سورية

حمود يطالب بمحاسبة الاحتلال التركي على تجريف الآثار … موقع تشيكي: حلب قلب لثلاث قارات ومفترق طرق مهم في الشرق الأوسط

| وكالات

وصف موقع سياحي تشيكي مدينة حلب، بأنها قلب لثلاث قارات هي آسيا وإفريقيا وأوروبا، لافتاً إلى أنها كانت ولا تزال مفترق طرق مهم لمنطقة الشرق الأوسط، على حين اعتبر مدير عام الآثار والمتاحف محمود حمود أن عمليات تجريف الآثار في المناطق التي تحتلها تركيا، وخاصة في عفرين شمال حلب هي «جرائم حرب يجب أن يحاسبوا عليها».
وأكد موقع «كام سي فيدات» الإلكتروني السياحي المشهور في تقرير مصور تضمن 21 صورة بالألوان لمعالم المدينة ولاسيما قلعتها، أن حلب تعتبر أيضاً واحدة من أقدم المدن في المنطقة والتي يعود تاريخها إلى 2000 عام قبل الميلاد، موضحاً أن القلعة مسجلة في قوائم التراث الإنساني العالمي المحمي من منظمة «اليونسكو» منذ عام 2000، وذلك حسبما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وتعتبر مدينة حلب التي تقع في شمال سورية واحدة من أقدم المدن في العالم، واشتهرت في سنوات ما قبل الحرب الإرهابية التي تشن على سورية بقوتها الصناعية والاقتصادية، وتحتل موقعاً استراتيجياً كمفترق طرق مهم في الشرق الأوسط.
وتمكن الجيش العربي السوري من تحرير مدينة حلب بالكامل من التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في نهاية عام 2016، وأطلقت الحكومة السورية مرحلة إعادة إعمار المدينة التي بدأت تستعيد عافيتها وتشهد عودة تدريجية لسكانها مع بدء ترميم الكثير من البنى التحتية.
ويطلق السوريون على حلب لقب عاصمة سورية الاقتصادية، كونها اشتهرت قبل الحرب الإرهابية ضد سورية المستمرة منذ أكثر من ثماني سنوات بصناعاتها المتنوعة ومراكزها التجارية على مستوى الشرق الأوسط.
وأمس الأول وصف مدير عام الآثار والمتاحف، عمليات تجريف الآثار بالبلدوزرات في المناطق التي يحتلها النظام التركي في شمال البلاد، وخاصة في عفرين بـ«جرائم حرب يجب أن يحاسبوا عليها».
وقال حمود في تصريح له: «إن عشرات المواقع في عفرين استباحها الأتراك وكل من ينضوي تحت رايتهم من الإرهابيين»، وأشار إلى أن المديرية تلقت مؤخراً وثائق وصوراً تظهر استخدام «البلدوزرات» في البحث عن الآثار.
وأكد حمود، أن «أعمال التخريب والاعتداء على المواقع الأثرية لم تتوقف أبداً، وأنها شملت جميع المواقع رغم أن المناشدة التي أطلقتها المديرية مؤخراً لم تذكر سوى أربع مناطق، هي التي تصل منها وثائق وصور».
وتحدث حمود عن منطقة عفرين الواقعة في ريف حلب الشمالي، بشكل خاص ووصفها بأنها «منطقة غنية جداً بالمواقع الأثرية، وأن التلال الأثرية التي تتعرض للنبش والسرقة، عبارة عن مدن أثرية بعضها فوق بعض، فارتفاع التل يصل إلى 25 متراً ويتكون من طبقات تعود كل منها إلى فترة أو حضارة».
وأضاف: «يحطمونها كلها بالبلدوزرات، ويجرفون تلاً بحثاً عن كنوز ولقى أثرية، أي إنهم يدمرون حضارة كي يعثروا على لقى أثرية، وطبعاً المعروف أن التنقيب يجب أن يتم بأدوات دقيقة جداً، لكنهم يحطمون طبقة أثرية بحثاً عن لقى، إنهم يحطمون الحضارة السورية للأسف الشديد.. كلها تتحطم على أياديهم الغبية والغادرة».
ونوه حمود إلى أن صوراً جديدة وصلت إلى المديرية أظهرت أن «أربع بلدوزرات تنقب في موقع واحد هو موقع تل برج عبدالو»، مشيراً إلى أن ذلك يعني كم الموقع غني، بآثاره.
وعن موقع عين دارة الذي قصفته القوات التركية قبل احتلال عفرين قبل أكثر من عام، ما أدى إلى تدمير منحوتات بازلتية نادرة الوجود، أكد حمود أنه «منذ اللحظة الأولى للاحتلال بدؤوا التنقيب فيه، وحالياً هناك بلدوزر يجرف أمام المعبد تماماً».
ووصف حمود تلك الاعتداءات بأنها «خرق للقوانين والشرائع الدولية كلها»، وجدد المناشدة التي سبق أن أطلقتها المديرية منذ يومين، قائلاً: «أتمنى من كل من يقرأ هذه الاستغاثة أن يكون له دور في وقف هذا الدمار والعدوان على التراث الثقافي السوري الذي هو ملك للإنسانية جمعاء».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن