رياضة

فريقان للمرة العاشرة في المربع الذهبي لكأس إفريقيا … هل نشهد نهائياً عربياً للمرة الثانية؟

| خالد عرنوس

اقتربت ساعات النهاية للعرس الإفريقي بنسخته الثانية والثلاثين مع نصف النهائي الذي يقام اليوم، ففي ملعب القاهرة الدولي سيكون الموعد مع أحد اللقاءات الكلاسيكية على مستوى البطولة ويجمع المنتخبين الجزائري والنيجيري في إعادة لذكريات نهائيين سابقين وهو اللقاء الثاني للنسور على هذا الملعب بعدما خاضوا أول أربع مباريات على ملعب الإسكندرية، على حين يعود المحاربون إلى العاصمة عقب رحلتهم إلى السويس وفيها واجها الامتحان الأصعب أمام أفيال ساحل العاج وسبق لهم خوض أربع مباريات على ملعب الدفاع الجوي بالقاهرة.
وعلى ملعب الدفاع الجوي في القاهرة أيضاً يلتقي منتخبا تونس والسنغال والأخير لم يغادر العاصمة فخاض 4 مباريات على الملعب ذاته ومباراة ربع النهائي على استادها الدولي، بينما سيتعرف الأول على الملعب حيث سبق له خوض الدور الأول في السويس قبل أن ينتقل إلى الإسماعيلية في ربع النهائي ثم إلى القاهرة حيث استاد السلام وفيه حقق فوزه الأول.

نهائي مبكر
إذا اعتبرنا أن مواجهتي نيجيريا والكاميرون في دور الـ16 والجزائر مع ساحل العاج نهائيين مبكرين فإن المواجهة التي ستجمع الفائزين ضمن دور الأربعة هي نهائي مبكر قبل الأوان، كذلك فالمحاربون والنسور سبق لهم خوض هذا الدور كثيراً بل هما التقيا في النهائي مرتين والأهم أنهما قدما حتى الآن مستويات تشفع لهما بالتأهل إلى النهائي بل والظفر باللقب الأثير وإن كانت الكفة تميل ناحية المحاربين في هذا الجانب، فالفريق الذي يقوده المدرب الوطني جمال بلماضي قدم أداءً ثابتاً ومميزاً في المباريات الخمس وكان الأفضل من منافسيه فيها بكل المقاييس ونال استحسان الجماهير والمراقبين والخبراء فقد ظهر بدفاع قوي ومن ورائه حارس مرمى لم يختبر كثيراً إلا أنه كان بالموعد ولم تهتز شباكه سوى مرة واحدة وخط وسط مرن يسيطر على الملعب ويصنع الكثير من الكرات وهجوم مرعب ولا يُعاب عليه سوى إهدار الكثير من الفرص السهلة وهو الأمر الذي اعترف به بلماضي.
والمقابل فإن المنتخب النيجيري العائد إلى البطولة بعد غياب عن النسختين السابقتين ودخلها مرشحاً باعتباره بطل 2013 وتخطى الدور الأول بسهولة رغم سقوطه أمام مدغشقر وأثبت قوته في أدوار الإقصاء بالتفوق على البطل الكاميروني بسيناريو يحسب للنسور ثم أبطل مفعول مفاجأة أولاد جنوب إفريقيا في ربع النهائي دون عناء كبير.

موازين قوى
الإرهاق هو ما يخشاه الجزائريون خاصة بعد موقعة العاجيين التي استنزفت الكثير من المخزون البدني وكذلك الإصابات لاسيما بعد خروج يوسف عطال مصاباً في تلك المباراة وتأكد غيابه الليلة، وتبدو الأمور أكثر سهولة للنسور الذين لم يضطروا بعد لخوض الأوقات الإضافية واستفادوا من يوم راحة إضافي، وتبدو الأمور متوازنة هجومياً بين الفريقين بوجود أحمد موسى السريع وشوكويزي المهاري وإيغالو الهداف وقائد خط الوسط إتيبو وإلى جانبه نديدي وآيوبي وإمكانية الاستعانة بخبرة جون أوبي ميكيل الذي لم يستخدمه المدرب الألماني غيرنوت رور كثيراً في البطولة.

بالمقابل فإن الجماعية سلاح بلماضي المهم وأيضاً البدائل الحاضرة والمهمة، حيث لم يجد غضاضة في إخراج نجم الفريق الأبرز رياض محرز، فلم تقل فاعلية الهجوم بإشراك وناس أحد اكتشافات هذه البطولة وبوجود بلايلي المهاري والمهاجمين بونجاح وسليماني وأندي ديلور ومن ورائهم فيغولي وقيدورة يبدو الشق الأمامي للمحاربين مثالياً، أما دفاعياً فهناك بن سبعيني وبلعمري وماندي وبن ناصر وربما محمد فارس ومن ورائهم الحارس الخبير مبولحي وعليه فإن التشكيلة الجزائرية تبدو أكثر من مثالية ويتوقف الأمر على ما يقدمه هؤلاء اللاعبون.

قوة التيرانغا
من يستعرض نتائج ومباريات منتخبي السنغال وتونس يجد أن الفارق كبير لمصلحة أسود التيرانغا رغم خسارتهم أمام الجزائر بالدور الأول ورغم أنهم واجهوا فريقين من الصفوف الأدنى في أدوار الإقصاء، بالمقابل ورغم أن نسور قرطاج لم يخسروا حتى الآن إلا أنهم تعادلوا أربع مرات ولم يفوزوا إلا في المباراة الخامسة وعلى مدغشقر الذي يشارك للمرة الأولى في النهائيات، ولم تهتز شباك السنغال سوى مرة واحدة وفيها فشل بالرد، بينما التونسي فشل بالتسجيل مرة واحدة لكنه تلقى ثلاثة أهداف مقابل تسجيله 6 أهداف نصفها بالمرمى الملغاشي، وبنظرة سريعة للاعبي الفريقين الذين خاضوا الدقائق الأكثر نجد أن خمسة لاعبين من النسور خاضوا الدقائق الكاملة والفريق بمجمله لعب أكثر بثلاثين دقيقة من نظيره السنغالي ما يرجح كفة الأخير الذي ارتاح يوماً إضافياً كذلك.

نظرياً تبدو الأمور في مصلحة ساديو ماني أحد هدافي البطولة والمرشح الأبرز للقب أفضل لاعب خاصة في حال بلوغه النهائي وعليه يبني المدرب أليو سيسيه آمالاً كبيرة ويشكل نجم ليفربول وخاليدو كوليبالي أحد أفضل مدافعي العالم مع مباي نيانغ وبالدي كيتا وشيخو كوياتي القوة الضاربة التي يأمل السنغاليون الوصول معها إلى منصة التتويج للمرة الأولى.
وسبق لأسود التيرانغا أن بلغوا مربع الكبار في 4 مناسبات فحققوا التأهل إلى النهائي مرة واحدة كانت عام 2002 ويومها تجاوزوا النيجيريين 2/1 بعد التمديد قبل أن يخسروا النهائي أمام الكاميرونيين بالترجيح، وفي 1965 حلوا ثانياً بمجموعتهم فخاضوا مباراة الترتيب مباشرة حسب نظام تلك النسخة وخسروا من العاجيين صفر/1 وفي 1990 خسروا من الجزائريين 1/2 وفي 2006 أمام المصريين بالنتيجة ذاتها.

الأرنب والسلحفاة
في عالم كرة القدم ينطبق مثل السلحفاة والأرنب على عدد من المنتخبات أو الأندية التي تبدأ بنتائج متواضعة قبل أن تنتفض وتتوج بالنهاية ولنا في إيطاليا 1982 خير مثال وبما أننا نتحدث عن القارة السمراء فهناك منتخب الكاميرون 2000 الذي تأهل إلى الدور الثاني بصعوبة قبل أن يتوج باللقب يومها وهو ما يطمح المنتخب التونسي لتكراره في هذه النسخة بل إن كثيراً من المراقبين لمحوا إلى إمكانية الوصول إلى اللقب الثاني بعد عودته إلى مربع الكبار للمرة الأولى منذ تتويجه بلقبه اليتم، ورغم كل الظروف المحيطة فإن الآمال التونسية كبيرة بوجود عدد من اللاعبين الذين يعول عليهم المدرب الفرنسي جيريس أمثال الحدادي وديلان برون ووجدي كشريدة ووهبي الخزري ويوسف المساكني وغيلان الشعلالي وإلياس السخيري وطه الخنيسي وفرجاني ساسي.
الجماهير العربية تتمنى نهائياً عربياً خاصة أن البطولة تقام على أرض عربية ولم يسبق أن اجتمع فريقان عربيان بالنهائي سوى مرة واحدة وكانت تونس طرفاً فيها من حيث الاستضافة والتتويج، والحلم بلقب ثانٍ يداعب مخيلة المحاربين والنسور فهل تشهد القاهرة نهائياً يضمن اللقب الثاني عشر للعرب في العرس الأسمر؟

مواجهات سابقة
التقت تونس والسنغال 11 مرة بداية من الألعاب الإفريقية 1965 وانتهاءً بكأس إفريقيا 2017 منها 10 مواجهات رسمية فكانت الغلبة للأسود بأربعة انتصارات مقابل فوزين للنسور و4 تعادلات والطريف أن 6 من هذه المباريات شهدت أهدافاً من طرف واحد مقابل 3 تعادلات سلبية، والتقى الفريقان 4 مرات في البطولة وكلها خلال الألفية الثالثة فتعادلا سلباً بالدور الأول لنسختي 1965 و2002 وكذلك 2/2 بالدور الأول لبطولة 2008 وفاز التونسي 1/صفر بدور الثمانية لنسخة 2004 ورد السنغالي بهدفين بالدور ذاته في نسخة 2017.
وتواجهت الجزائر مع نيجيريا 20 مرة في مختلف المناسبات والكفة متوازنة بينهما تماماً بواقع 8 انتصارات لكل منهما و4 تعادلات والأهداف 24/23 لمصلحة الجزائر بداية من الألعاب الإفريقية 1973 وانتهاءً بتصفيات مونديال 2018، ومنها 8 مرات بالبطولة، ففازت نيجيريا بنهائي عام 1980 (3/صفر) والجزائر بنهائي 1990 (1/صفر) وكانت الجزائر فازت 5/1 بالدور الأول من تلك البطولة كأعلى فوز لها في كل مشاركاتها، وفاز المحاربون في الدور الأول 1982 (2/1) وفاز النسور بالدور الأول 2002 (1/صفر) وبالنتيجة ذاتها في مباراة الترتيب 2010، وتعادلا بالدور الأول لبطولة 1984 (صفر/صفر) وتعادلا في نصف نهائي 1988 (1/1) قبل أن يفوز النسور بركلات الترجيح بنتيجة 9/8.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن