سورية

«القومي الاجتماعي» أكد وفاء «الحليف الروسي» لسورية واعتبر أن الأنظمة الخليجية باتت «عبئاً» على الحقوق العربية … منيني لـ«الوطن»: لنقاوم التطبيع مع العدو الصهيوني كما نقاوم الإرهاب

| موفق محمد

شدد الحزب السوري القومي الاجتماعي في سورية على ضرورة مقاومة «ورشة البحرين» من خلال الشعوب العربية، وأن «نقاوم التطبيع مع العدو الصهيوني، كما نقاوم الإرهاب»، ورأى أن خسارة النظام التركي لانتخابات اسطنبول شكلت «ضربة قاضية» له، مؤكداً أن «الحليف الروسي أثبت وفائه لسورية».
وفي مقابلة مع «الوطن»، قال رئيس المكتب السياسي في الحزب عبد الله منيني: إن مؤامرات «ورشة البحرين» و«صفقة القرن»، الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع مع الكيان الصهيوني بشكل كامل، «لابد من مواجهتها من خلال الشعوب العربية».
ووصف منيني المرحلة التي تمر بها الأمة العربية، بأنها «دقيقة جداً»، معرباً عن أسفه لأن الأميركيين والصهاينة يأخذون المليارات من دول الخليج وسوف تدفع للأنظمة التي توافق على مخرجات ومجريات «صفقة القرن»، رغم معارضة الشعوب العربية والأحزاب العربية.
ولفت منيني إلى أن كل ذلك يدعونا إلى إعادة بث الروح في المنظمات العربية التي عانت من الترهل، خاصة أن سورية كانت هي الحاضن لمثل هذه المؤتمرات والفعاليات والاتحادات الشعبية وكانت هناك محاولة لإبعادها عن هذا المسار الداعم للمقاومة الشعبية بكل أطرافها، لكن اليوم نعود لنجدد هذه اللقاءات واخترنا لاجتماع الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية الذي اختتم أعماله في سورية أمس شعار «من القدس إلى الجولان.. الأرض لنا»، في ربط حقيقي تاريخي وجغرافي وسياسي وحقوقي ما بين القدس والجولان، لأن ما يجري اليوم من استهداف للجولان وتهويد للقدس هدفه إنهاء كل الحقوق العربية التي للأسف أصبحت ليست من أولويات معظم الأنظمة العربية الباحثة واللاهثة وراء التطبيع.

وأضاف: كما نقوم اليوم بمواجهة الإرهاب نحن مطالبون أن نقاوم كل حركات التطبيع والاتفاقات مع الكيان الصهيوني، ونعود إلى المراحل التاريخية التي كانت المقاومة هي الرد الأول والأخير على أي خطوة يقوم بها العدو أو حلفاؤه نحو إلغاء هذه القضية».
وشدد منيني، أن المقاومة لتحرير الجولان المحتل يجب ألا تقتصر على سورية، وقال «الجولان حق مشترك وكل المناضلين العرب وكل المؤمنين بالقيم العربية والثوابت العربية مطالبين بالدفاع عن الجولان كما القدس»، لافتا إلى أن «صفقة القرن» هدفها إعادة رسم المنطقة ككل وليس فلسطين فقط، وقال: «نحن لدينا قناعة تامة بأن القدس وفلسطين والجولان لن تعود دون المقاومة والمقاومة المسلحة».
واعتبر منيني، أن «التراجع العربي والتخاذل العربي هو السبب في تفوق الأعداء، ونحن نقول الأعداء ليسوا أقوياء ولكن الأنظمة العربية هي ضعيفة، ولكن الشعوب تبقى هي الدافع والمدافع الحقيقي ليبقى التعويل عليها هو التعويل الأساسي، وهذا يحملنا مسؤولية أكبر كأحزاب وكقوى عربية، فنحن مطالبون أكثر بتفعيل دورنا والقيام بواجباتنا وبتكريس مبادئنا، وكل هذه الأحزاب نشأت على مبادئ تقاوم الاحتلال وتدافع عن الأرض والسيادة والديمقراطية وغيرها من الثوابت التي تلتقي عليها الأحزاب وخاصة الأحزاب العربية التي تلتقي على ميثاق واضح».
وأضاف: «نحن مطالبون أولا أن نعيد النظر أيضاً بأدئنا، وهذا نقد جديد يجب أن يكون حاضرا في كل مفاصل أيامنا. أن نعيد تثبيت أولوياتنا. أن نعيد ترتيب أساليب المقاومة وابتداع أساليب جديدة، مع الإشارة إلى أن المقاومة المسلحة يجب أن تبقى حاضرة، لأنها هي الحل الوحيد لطرد هذا الكيان السرطاني من أرضنا».
وفي تعليقه على عدم تضمين سورية فيما تم تسريبه من مضمون «صفقة القرن» الذي يدل بوضوح على شراء أميركا بعض الأنظمة بالمال، قال منيني: «لا يتجرؤون على ذلك. نحن نشعر بالغبطة والسعادة أن سورية خارج هذه المعادلات دائما»، وأضاف: «هذه سورية وهي لا تستطيع إلا أن تكون في هذا الموقع».
وأوضح أنهم «كانوا يستهدفون سورية أصلاً لجعلها دولة تابعة مفككة تقوم على إثنيات وطائفيات وتصبح تابعة لهذه الأنظمة العميلة، وبالتالي تكون جزءاً من هذه التسويات، ولكن الذي جرى أن صمود سورية اليوم جعلها خارج معادلة التسوية والتطبيع وستبقى».
وأكد أن سورية ستبقى القبلة التي يتجه إليها كل العرب والأحرار من أجل الدفاع عن حقوقهم»، مشدداً على ضرورة دعم جهود سورية الوطنية والحكومية والشعبية لأن سورية هي الملاذ الحقيقي وليست فقط خزان المقاومة والحقوق العربية، وإنما هي قائدة الصف الأول، والآن تقود حربين أساسيتين حرباً ضد الكيان الصهيوني مستمرة منذ احتلال فلسطين ونكبتها وحرباً ضد الإرهاب الوجه الآخر لهذه الكيان الصهيوني.
وأضاف: «سورية اليوم بخوضها لهذين المسارين تحتاج إلى دعم حقيقي من قبل كل الأحزاب والقوى العربية والاتحادات والنقابات العربية، تحتاج أن تعلم أن هناك من ينظر إليها بعين الاحترام والتقدير والبلد التي ستبقى حاضنة لكل الحقوق العربية»، معتبراً أن «الأنظمة الظلامية الخليجية والرجعية للأسف أصبحت عبئاً على تاريخنا وعالمنا العربي وحقوقنا العربية».
واعتبر منيني، أن خسارة «حزب العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا لانتخابات اسطنبول، شكلت «ضربة قاضية» لأردوغان خصوصاً أن هذه الانتخابات قد أعيدت وبمرشح كان يشغل يوماً رئيس حكومة لديه.
ولفت إلى أن هذه الخسارة تدل تماماً أن السياسات التي يتبعها «العدالة والتنمية» لم تعد مخربة على المستوى الإقليمي، ولكن حتى في الداخل التركي الذي بدأ يكشف أن هذه السياسات لم تعد تقنعه ولا تمثل رأي الشعب ولا توجهاته.
وأضاف: «لكن نحن ننظر إلى هذه المسألة من جانب آخر، وهي أن النظام التركي حسب عادته ونظرتنا له، بأنه سيزداد صلفا، وتمسكا بتصرفاته الخارجة عن المألوف».
ورأى منيني، أن النظام التركي «مطالب الآن بإعادة ترتيب أوراقه ليس الداخلية وإنما الخارجية أيضاً. نحن ننظر إلى هذا النظام على أنه عدو لأنه يحتل أرضنا ومن الواجب مواجهته».
وأعرب منيني عن اعتقاده بأن نظام أردوغان لن يصعد في سورية بعد هذه الخسارة، لكنه أضاف: «نحن نرى أن تصرفاته في سورية هي تصرفات رعناء لن نجد تراجعاً على الأقل مبدئياً والحل الوحيد لإلزام التركي على التراجع هو التقدم العسكري (للجيش العربي السوري) الذي تشهده الساحات السورية».
وأضاف: «المعارك التي تشهدها إدلب ستؤدي إلى حراك سياسي لصالح الدولة السورية، لأن الجميع بات يدرك أن القوة هي القول الفصل لإثبات الحق القومي من إنكاره، لذلك أي تقدم عسكري ينعكس سياسياً بأبعاد مختلفة، ويلزم النظام التركي أولاً على تدوير أولوياته والخضوع إلى الإرادة السورية الروسية الإيرانية المشتركة».
ورداً على سؤال حول الاجتماع الثلاثي الذي عقده رؤساء مكاتب الأمن القومي لروسيا وأميركا والعدو الصهيوني في القدس المحتلة، وإن كان لدى الحزب توجس من هذا الاجتماع، قال منيني: «نحن ندين أي لقاءات مع هذا الكيان لأي دولة كانت، وبالتالي موقفنا واضح وثابت لم يتغير، ولكن أقول في السياسة إن الحليف الروسي أثبت وفاءه لسورية، ونحن لا نستطيع أن نمنع حلفاءنا الدوليين بأن يكون لهم علاقات فهذا شأن داخلي بشرط ألا تتعارض هذه العلاقة مع مصالحنا الوطنية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن