رياضة

صدام نسور بين تونس ومالي والمحاربون يتصدون لأسود التيرانغا … سباق صدارة ليوث الأطلس والأفيال

| خالد عرنوس

جولة مزدحمة بالقمم هذا هو العنوان المناسب للجولة الثانية من كأس أمم إفريقيا الثانية والثلاثين التي انطلقت أمس فهناك أربع مباريات تستحق هذه التسمية لأسباب كثيرة وأهمها بالطبع بعيداً عن التاريخ والذكريات الصدارة التي يبحث عنها الجميع، وكانت الجولة انطلقت بقمة نيجيريا مع غينيا فعلاً، واليوم سيكون الموعد مع صدام جزائري – سنغالي من أجل صدارة المجموعة الثالثة وغداً سيكون لقاء قمة المجموعة الخامسة بين نسور تونس ونسور مالي، ويسبقه صراع ضار بين أسود الأطلس وأفيال ساحل العاج، أما السبت فهناك لقاء الكبيرين الغاني والكاميروني وهما اللذان تعودا على المواجهة في البطولة فقط.

المحارب محرز والأسد ماني
حرارة الجو في القاهرة ستزيد حرارة المواجهة بين محاربي الصحراء وأسود التيرانغا على أرض ملعب الدفاع الجوي، فالفريقان فازا افتتاحاً بنتيجة واحدة (2/صفر) والوصول إلى النقطة السادسة هو الهدف المعلن والصدارة أو التأهل المبكر إلى دور الستة عشر هو ما يبحث عنه الجزائريون والسنغاليون، ويدخل رفاق رياض محرز المباراة بمعنويات مرتفعة عقب الفوز الافتتاحي على كينيا من دون عناء كبير، على حين يبدأ ساديو ماني المباراة بعد غيابه بسبب الإيقاف وبالتالي من المنتظر أن تشكل عودته دفعة قوية للسنغال.
إذا هي مواجهة متجددة بين نجمي السيتي وليفربول وقد أكد ماني أن التتويج بكأس إفريقيا بالنسبة له سيكون أهم من دوري الأبطال التي توج بلقبها مطلع الشهر الحالي، أما محرز فقد استبق البطولة بقوله: إن اللقب الإفريقي وما يقدمه المنتخب أهم من نجومية البطولة والمفاضلة مع نجوم آخرين، ويبدو التكهن بنتيجة المباراة صعباً خاصة مع الأسماء الكبيرة التي يضمها الفريقان، فإلى جانب محرز هناك براهيمي وبغداد بونجاح وفيغولي وعطال وماندي والحارس المخضرم مبولحي من جانب المحاربين، وبالمقابل فإن المدرب أليو سيسيه لديه خاليدو كوليبالي وإدريسا غايي ومباي نيانغ وبالدي كيتا وهي أسماء كبيرة جداً.
تاريخياً التقى الفريقان 24 مرة ودياً ورسمياً منذ 1965 ففازت الجزائر 12 مرة مقابل 10 هزائم وتعادلين، ومنها 3 مرات في كأس إفريقيا ففازت الجزائر في نصف نهائي 1990 بنيتجة 2/1 وسجل الهدف الأول رياض محرز، و2/صفر في الدور الأول لبطولة 2015 وتعادلا بالدور الأول لبطولة 2015 بهدفين لمثلهما وسجل للجزائر إسلام سليماني الحاضر في البطولة.

نسور تونس ومالي
بالتأكيد لن تكون معركة بالأجواء إنما هي قمة كروية على أرض ملعب السويس وهدفها صدارة المجموعة الخامسة، ويدخل الماليون بمعنويات أفضل عقب فوزهم الأعلى في البطولة، على حين لم يحقق التوانسة أكثر من التعادل مع أنغولا وكانت نتيجة عادلة قياساً إلى ما قدمه الفريقان، إلا أن الصحافة التونسية والمراقبين هناك انتقدوا الأداء وعابوا على المدرب آلان جيريس التبديلات المتأخرة واللعب بحرص دفاعي أكثر من اللازم. المدرب الفرنسي سبق له أن قاد المنتخب المالي إلى المركز الثالث في البطولة الأخيرة (2017) وبالتالي لديه تفاصيل دقيقة عن معظم اللاعبين وربما كان ذلك سلاحه من أجل النقاط الثلاث التي يبحث عنه، وقد أكد لاعبه وجدي كشريدة أن لقاء مالي سيكون لمصالحة الجماهير التونسية، بالمقابل مدرب مالي محمد ماغاسوبا قلل من أهمية الرباعية بمرمى موريتانيا معتبراً أنه لا يمكن البناء عليها والأهم هو المواجهة التونسية التي يجب علينا الخروج منها بأفضل صورة.
وتحمل مواجهة نسور مالي ذكريات سيئة للتونسيين ففي 1994 تواجها بالدور الأول وفازت مالي 2/صفر ليخرج أبناء قرطاج من الدور الأول في البطولة التي استضافتها بلادهم يومها وبعد أن تبادلا الفوز ودياً في مباراتين 1/صفر لمالي عام 2006 و4/2 لتونس عام 2011.

أسود وأفيال
تتشابه أحوال أسود المغرب وأفيال ساحل العاج كثيراً فالفريقان افتتحا البطولة بفوز صعب وبهدف وحيد على منافسين هما أقل شأناً، إلا أن العاجيين حققوا نتائج أفضل من المغاربة الذين لم يعرفوا التتويج سوى مرة واحدة كانت قبل أكثر من أربعة عقود بل لم يصلوا دور الأربعة منذ خسارتهم نهائي 2004 على حين توج الأفيال باللقب عام 2015 وحلوا ثانياً عامي 2006 و2012، إلا أن فوز الأشقاء على العاجيين في النسخة الأخيرة وكذلك في تصفيات المونديال الروسي وضعهم في المقدمة عندما يلتقيان على زعامة المجموعة الرابعة بملعب السلام في القاهرة.
الفريق المغربي يملك سلاحاً إضافياً ومهماً عندما يلتقي منافسه الأقوى غداً ويتمثل بالمدرب هيرفيه رينار الذي كان أحد أسباب فوز الأسود في المواجهتين الأخيرتين ذلك أنه كان مدرباً للأفيال بالتتويج الأخير ولديه دراية بجل لاعبي المدرب إبراهيما كامارا الذي طالب لاعبيه الأكثر خبرة بتحمل مسؤولياتهم داخل الملعب معللاً بأن فريقه بحاجة إلى قائد داخل المستطيل.
وقد يجري رينار بعض التبديلات على التشكيل الأساسي كمشاركة عثمان بوفال الذي تألق في المباراة الأولى أما الصداع الأكبر فيتمثل بخط الهجوم، حيث لم يفلح النصيري وبو الطيب بالتسجيل، ويبقى التعويل على بوصوفة ومرابط وزياش الذي طمأن الجميع بعد أخبار عن إصابته في المباراة الأولى.
المباراة هي الرابعة بين المنتخبين في البطولة ففاز العاجيون 3/2 على المركز الثالث في 1986 وكذلك بالدور الأول 2006 وكلاهما على أرض مصر، وتعادلا صفر/صفر في المغرب 1988 وفاز المغاربة 1/صفر في الغابون 2017.

كلاسيكو إفريقيا
تعد مواجهات الكاميرون وغانا من القمم الكلاسيكية في البطولة وهما قلما التقيا خارجها فاللقاءات الودية بينهما معدومة وبالطبع تصنيفهما الدائم في المقدمة يجعل من مواجهتهما بالتصفيات المونديالية والقارية صعباً، وعدا المنافسة بينهما قارياً باعتبار أن رصيد الأسود 5 ألقاب مقابل 4 للنجوم فإنهما أفضل من مثل القارة السمراء في المونديال وهما الوحيدان اللذان بلغا ربع نهائي العرس العالمي، الكاميرون عام 1990 أيام طيب الذكر ميلا وغانا 2010 يوم ركلة جزاء (جيان) الضائعة على النجوم في الدقيقة 120.
اليوم يتجدد الموعد بينهما في مناسبة أقل من مواجهتي 2008 و2017 إلا أن لقاء اليوم ربما حمل معه صدارة المجموعة السادسة وبالتالي سيرسم الطريق لصاحبها في الأدوار التالية، وكان المنتخب الكاميروني بدأ البطولة وسط مشاكل إدارية ومالية ففاز بصعوبة على غينيا بيساو بثنائية خاطفة وبالمقابل سقط الغاني بفخ التعادل مع بنين بهدفين لمثلهما.
تاريخياً هو اللقاء الثامن بينهما في المناسبات كافة والفوز لغانا بواقع 3 انتصارات كانت كلها خارج النهائيات القارية، أما على مستوى البطولة فسبق أن تعادلا بالدور الأول لنسختي 1982 (صفر/صفر) و2000 (1/1) قبل أن يفوز الكاميروني في نصف نهائي 2008 بهدف ونصف نهائي 2017 بهدفين.

مواعيد
• أمس: نيجيريا * غينيا 1/صفر، أوغندا * زيمبابوي، مصر * الكونغو الديمقراطية.
• اليوم: مدغشقر * بوروندي (5.30)، الجزائر * السنغال (8.00)، كينيا * تنزانيا (11.00).
• غداً: تونس * مالي (5.30)، المغرب * ساحل العاج (8.00)، جنوب إفريقيا * ناميبيا (11.00).
• السبت: موريتانيا * أنغولا (5.30)، الكاميرون * غانا (8.00)، بنين * غينيا بيساو (11.00).

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن