سورية

حزب الكرامة الناصري المعارض يرى أن استعادة مصر لدورها يبدأ من استعادة علاقتها بدمشق ورئيس تحرير الأهرام يوجه انتقادات لاذعة للموقف السعودي من سورية

القاهرة- فارس رياض الجيرودي :

تصاعد الحديث مؤخراً في القاهرة عن احتمال عودة العلاقات الدبلوماسية السورية المصرية، وعن اتخاذ العاصمة المصرية لموقف يميزها عن الحليف السعودي تجاه ملفات المنطقة وبالذات تجاه الأزمة السورية، وجاء تصاعد هذه التوقعات على وقع انفتاح إعلامي مصري على المسؤولين السوريين تمثل في زيارة وفد إعلاميين مصريين لدمشق، ولقاء تلفزيوني مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على قناة النهار المصرية، ولقاء صحفي أجرته الأهرام المصرية مع السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم، إضافة إلى تزايد المقالات في الصحف المصرية المملوكة للدولة منها والخاصة والتي تنتقد الموقف السعودي من سورية، وآخرها مقال افتتاحي لرئيس تحرير «الأهرام»، محمد عبد الهادي علام، نشر الجمعة الماضي تحت عنوان: «محاربة الفساد- الأزهر- سورية.. 3 معارك للدولة في الداخل والخارج»، رأى فيه علام أن مسألة الإصرار على تنحية الرئيس الأسد في ظل الظرف الراهن في دمشق والمدن السورية الكبرى، «يصب في مصلحة هدم مؤسسات الدولة السورية، وهو ما يعني أن ما لم يتحقق بالإرهاب (القوة العسكرية لجماعات دموية)، يمكن أن يتحقق عن طريق بوابة السياسة».
وأضاف علام: «إن حجم المأساة واتساعها، لا يبرران بأي حال من الأحوال الرغبة في التخلص من نظام أو رئيس، فلا يمكن تصديق تلك الأطراف المتورطة في تشريد شعب أو تدمير أمة، بزعم إنقاذه من حكامه.. أي جنون هذا؟!».
وتابع: «لم تكن مشاهد مآسي الشعب السوري على شواطئ تركيا وأوروبا، التي احتلت مساحات واسعة من تغطية الإعلام العربي والدولي في الأسبوعين الأخيرين، سوى محصلة لتواطؤ ما يسمى بـالمجتمع الدولي في التصدي لعصابات القتل التي تريد هدم الدولة السورية، وتفريغ الأرض من أبنائها تحقيقاً لأهداف وخطط مريبة، تحت دعوى التخلص من النظام الحالي في دمشق».
وانتقد رئيس تحرير الأهرام «مواقف غير مفهومة من أطراف عدة عربياً ودولياً تصر على وضع «العصا في العجلة»، باشتراطها تنحي بشار الأسد أولا، وعدم تضمينه في الحل السياسي، على حين تعلم تلك الأطراف أن «جنيف» لم تتضمن ذلك، وأن الخطر الأكبر هو التنظيمات المتطرفة التي تعيث فسادا في سائر مناطق سورية والعراق، ولا تجد رادعا حاسما سواء من العواصم العربية أو من القوى الدولية التي تعلن عن مواقف متشددة، وتتقاعس عن تقديم مشروع حقيقي يوقف الكارثة».
واستطرد: «تعلم القوى العربية والدولية أن النظام الحاكم في دمشق لابد أن يكون جزءا من مواجهة الظلاميين الذين تفوق جرائمهم كل ما جاء في كتب التاريخ من فظائع البرابرة والتتار والمغول». وانتهى رئيس تحرير الأهرام إلى القول: «نريد في هذه الظروف العصيبة أن نتيقن من جدوى تلك الدعوات للحل السياسي، وخاصة أن اتفاق جنيف1 بين أيادينا، ويقدم رؤية للحل، وخريطة طريق مقبولة، وتم التوصل إليها برعاية دولية.
واستطرد: «من باب التذكرة، تضمن بيان جنيف1 خطوات رئيسية تحدد معالم أي عملية انتقالية، وأولها إقامة هيئة حكم انتقالية باستطاعتها أن تهيئ بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية، وثانيها أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلد، وثالثها إعادة النظر في النظام الدستوري، والمنظومة القانونية، ورابعها: الإعداد لانتخابات حرة، ونزيهة، وتعددية».
وفي السياق نفسه رأى الدكتور حسن أبو طالب الخبير السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في حديث خاص لـ«الوطن» أن «الدفاع عن سورية في المرحلة الحالية هو دفاع عن النفس بالنسبة لمصر التي تبدو مهددة من الأخطار نفسها التي تضرب سورية»، ورأى أبو طالب أن الحل للأزمة السورية من وجهة النظر المصرية يجب أن يرتكز على أربعة أسس هي: «ضمان سلامة مؤسسات الدولة السورية، وضمان عدم حصول الجماعات المتطرفة والمتغطية بستار الدين على أي فرصة للمشاركة في المستقبل السياسي لسورية، وضمان وحدة الأراضي السورية، وحفظ حقوق المعارضة السورية الوطنية السلمية في الشراكة في مستقبل سورية السياسي»، أما القيادي في حزب الكرامة الناصري المصري المعارض أمين اسكندر فقد رأى أن: «التأخر في خطوات استرجاع العلاقات الدبلوماسية الطبيعية بين دمشق والقاهرة غير مبرر، وخصوصاً بعد الدور الذي لعبته دمشق بصمودها في وجه الإرهاب في إيقاف تمدد مشروع الإخوان المسلمين لحكم العالم العربي، ما مهد الطريق لمصر لتطلق ثورة 30 حزيران يونيو وتسقط حكم الإخوان فيها»، وأردف اسكندر: «لقد اختلفت في السابق كثيراً مع القيادة السورية بسبب مسائل تتعلق بملف الحريات في سورية، لكن عندما تصبح المعركة على الوطن لا نملك ترف الاختلاف، لقد ترأست لجنة الشؤون العربية في البرلمان المصري الأخير المنحل، وكاد نواب الإخوان المسلمين خلال ذلك يقبلون يدي لأقبل بإصدار بيان يؤيد التدخل الغربي في سورية لكني رفضت، وقلت لهم وقتها أنتم مستعدون لفعل أي شيء للوصول للسلطة»، وختم اسكندر: «إننا نعاني في العالم العربي من محاولات إمارات الخليج لشراء دور بالمال وهو ما يتم على حساب الدور القيادي الذي من المفترض أن تلعبه مصر، إن سورية تمثل روح العروبة واستعادة مصر لدورها يبدأ من إعادة علاقتها مع دمشق».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن