداً» من مسألة التطبيع مع العدو الصهيوني.
وأضاف: ما سمي بالمبادرة الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني تشكلت من جميع الأحزاب السياسية في البحرين ومنظمات المجتمع المدني، وكما تعلم ويعلم الجميع أن هذه الأحزاب والمنظمات تتكون من مواطنين، وهذه المبادرة هي سابقة والأولى في هذا الشأن منذ زمن طويل وتجمع قوى سياسية معارضة وموالية».
وأوضح أن «الشعب البحريني أعطى كلمته بكل وضوح في هذا الأمر، وقال عبر هذه المبادرة إنه يرفض التطبيع بجميع اشكاله مع العدو الصهيوني»، مشيراً إلى أن موقع «تويتر» يشهد كماً هائلاً من التغريدات التي تتضمن التنديد بهذه الورشة.
وحول مشاركة وفد صهيوني في الورشة إلى جانب وفود من أنظمة عربية قال مرزوقي: «هذا خزي وعار على هذه الأنظمة التي تقبل وسمحت لهؤلاء أن يدنسوا أرض البحرين»، لافتاً إلى أن مواقف الشعوب تختلف عن مواقف الأنظمة «فهناك موقف شعبي أقوى بكثير من موقف الأنظمة».
وأضاف: «نترحم اليوم على الرئيس جمال عبد الناصر وندعو اللـه أن يبقي الرئيس المجاهد بشار الأسد».
وقال المرزوقي:اليوم نحن بحاجة إلى «النظام العربي القوي الذي يواجه العدو الصهيوني وليس الذي يسهل له تدنيس الأرض العربية بهذا الشكل وبهذه الوقاحة».
وكشف عن أنه «قبل قليل وصلتني رسالة بأن أحد الصهاينة (المشاركين في الورشة) ذهب إلى «الجمعية البحرينية لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني» وقام بتصوير نفسه «سيلفي» أمام الجمعية ما يعني أنه يتحدانا داخل أرضنا».
وحول رسالته للنظام البحريني والأنظمة المشاركة في الورشة قال المرزوقي: «طالبنا نظام البحرين بأن يوقف كل أشكال التطبيع. ليس من حق أحد أن يطبع مع العدو الصهيوني فهذا موضوع مصيري عربي. يجب أن يتم استفتاء الشعب في حالة الإقدام على هذه الخطوات، لذلك نحن عبر بياناتنا التي نصدرها» نعبّر عن إدانتنا لهذا التطبيع ولهذه الورشة وما يسمى بـ«صفقة القرن».
على خط مواز، أدان اتحاد الصحفيين في سورية في بيان نقلته وكالة «سانا» بأشد العبارات دعوة وسائل إعلام الكيان الصهيوني لحضور «الورشة الاقتصادية» في البحرين مؤكداً أن هذه الدعوة تمثل تطبيعاً إعلامياً صارخاً مرفوضاً ومداناً.
وأكد الاتحاد، أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للسوريين بشكل عام وللصحفيين بشكل خاص، واستنكر أي خطوة ترمي للتطبيع مع الكيان الغاصب المحتل.
في سياق متصل، قال الرئيس اللبناني الأسبق العماد إميل لحود، في بيان: «مؤسف فعلاً أن تذبح فلسطين مرة جديدة»، وأضاف: «فلضمائر الشعوب العربية نسأل: ألم يكن من الأفضل لحكامكم دفع الأموال لدعم تحرير فلسطين، بدل استثمارها اليوم في المشروع الأميركي لبيع القدس والتفريط بالجولان»؟
بدوره أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا اللـه حنا، أنه لا يحق لأي جهة في العالم أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني، في حين أكد رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948 سلمان عنتير أن «ورشة البحرين» هي خيانة للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن «صفقة القرن» تعقد بإرادة صهيونية تعويضاً عن إخفاق مخططهم ضد سورية ومحورها المقاوم.
في هذه الأثناء، عم إضراب شامل الأراضي الفلسطينية المحتلة أمس كما شهد قطاع غزة المحاصر إضراباً شاملاً تنديداً بـ«ورشة البحرين» ورفضاً لأي مخرجات ستصدر عنها، في حين نظمت قوى فلسطينية ولبنانية تظاهرة أمس أمام مقر الأسكوا في بيروت رفضاً لـ«ورشة المنامة».
وأكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في كلمة له أن المخطط الأميركي الإسرائيلي يهدف لتصفية القضية الفلسطينية.
من جهته أكد عضو المكتب السياسي في حركة أمل حسن قبلان رفض الحركة المشاركة في «هذه الجريمة الموصوفة» وقال: «لا لبيع قضية فلسطين في بورصات المال وسياسات الإغواء والإغراء».
كما أكدت الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية في بيان أن التآمر على قضية فلسطين بلغ ذروته مع انعقاد «ورشة المنامة».
وأدان البيان تخاذل وتواطؤ وتآمر بعض الأنظمة العربية على حين أشادت القوى والفصائل بموقف سورية الداعم للمقاومة والرافض للصفقات المشبوهة.
جاءت تلك المواقف بالترافق مع بدء «ورشة البحرين» في المنامة لترويج ما بات يعرف بالشق الاقتصادي مما يسمى «صفقة القرن» التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وذلك بدعوة من النظام البحريني والولايات المتحدة الأميركية، ومشاركة أنظمة الخليج العربي وأنظمة عربية أخرى ومسؤولين من كيان الاحتلال الصهيوني.
وافتتح جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب «الورشة» بحسب وكالات أنباء ومواقع إلكترونية، وزعم قائلاً: «نريد أن نرى السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، مضيفاً: إن تحقيق النمو الاقتصادي للفلسطينيين «مستحيل من دون حل سياسي عادل للنزاع مع إسرائيل يضمن أمنها»، مشيراً إلى أن المسائل السياسية لن تناقش خلال «ورشة البحرين».
كما عرض كوشنر «فيديو» خلال الورشة لقطاع غزة في إطار ما يسمى «صفقة القرن»، حيث لوحظ خلال عرض لقطات فضائية لخريطة فلسطين، ظهور جزء من سيناء ضمن الخريطة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن