قضايا وآراء

عدوان إسرائيل لن يحقق أهدافه

| ميسون يوسف

في كل مرة يحقق فيها الجيش العربي السوري إنجازا ميدانيا ويدفع الإرهابيين إلى حال من التضعضع والانهيار المعنوي والتشتت الميداني، تتدخل إسرائيل لنجدتهم وتنفذ عدوانا على سورية بحجج وذرائع واهية كاذبة تدعي فيها مرة أنها تواجه إيران ومرة أنها تقطع الطريق على حزب الله وهي في الحقيقة تكون في سياق تنفيذ عدوان موصوف بقصد النيل من قدرات سورية وجيشها لمنعها من مواصلة عملياتها العسكرية الرامية لتحرير الأرض وتطهيرها من الإرهاب.
وفي هذا السياق جاء العدوان الإسرائيلي الأخير وبشكله الواسع المتناسب مع حجم الانهيار في صفوف الإرهاب وحجم الخوف الإسرائيلي الأميركي من مواصلة الجيش العربي السوري لعملياته الظافرة في محيط إدلب واستكمالها وفقا للخطط الموضوعة التي إذا تم تنفيذها بالكامل، فستسقط إستراتيجية أميركا في سورية القائمة على إطالة أمد الصراع.
وبالتالي نفذت إسرائيل عدوانها بهذا الشكل والظرف من أجل حجب وهج الانتصارات السورية وفرض سياق آخر للعمل الميداني ودفع الجانب السوري على تغيير جدول أولوياته بما يؤدي إلى وقف عمليات التحرير في إدلب وإراحة الإرهابيين من الضغط الشديد الذي تشكله عليها وحدات الجيش العاملة في المنطقة.
كما أن العدوان هذه المرة يأتي ربطا بالاجتماع الثلاثي الذي جمع روسيا وأميركا وإسرائيل للتداول في مواضيع تتصل بسورية ووجود حلفائها على أرضها، وما روجت له إسرائيل بأن الاجتماع فوض إسرائيل بالعمل ضد الوجود الإيراني في سورية، فنفذ العدوان للإيحاء بصدقية هذه التسريبات من أجل زرع بذور الخلاف بين روسيا وإيران وسورية وتفكيك معسكر الدفاع عن سورية.
ولكن في المقابل بات ثابتا أنه مهما خططت إسرائيل وأميركا ومهما فعلت فإن سورية ماضية قدما في عملياتها وفقا لجدول الأولويات الذي وضعته، وهي مستمرة في تحالفاتها الصادقة التي رسختها بالدم في خنادق القتال ومصممة على تحقيق التحرير والتطهير الكامل لكل الأرض السورية، ولن يثنيها فعل عدوان ميداني أو إعلامي، فمن حقق انتصارات الأعوام الثمانية الماضية قادر على استكمال المهمة وتحرير وتطهير ما بقي مدنسا حتى الآن بيد الاحتلال والإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن