عربي ودولي

انطلاق مؤتمر «المشرفين على شؤون الفلسطينيين» في القاهرة وسط تأكيدات لمواجهة تفكيك «أونروا» … الخارجية الفلسطينية: إدارة ترامب تنفذ مخططات الاحتلال لتصفية القضية

| معا - وفا

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الإدارة الأميركية تنفذ مخططات سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وتوفر لها الحماية من المساءلة والمحاسبة في تمرد علني على مرتكزات النظام العالمي وانتهاك فاضح للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وأوضحت الخارجية في بيان أمس نقلته وكالة «معا» أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفريقه المتصهين يواصلون وبطريقة ممنهجة تكرار مواقفهم وتصريحاتهم المعادية للشعب الفلسطيني والمجحفة تجاه حقوقه الوطنية العادلة في محاولة لخلق رأي عام عالمي ونقاشات وجدل حولها بصفتها خطاباً سياسياً يعتمد على مرجعيات جديدة متناقضة تماماً مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
ولفتت الخارجية إلى أن مبعوث الولايات المتحدة إلى المنطقة جيسون غرينبلات يتفاخر علناً بدعم عمليات الاستيطان وبأن ما تسمى «صفقة القرن» لا تنص صراحة على إقامة الدولة الفلسطينية في محاولة لفرض الاعتراف بالتغييرات التي أحدثها الاحتلال بالقوة على الأرض الفلسطينية، مضيفة: إن غرينبلات يحاول إسقاط صفة الاحتلال عن «إسرائيل» في تناقض واضح مع القانون الدولي والقرارات الأممية.
وحذرت الخارجية من مخاطر هذه المؤامرة الكبيرة ودعت المجتمع الدولي إلى التنبه لما تدبره إدارة ترامب وفريقه ضد الشعب الفلسطيني وتداعياته الكارثية على الأمن والاستقرار في المنطقة.
في سياق آخر انطلق أمس مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، في دورته الـ102، المنعقد في مقر الجامعة العربية في القاهرة، ويستمر على مدار 5 أيام.
وبدأ الاجتماع بقيام مدير إدارة فلسطين في وزارة الخارجية المصرية السفير خالد راضي بتسليم الرئاسة لرئيس الوفد الفلسطيني وبالتأكيد على أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للاجئين والشعب الفلسطيني.
واستعرض رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد أبو هولي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية أوجه الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتأثير التقليصات في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في أوضاع اللاجئين في الدول المضيفة، والجهود التي تبذلها منظمة التحرير مع الدول العربية المضيفة للاجئين الفلسطينيين، لمواجهة الخطة الأميركية الهادفة إلى تفكيك «الأونروا» وحشد الدعم السياسي والمالي لتجديد ولاية تفويض عملها الذي سينتهي في أيلول المقبل بأغلبية مطلقة في الأمم المتحدة، بما يضمن الحفاظ على بقاء وجودها واستمرارها في تقديم خدماتها للاجئين كمؤسسة أممية تشكل الشاهد الحي على مأساتهم والعنوان السياسي لقضيتهم في الأمم المتحدة.
وقال: إن انعقاد هذه الدورة يأتي في ظل ظروف وتطورات خطرة ترافق قضية اللاجئين على ضوء التصريحات الخطيرة التي تخرج من الإدارة الأميركية، وحكومة الاحتلال حول تصفية قضية اللاجئين وعن المسعى الأميركي الذي كشف عنه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات لتوطين اللاجئين، وتصفية «الأونروا» ونقل المسؤولية عن اللاجئين الفلسطينيين إلى الدول المضيفة التي تحتاج إلى تحرك تجاه إحباط هذا المسعى وتعريته أمام دول العالم باعتباره موقفاً خارجاً عن الإجماع الدولي الذي جسده القرار 194 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، والقرار 302 الذي يؤكد استمرارية عمل الأونروا في تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين في ظل غياب الحل السياسي لقضيتهم، كذلك الإجماع العربي الذي يرفض التوطين، ويؤكد حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.
من جانبه، أكد السفير راضي، ضرورة عمل وكالة «الأونروا» بشكلها الكامل في مناطق العمليات الخمس لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، داعياً إلى ضرورة العمل على تغليب المصلحة الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة وذلك لمواجهة التحديات الجسيمة التي تواجه القضية الفلسطينية.
وأكد راضي أن مصر تؤمن بضرورة بل حتمية إنهاء الانقسام الفلسطيني داعياً الفصائل الفلسطينية كافة إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا لإنهاء الخلافات وتخطي المعوقات والعقبات التي تشوب إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإعادة الوحدة الفلسطينية.
يشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يشمل: مجمل تطورات القضية الفلسطينية على رأسها ملف اللاجئين، والأونروا وتجديد تفويضها، ومتابعة تطورات الانتفاضة ودعمها والتأكيد على عروبة القدس والاستيطان الإسرائيلي والهجرة اليهودية، وجدار الفصل العنصري، وقضية اللاجئين وتطوراتها، ونشاطات الأونروا، وأوضاعها المالية والتنمية في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.
ويشارك في هذا المؤتمر ممثلون عن الدول العربية المضيفة للاجئين، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للعلوم والثقافة «الألكسو»، والمنظمة الإسلامية للعلوم والثقافة «الأيسيسكو»، حيث إن توصيات المؤتمر سيتم عرضها على مجلس وزراء الخارجية العرب المقبل الذي سيعقد في الجامعة العربية في القاهرة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن