رياضة

في دوري المحترفين.. سلة الوسط تكملة عدد

| مهند الحسني

انتهى الموسم السلوي بالنسبة لفرق الوسط التي كانت مشاركتها أشكالاً وألواناً بين القبول هنا والرفض هناك، وبدا واضحاً أنها لا تعمل على تطوير مستواها، وبأن نتائجها المتواضعة هذا الموسم تعد نتاجاً وحصاداً لما تزرعه في مفاصل اللعبة لديها، فكان أداؤها متفاوتاً وعشوائياً أقرب منه أن يكون ارتجالياً، وبدت أغلبية هذه الفرق تشارك من أجل تسجيل مبدأ الحضور ليس أكثر.
ولهذا المستوى والنتائج أسباب وعوامل كثيرة، وسنذكر بعضها على أمل أن تجد هذه الأندية حلولاً لها في قادمات الأيام، وتكون بين الفرق المنافسة على الألقاب.

الرجل المناسب
لا نغالي كثيراً إذا قلنا إن أغلب أندية الوسط تعاني من حالة عدم الاستقرار الفني، وعملها يتصف بالعشوائية، ولا تمت للاحتراف بصلة، وربما يعود ذلك لضعف رؤية القائمين على هذه الأندية، لكون معظمهم ليسوا من أصحاب الخبرة الفنية، وما وجودهم في مركز صنع قرار إلا لامتلاكهم سطوة المال، فباتوا يتدخلون في كل شاردة وواردة، وحتى بالأمور الفنية، وهذا انعكس سلباً على سير اللعبة.

اللعبة الأولى
يبدو أن كرة القدم اللعبة الأولى كانت وستبقى تغنج بالحصة الأكبر من اهتمام إدارات الأندية، إضافة إلى أنها تحصد الحصة الأكبر من ميزانياتها، فهي اللعبة الأكثر شعبية وجماهيرية، وإنجازاتها إن تحققت فإنها ستسجل في تاريخ الإدارة القائمة على أمور النادي، وهو ما يسهم في صرف النسبة العظمى من ميزانيات الأندية على عقود ومقدمات لاعبي كرة القدم، فتحولت إدارات هذه الأندية لإدارات لكرة القدم فقط، أما كرة السلة فإنها أضحت بفضل ذلك في آخر الأولويات، حيث لم تجد من يهتف لها وباسمها، أو يطالب بحقوقها، وهذا تسبب في تراجع شعبيتها في السنوات العشر الأخيرة، وزاد الطين بلة دخول الاحتراف الذي حوّل اللاعب إلى موظف همّه الوحيد قبض الرواتب، ومقدمات العقود، ولا يتوقف الأمر عند هذه الحدود بل حاولت بعض هذه الإدارات إلغاء اللعبة، أو حتى تخفيف فرقها ومصاريفها، لكون تنقلات الفرق أصبحت تضع هذه الأندية تحت وطأة الأعباء المالية الكبيرة.

إهمال واستخفاف
على ضوء هذا الواقع المادي الذي تعاني منه أندية الوسط فإن جل اهتمامها ينصب على فرق الرجال، وباتت هموم وشجون فرق القواعد آخر أولوياتها لعدم توافر الإمكانات التي تسمح بتطوير مستواها، وعندما يجد الجد وتدور رحى الدوري، لا تجد هذه الأندية من أبنائها من يشارك معها، ويدعم الفريق سوى قلة قليلة من اللاعبين لا يمكن أن يلبوا حاجتها، ما يدفعها إلى فتح باب التعاقدات، وإبرام العقود مع لاعبين من مستوى متواضع، لأن التعاقد مع لاعبي النخبة بحاجة لأموال وفيرة وكثيرة.
لذلك ‏ لن تتطور سلتنا الوطنية إذا بقيت فرق القواعد فيها بهذه الدرجة من الاستخفاف والإهمال، من دون أن تكون هناك التفاتة حنونة منها لهذه الفرق التي بدأ يخبو بريقها شيئاً فشيئاً لتصل حد التلاشي.

غياب النجوم
البدايات الخاطئة لا يمكن أن توصلنا إلى نتائج جيدة، فعلى مدار سنوات طويلة لم يظهر أي نجم سلوي بارز سوى من رحم الأندية الكبيرة صاحبة الجاه والمال، ولم تتمكن أندية الوسط التي نتحدث عنها من صناعة نجم سلوي بارز أسوة بالأندية الكبيرة منذ عقود، ولم نر أي لاعب سطع نجمه من رحمها، وهذا يعود لقلة الاهتمام، وضعف الإمكانات المادية، وغياب الرؤية المستقبلية للعبة.

الحلول
كرة السلة في ما مضى كان لها أهلها ومحبوها وخبراؤها، واليوم تقف يتيمة بلا دعم أو خبراء، رجال الاقتصاد والداعمون الذين ظهروا على الساحة الرياضية، لن يدفعوا أموالهم لمسابقات غائبة المعالم محسومة النتيجة قبل بدايتها، ولن ينفقوا الأموال إذا لم تضمن لهم تصدر المنصات، والظهور على الشاشات المحلية والفضائية، صالاتنا المفتقدة لمقومات الصالات الرسمية، لم تعد تليق بمباريات درجة ثالثة، لكونها غريقة في الشتاء حارّة في الصيف، فهل من حلول لدعم وتطوير هذه الأندية، أم إنها ستكتفي بدور الكومبارس الذي بات السمة الأبرز لجميع مشاركاتها المحلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن