رياضة

بعد مباراة ماراثونية حسمها الترجيح … الوثبة يحقق أول ألقابه بكأس الجمهورية

| دمشق - هاني سكر

حسمت ركلات الترجيح لقاء نهائي كأس الجمهورية وأهدت الوثبة لقبه الأول بالبطولة بعد تفوقه على الطليعة بسبع ركلات لست بنهاية مباراة انتهى وقتاها الأصلي والإضافي على التعادل الإيجابي بهدف لمثله.
الفريق الحموي لم يتأخر بفرض خطورته فجاءت المحاولة الأولى عبر تسديدة من بعيد لمحمد زينو أوقفها رحال الذي تألق بالدقيقة الثانية وأوقف فرصة محققة من شبه انفرادة لمروان صلال وتدريجياً بدأ الوثبة بفرض سيطرته على الوسط مقللاً من خطورة الطليعة لكن الفرص تأخرت كثيراً وبدا تأثر الفريقين بحال أرضية الملعب التي لم تساعد على تقديم كرة قدم جيدة وبآخر ربع ساعة من الشوط جرب حفيان الوثبة عبر رأسية لم تجد من يتابعها أمام المرمى كما حاول زميله شوفان من خلال تسديدة علت العارضة، أما رد الطليعة فكان من اختراق آخر للصلال الذي ذهبت كرته بجوار القائم لينتهي الشوط الأول إلى التعادل السلبي.

هدفان وحمراوان
في الشوط الثاني بدا أن السيناريو سيستمر بالشكل ذاته من خلال سيطرة الوثبة وبحث الطليعة عن المرتدات وقدم كل فريق محاولة خجولة عبر التسديد من بعيد وبالدقيقة العاشرة توقف اللعب لنحو 3 دقائق نتيجة قيام بعض جماهير الطليعة برمي قوارير المياه تجاه لاعب الوثبة خلال استعداده لتنفيذ ركلة ركنية ومع مرور الوقت بدأت الفرص تقل إلى أن كسر الصلال جمود اللقاء وخادع الوثبة بانطلاقة رائعة من الخلف استثمر من خلالها بينية ممتازة لينفرد بالحارس وينجح بتسجيل هدف التقدم «د64» وهنا بحث الوثبة عن رد سريع وكاد أن يحقق ذلك من خلال حرة مباشرة وضعها العبد الله فوق العارضة ومن ثم أهدر بوطة فرصة أخرى للتسجيل، أما الحل فكان عن طريق البديل علي غصن الذي استثمر سلسلة من التمريرات الرائعة بين زملائه ليخادع الجميع بتسديدة هوائية ذهبت للزاوية البعيدة ليدرك التعادل «د73» وبعد هذا الهدف خرج الطليعة من مناطقه وحاول الانطلاق للأمام وكاد الصلال أن يخادع الحارس بعرضية مرت من الجميع وجاورت القائم وعند الدقيقة الـ85 جاءت نقطة التحول الجديدة حيث كان بديل الطليعة دينار في طريقه للانفراد قبل أن يدفعه سعد أحمد ليقرر الحكم إشهار البطاقة الحمراء بوجه لاعب الوثبة وخلال الاعتراض على القرار تعرض الحكم محمد العبد الله لدفعة من سعيد البرو ليقرر إشهار بطاقة حمراء ثانية ويطرد اللاعب ليتابع الوثبة ما بقي من اللقاء بتسعة لاعبين لكن رغم ذلك لم يستثمر الطليعة الموقف واقتصرت محاولاته على تسديدة من الخارج من دون جدوى لتذهب المباراة للأشواط الإضافية.
خلال التمديد استمر الوثبة بالاعتماد على ثلاثي هجومي رغم النقص العددي بظل سعي خليل لمنع الطليعة من المبالغة بالضغط وكاد بديل الوثبة عامر أن يصنع الفارق باستغلاله سرعته ومهارته لكن تسديدته جاورت القائم، أما أبرز محاولات الطليعة فجاءت عن طريق تسديدة للدينار من بعيد جاورت القائم.
بالشوط الإضافي الثاني واصل الوثبة سعيه لتمرير الوقت بظل النقص العددي وفعلاً نجح بإغلاق المنافذ أمام الطليعة الذي لم يتمكن من فرض أسلوبه ولم يصنع الكثير من الخطورة لينجح الفريق الحمصي بجر اللقاء لركلات الترجيح.

سيناريو الترجيح
الأخبار الجيدة للطليعة لم تتأخر كثيراً مع بدء تنفيذ ركلات الترجيح حيث سجل عبد الله فاخوري الركلة الأولى وأبعد عماد المنجد تسديدة إبراهيم العبد الله ولم يضيع أي فريق أياً من الركلات الثلاث التالية حيث سجل للطليعة كل من عبد الله الشامي وعبد الرزاق محمد وعميد بصيلة مقابل تسجيل كل من رامي عامر وخطاب مشلب وعلي غصن للوثبة لذا بات الطليعة بحاجة لتسجيل الركلة الخامسة لحسم الفوز من دون الحاجة لانتظار ركلة الوثبة لكن حسين رحال تألق وأبعد تسديدة حمزة الكردي قبل أن يسجل ماهر دعبول ويعلن عن تمديد الركلات.
سجل خالد دينار الركلة السادسة للطليعة مقابل تسجيل عبد الرزاق البستاني للوثبة والركلة السابعة سجلها للطليعة أحمد حديد وردّ عليه منهل كوسى واللافت أن تقدم مروان صلال لتنفيذ الركلة الثامنة تأخر لبعض الوقت وكأن ذلك كان مقدمة لإهداره حيث تصدى حسين رحال لتسديدته قبل أن يقوم حارس الوثبة ذاته بتسديد الركلة الثامنة للوثبة التي نجح عبرها بالتسجيل وحسم الفوز لفريقه وتحقيق اللقب ليحتفل جمهور الوثبة بتحقيق اللقب بعد معاناة رهيبة.

رافع يشكر الجمهور
أبدى مدرب الوثبة رافع خليل فخره الكبير بلاعبيه بعد أن تمكنوا من تحقيق لقب كأس الجمهورية رغم لعبهم لنحو 35 دقيقة مع نقص عددي إثر طرد لاعبين وبعد نهاية اللقاء تحدث خليل بالقول «أهدي هذا اللقب لمدير المكتب الإعلامي للنادي سابقاً محمود جمعة الذي توفي مؤخراً، لطالما حلم بأن يحقق النادي لقباً واليوم علينا أن نهديه هذا اللقب، أشكر اللاعبين على ما قدموه لقد تحملوا المسؤولية بشكل رائع اليوم كما نشكر الجمهور الذي ساندنا بشكل رائع».
نجم اللقاء حسين رحال فرض ذاته نجماً للقاء بعد تصديه لركلتي ترجيح إضافة لتسجيل ركلة الانتصار وعن هذا قال الحارس «لم أكن أفكر بأي شيء، كل ما كان بذهني هو إسعاد هذا الجمهور الرائع الذي رافقنا من حمص ودعمنا بكل شيء للفوز».
رئيس نادي الوثبة إياد سباعي شكر أيضاً اللاعبين والجماهير على دعمهم وعن المرحلة التالية قال: «التفكير بالمنافسة الآسيوية أمر مختلف لذا سيكون علينا العمل بجد فهدفنا هو الاستمرار بالمنافسة ورفع اسم سورية عالياً».
على الطرف الآخر أبدى مدير فريق الطليعة وعضو مجلس إدارة النادي فضل النايف حزنه على خسارة النهائي حيث تحدث بالقول: «لقد جنينا على أنفسنا حين لم نتمكن من استثمار النقص العددي للفوز لكن بكل الأحوال نحيي اللاعبين على ما قدموه».
أما نجم الطليعة عبد القادر عدي فأكد أن خسارة النهائي ليس نهاية الحلم لفريقه فقال: «مشروع الفريق لن يتوقف هنا هذه البداية فقط وبالسنوات المقبلة نطمح للاستمرار بالمنافسة وتحقيق الألقاب».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن