عربي ودولي

تزامنت مع مواصلة عمليات الاقتحام للأقصى … نتنياهو يستفز العرب والعالم ويقوم بجولة استفزازية في القدس

فلسطين المحتلة – محمد أبو شباب :

يتواصل العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى لليوم الرابع على التوالي من خلال الاقتحامات المتواصلة والزيارة الاستفزازية التي قام بها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو للقدس حيث انتشرت قوات الاحتلال بشكل كبير في منطقة صور باهر القريبة من المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، لتأمين زيارة نتنياهو، فيما تجمهر المقدسيون في المنطقة للتصدي لزيارة نتنياهو الاستفزازية.
في السياق ذاته، اقتحم الحاخام الصهيوني المتطرف يهود غليك المسجد الأقصى برفقة عدد من المستوطنين بالتزامن مع زيارة نتنياهو لصور باهر، فيما تصدى له المرابطون في المسجد الأقصى، وأصيب عدد منهم جراء الاعتداء عليهم من جنود الاحتلال.
وقالت صحيفة «معاريف» العبرية: إن جولة نتنياهو جاءت على خلفية تدهور الأوضاع في المدينة، وأن الزيارة شملت مستوطنتي «أرمون هنتسيف» و«معاليه أدوميم»، وتحدث خلالها عن القرارات التي تم اتخاذها في أعقاب الاجتماع الطارئ الذي عقد في مكتبه، وأضافت إن نتنياهو صرح بأن «الوضع الحالي لا يمكن أن يكون مقبولا، ونأمل بمنح أفراد الشرطة والجنود الأدوات التي تمكنهم من العمل بفاعلية اكبر ضد راشقي الحجارة والزجاجات الحارقة» حسب زعمه.
وأضاف نتنياهو: «الحجر لا يميز بين المركبة التي تتضرر هنا أو داخل الخط الأخضر، ونحن عازمون على تبني تغييرات على تعليمات فتح النار والعقوبة الدنيا لراشقي الحجارة، واتخاذ خطوات لتشديد الغرامات على القاصرين وعائلاتهم لزيادة الردع»، مؤكداً أن «محاربة هذه الظاهرة ستمتد إلى الجليل والنقب وليس فقط في منطقة القدس».
وكان مكتب نتنياهو أعلن عن نيته زيارة المناطق الحساسة في مدينة القدس، والتي يتم فيها إطلاق الحجارة على المستوطنين، على خلفية الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية خلال ما يسمى بعيد رأس السنة العبرية.
ونصبت قوات الاحتلال خيمة كبيرة استعملتها كـ«غرفة عمليات» مفتوحة لمراقبة الطرق ولتأمين هذه الزيارة.
وفرضت حصاراً شاملاً على البلدة القديمة من المدينة ومحيط المسجد الأقصى المبارك، ونصبت الحواجز على مداخلها.
في السياق قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد: إن الشعب الفلسطيني سيدافع عن المسجد الأقصى وعروبته وسيفشل مخططات حكومة الاحتلال بتوحده وإنهاء الانقسام.
وقال الأحمد: «إعلان نتنياهو زيارة مناطق حساسة يذكرنا بانتفاضة الأقصى، عندما قام شارون تحت حماية 3000 جندي إسرائيلي بزيارته وبدأت الاشتباكات والصدامات التي أشعلت الانتفاضة، من ثم أعادت إسرائيل احتلالها للضفة الغربية ضاربة عرض الحائط بكل الاتفاقيات التي سبق أن وقعتها»، مؤكداً أن ما يجري في القدس يتطلب وقفة موحدة وجادة لكي نتصدى لمخطط الاحتلال الإجرامي.
وأكد الأحمد أن نتنياهو يستغل حالة الانقسام السائدة في الوطن العربي لتمرير مخططاته أمام التقصير العربي، والدول الإسلامية التي تتغنى بإسلامية المسجد الأقصى وأهميته، تزامناً مع دعم حكومة الاحتلال لهجمات واقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، وتصعيداً من حملاتها ضد المرابطين في الأقصى من خلال الإجراءات القاسية التي تتخذها بحقهم.
في الغضون قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: إن ما تقوم به حكومة الاحتلال من تصعيد متواصل ضد القدس ومقدساتها يمثل تمادياً في العدوان الإسرائيلي الرسمي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل الذي يرزح تحت الاحتلال، يفرض مسؤولية قانونية وأخلاقية كبرى على الدول الموقعة على اتفاقيات جنيف.
وشددت الخارجية الفلسطينية على أن الدول السامية الموقعة على هذه الاتفاقية، تتحمل المسؤولية في إلزام إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال لضمان احترام وتنفيذ هذه الاتفاقيات، ويتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً من أجل فرض احترام هذه الاتفاقيات على دولة الاحتلال، ومساءلتها ومحاسبتها على انتهاكاتها وفقاً للقانون الدولي.
وأكدت الخارجية الفلسطينية في بيان لها على أن «ما تقوم به إسرائيل كحكومة أو وزراء، أو مسؤولين، سواء على مستوى التصريحات العنصرية والتحريضية، أو الإجراءات الميدانية القمعية، تخرج جميعها عن إطار حدود وصلاحيات إسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال في فلسطين، وذلك حسب اتفاقيات جنيف، لاسيما وأن فلسطين دولة تحت الاحتلال وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 19/67، وبالتالي تنطبق عليها هذه الاتفاقيات نصاً وروحاً».
وأدانت الوزارة بشدة عربدة الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها نتنياهو وأجهزتها المختلفة في القدس المحتلة، وبشكل خاص في الحرم القدسي الشريف، حيث يتسابق أركان الحكومة الإسرائيلية المتطرفة في إطلاق سلسلة من التصريحات واتخاذ العديد من الإجراءات القمعية والعدوانية غير المسبوقة ضد المسجد الأقصى المبارك والمدافعين عنه والمرابطين فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن