سورية

أشار إلى إمكانية حدوث انشقاق في «العدالة والتنمية» بقيادة غول ومئة من النواب … محلي: لن يكون لأردوغان مستقبل سياسي في تركيا بعد سنتين

| مازن جبور

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، حسني محلي، أن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان «لن يصمد أكثر من سنتين في تركيا»، وأن الانزعاج بدأ يعتريه بعد الهزيمة الكبيرة في انتخابات إسطنبول خصوصاً مع إمكانية حدوث انشقاقات في «العدالة والتنمية» بقيادة عبد الله غول ومئة من نواب الحزب.
وفي تصريح لـ«الوطن» على هامش ورشة نقاشية جرت في «مركز دمشق للأبحاث والدراسات– مداد»، أكد محلي المقيم في إسطنبول منذ عشرات السنين، أن «أردوغان ما زال يتبنى الورقة الإخوانية والفكر الإخواني عبر العلاقة مع جميع المجموعات المسلحة الموجودة في سورية».
وأشار محلي الذي اعتقله النظام التركي لأربع سنوات إلى أن «تركيا تلعب الآن دوراً مهماً في موضوع اللجنة الدستورية وتحاول أن تفرض رأيها على تشكيلها».
واعتبر محلي، أنه «دون تركيا لا يمكن معالجة الأزمة السورية سلباً كان أم إيجاباً نتيجة علاقاتها مع روسيا وإيران ومساري «أستانا» و«سوتشي»، إضافة إلى أنها «موجودة في الشمال السوري من جرابلس إلى عفرين».
وقال: «أيضاً من خلال العلاقات المتشابكة مع روسيا مصلحياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً تحاول تركيا أن يكون لها دور مؤثر في المستقبل السوري الجديد»، مشيراً إلى أن «مشكلتها الحقيقية هي في شرق سورية نظراً للتواجد الكردي».
وأضاف: كما أن أميركا تحاول من خلال ورقة الأكراد في سورية تضييق الحصار على تركيا».
ولفت محلي إلى أن «تركيا الحالية بزعامة أردوغان لا يمكن أن تتخلى عن ورقة الجماعات المسلحة لأن أردوغان يعتقد ويفكر بأنه حامي حماة الإسلاميين ليس فقط في سورية بل وفي العالم، ومن ثم فإن الأمر نفسي».
وأضاف: «كما يرى أردوغان في التنظيمات الإسلامية المسلحة ورقة ضمانة لمواجهة أي احتمال شرق الفرات».
وتابع: «تركيا طالما فشلت عسكرياً على الأقل حتى الآن فهي تريد أن يكون لها دور فعال وجدي وأساسي في سورية الجديدة بعد اللجنة الدستورية والانتخابات».
ورأى محلي أن «كل ما حدث في تركيا له علاقة تامة بالسياسة الخارجية والعكس صحيح ففشل أردوغان في سياسته الخارجية والداخلية نتيجة انعكست في انتخابات الإعادة لرئاسة بلدة اسطنبول».
ولفت إلى أن المعطيات الداخلية التركية الآن بدأت تزعج أردوغان بعد خسارته المدوية في إسطنبول، وجاءت نتيجة الفساد الكبير الموجود في المدينة والذي تورط فيه «العدالة والتنمية».
ورأى أن كل ذلك سينعكس على مستقبل أردوغان، يضاف إليه احتمالات التمرد داخل «العدالة والتنمية» وحصول انشقاقات، بقيادة عبد الله غول وعلي باباجان وزير الاقتصاد السابق وهذا سيؤثر في مستقبل أردوغان.
وأعرب محلي عن اعتقاده، أنه «بعد سنتين من الآن حتى قبل الانتخابات الرئاسية القادمة فإن أردوغان لن يكون له مستقبل سياسي في تركيا».
وبين أن «العدالة والتنمية»، خسر في 31 ولاية ما مجموعه 66 بالمئة من السكان في تركيا و78 بالمئة من اقتصاد تركيا و99 بالمئة من سياحة تركيا وأهم شيء خسارة اسطنبول.
وبيّن محلي، أن غول بدأ يتحدث عن عدم رضا عن نتائج الانتخابات وعمل الحزب، مشيراً إلى أنه إذا نفذ كلامه فإنه في نهاية أيلول سيكون هناك تحرك له لتشكيل حزب جديد مع أتباعه، وإذا ما تم ذلك فهناك توقع أن ينشق 100 نائب من كتلة «العدالة والتنمية» في مجلس النواب وينضموا إلى حزب غول، ومن ثم يفقد أردوغان وحزبه الأغلبية النيابية.
ولفت محلي إلى أن هناك رأياً سائداً في تركيا حالياً، بأن النظام الرئاسي غير مجد، بعد أن استغله أردوغان، وبالتالي قد يكون هناك حملة من نواب المعارضة للعودة إلى النظام البرلماني.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن