سورية

تصاعد مخاوفهم من تزايد العنصرية ضدهم في تركيا … عودة دفعة جديدة من المهجرين السوريين إلى الوطن

| وكالات

مع عودة دفعة جديدة من المهجرين السوريين في الأردن إلى الوطن أمس، تصاعدت مخاوف الموجودين منهم في تركيا مع تزايد مظاهر العنصرية ضدهم، خاصة بعد الاعتداءات التي نفذها أتراك ضدهم في مدينة اسطنبول.
وبحسب وكالة «سانا» للأنباء، عادت أمس دفعة جديدة من العائلات المهجرة في مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب الحدودي إلى قراهم المحررة من الإرهاب.
من جهة ثانية، أثارت الاعتداءات التي نفذها مواطنون أتراك في مدينة إسطنبول مؤخراً ضد مهجرين سوريين، مخاوف هؤلاء من تدهور أوضاعهم، حيث ذكرت وكالة «أ ف ب» للأنباء، أن أحد هؤلاء المهجرين ويدعى أحمد ياسين، كان يعمل في صالون الحلاقة الذي يديره في حي كوتشوك شكمجة في اسطنبول عندما تجمع حشد ضم عشرات ثم مئات الأشخاص قبل أن يهاجموا محله ومتاجر سوريين آخرين.
وقال ياسين: «رشقونا بالحجارة التي خلفت أضراراً على واجهة المحل، كنا ثلاثة في الداخل، خفنا ولم نتمكن من الخروج حتى بعد منتصف الليل، عند الساعة الواحدة فجراً».
وذكرت الوكالة، أن أعمال الشغب هذه التي هزت كوتشوك شكمجة قبل عشرة أيام وكانت الأحدث في دائرة العنف ضد المهجرين السوريين، أثارت مخاوف من تدهور أوضاعهم في مناخ متقلب يشهد جسارة في التعبير عن كره الأجانب وخصوصاً خلال حملة الانتخابات البلدية الأخيرة التي خسر فيها حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لمصلحة المعارضة.
ويقول نظام رجب طيب أردوغان إن تركيا حالياً يوجد فيها 3.5 ملايين سوري بينهم 500 ألف في اسطنبول، وعمل ومازال يعمل على ابتزاز الدول الغربية مادياً وسياسيا بهؤلاء المهجرين.
وكانت جامعة قادر هاس في اسطنبول نشرت دراسة الأسبوع الماضي تفيد بأن نسبة الأتراك المستائين من وجود المهجرين السوريين ارتفعت من 54.5 بالمئة إلى 67.7 بالمئة في 2019.
وفي اسطنبول يتعايش الأتراك والسوريون في توازن هش في معظم الأحيان، وفي كوتشوك شكمجة بدأ كل شيء من شائعة نفتها السلطات (التركية)، تفيد أن صبياً سورياً تلفظ بكلام مسيء مع فتاة تركية، بحسب «أ ف ب» التي قالت: لقد كانت نتائج هذه الحادثة واضحة للعيان.. واجهات محال تغطيها أشرطة لاصقة ولافتات متدلية من أطرافها.
ونقلت الـــوكالة عن السوري محمد عماري (27 عاماً) الذي وجد محل بيع الحلويات الذي يعمل فيه مخرباً عندما وصل إليه في اليوم التالي قوله: «حطموا الواجهة بالحجارة والعصي».
وقال السكان بحسب الوكالة: «إن أعمال العنف التي وقعت في كوتشوك شكمجة ليست معزولة لكنها لم تكن يوماً بهذا الحجم، وقد اضطرت الشرطة لاستخدام الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق الحشد».
وأكدت الوكالة، أن أحد المواطنين الأتراك ويدعى عزت سيفيم لم يسلم متجره من التخريب كونه يوظف سوريين، وتعليقاً على ذلك، قال وهو يصرخ معبراً عن استيائه: «إذا وجدوا قطة نافقة في الشارع فستجد من يقول إن سورياً قتلها! يجب الكف عن كيل التهم لهم دون وجه حق»، على حين لا يوافق نظيره مراد العامل الذي يعيش في كوتشوك شكمجة على أعمال العنف، لكنه يريد أن «يعود السوريون إلى بلدهم» لأنه وحسب قوله «شبابنا لا يجدون وظائف».
واتُهم مسؤولون سياسيون أتراك بتأجيج الوضع خلال حملة الانتخابات البلدية.
وواجه رئيس بلدية اسطنبول المنتخب أكرم إمام أوغلو انتقادات لأنه عبر عن استيائه من عدد اللافتات المكتوبة باللغة العربية في بعض الأحياء، وقال «هنا تركيا هنا اسطنبول».
خلال حملة الانتخابات البلدية، أطلق إمام أوغلو العنان للخطاب المعادي للمهجرين على شبكات التواصل الاجتماعي تحت وسم «السوريون إلى الخارج».
وقالت محافظة اسطنبول الأسبوع الماضي: إنها طلبت من أكثر من 700 تاجر سوري «تتريك» لافتات محالهم المكتوبة بالعربية، لكن معظم الأتراك الذين سئلوا عن آرائهم في كوتشوك شكمجة، قللوا بحسب الوكالة، من أهمية الحوادث الأخيرة ودعوا إلى التضامن.
بدورها وكالة «رويترز» للأنباء قالت في تقرير لها: «أشعل التباطؤ الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة في تركيا الغضب تجاه السوريين الذين ينظر الأتراك للكثيرين منهم باعتبارهم عمالة رخيصة تستولي على الوظائف وتستفيد من الخدمات العامة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن